تعد تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش حول إنكاره لوجود الشعب الفلسطيني، واستخدامه خريطة توسعية استعمارية، تصدير للازمات الاسرائيلية المتلاحقة ودعوة صريحة للتحريض على الإرهاب والتطهير العربي وإثارة الفوضى في المنطقة .

العقلية الإجرامية التي طالبت قبل عدة أيام بإزالة بلدة حوارة عن الوجود، لم تفاجئنا بإنكار وجود الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الحقيقي والتاريخي، وتدل هذه العقلية الإرهابية على مدى التطرف والعنصرية والفاشية التي تحكم تركيبة حكومة الاحتلال وأن استمرار التحريض ضد الشعب الفلسطيني، ينتج عنه المجازر اليومية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين من جانب جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين .

لا يمكن للعالم ان يصمت امام هذه الممارسات الخطيرة التي أطلقها المتطرف سموتريتش كونها تعكس فكرا عنصريا تتبناه الحكومة الإسرائيلية وقادتها، ولا بد من المجتمع الدولي العمل على محاربة هذا الفكر الفاشي التوسعي الذي سيجر المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار وانعدام الأمن .

الشعب الفلسطيني شعب أصيل متجذر في أرضه منذ آلاف السنين، وحقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد من هم أصحاب الأرض ومن هم الغرباء المستعمرون لأرضنا، وأنه لن يستطيع أحد من دعاة التحريض على القتل والتهجير القسري والجهلة بالتاريخ، أمثال سموتيرتش، تشويه وتزييف هذه الحقائق أو إنكار هذا الوجود الأصيل للشعب الفلسطيني وثقافته وحضارته وإرثه وجذوره الضاربة في أعماق أرضه .

جماهير الشعب الفلسطيني اينما تواجدت سواء في الوطن المحتل او خارج فلسطين صامدة ومصره على الاستمرار في مسيرة النضال ليذهب الاحتلال الى الجحيم ولا يمكن لمثل هذه التصريحات ان تنال من عزيمة وإرادة هذا الشعب المناضل عبر التاريخ .

لا يمكن لتلك الدعوات المتطرفة والأساطير والمؤامرات والبرامج التي تحاول المس بوجود الشعب الفلسطيني على ارضه ان تغير من حقيقة وواقع الاحتلال القائم بالبطش والإرهاب والسيطرة العسكرية فالحقوق الفلسطينية هي حقوق اصيلة غير قابلة للتصرف، والشعب الفلسطيني هو وحده من يقرر مصيره وهو متمسك بحقه في العودة الى ارض وطنه مهما طالت السنوات فالعودة حق اصيل لا يمكن ان يتنازل عنها اي احد وستبقى البوصلة متجهة نحو فلسطين .

الشعب الفلسطيني يواجه حكومة يمينية فاشية عنصرية تمارس جرائمها العنصرية بحقه في معركة مفتوحة ومحاولة مستميتة لدفع من تبقى من الفلسطينيين إلى الهجرة من ديارهم وأراضيهم، وسط صمت دولي متواطئ وفى ظل تصاعد ممارسات التنكيل والعدوان على الأرض تقوم بها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، من استيلاء وضم للأراضي وهدم الممتلكات الخاصة والعامة وبناء المستعمرات وإتباع سياسات مجحفة بحق أسرانا البواسل، ومختلف الانتهاكات الاحتلالية الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني في مختلف أراضي دولة فلسطين المحتلة .

وفي ضوء تلك السياسات لا بد من اعادة الاعتبار للشرعية الدولية والقانون ويجب العمل على وجود ضغط دولي فاعل وعاجل يلزم إسرائيل بوقف جميع إجراءاتها الأحادية الجانب والعدول عن خطواتها الاستفزازية وجرائمها المتكررة، وإجبارها على احترام قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين والعودة إلى مفاوضات السلام .

كل ممارسات الاحتلال باتت تشكل خطورة على مستقبل المنطقة وتهدد وجود الشعب الفلسطيني وتعد مخالفة وانتهاكا صارخا لكافة القوانين الدولية، وتساهم في تقويض جهود السلام الإقليمية والدولية، وتعرقل مسارات الحلول السياسية القائمة على مبادرة السلام العربية، وضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

 

الفكر الصهيوني وغطرسة القوة الاسرائيلية

 

سياسة الاحتلال الهمجية باتت تعبر عن الفكر الصهيوني العنصري المتطرف الذي يحكم أطراف الحكومة الإسرائيلية الحالية وهذه المواقف التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى، أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأن الأراضي الفلسطينية متنازع عليها، وأنها أرض الميعاد كما يصفها المتطرفين لدى قادة الاحتلال .

أن ما يروج له الاحتلال يشكل خطورة بالغة على امن المنطقة كلها وهي عبارة عن ادعاءات واهية ووهمية وتصريحات معبرة عن عنجهية القوة والغطرسة، لا يمكنها ان تهزم الشعب الفلسطيني او تنال من الانتماء الوطني للأرض الفلسطينية وأن كل التاريخ يبرهن على التصاق الفلسطيني بأرضه منذ فجر التاريخ البشري والإنساني .

تعلمنا من التاريخ أن الاستعمار إلى زوال وأن إرادة الشعب الفلسطيني وانتماءه لا تهزها تصريحات مزوري التاريخ وادعاءاتهم الباطلة ولا يمكن النيل من ارادة وعزيمة وإصرار اهل وشعب فلسطين الذين قدموا ومنحوا لفلسطين اسمها وللأرض قيمتها ومكانتها وحضاراتها .

فلسطين هي ملك للشعب العربي الفلسطيني الاصيل والأرض لنا، وإسرائيل دولة استعمارية وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ لا يمتلك اي مقومات للبقاء، بل تثبت كل الاحداث انها دولة عابرة وسرعان ما تنهار وتتحلل لأنها قائمة على ممارسة القتل وسفك الدماء لا يمكنها بقوتها العسكرية هزيمة شعب يطالب بحقوقه ويتمسك بعودته الى وطنه مهما طال الزمن او تبدلت الاحوال تبقى فلسطين هي خارطة الوطن المحفورة في اعماق كل فلسطيني اينما تواجد سيعود اليها يوما لان العودة هي حق مقدس لا بد من تنفيذه ولا يمكن ان يسقط بالتقادم .

العالم مطالب مجدداً بأهمية التحرك لضمان تنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية بما في ذلك تذكير هيئاته الأممية ودوله وقواه أجمع ليس فقط بحقيقة معاناة شعبنا الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال والحصار والتشريد وإنما بأهمية تحمل مسؤولياته وعدم الاكتفاء بإدانة الاحتلال وجرائمه اليومية وبذلك فقط يجري تصحيح الخطيئة التاريخية الكبرى التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني .

ولا بد للمجتمع الدولي الاستمرار بالضغط على الاحتلال ونزع الشرعية عنه، ومواصلة الجهود للبدء بخطوات عملية وتنفيذية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على أراضيه المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، وضمان عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم بموجب القرار الأممي 194 .

بالمقابل لا بد من تجسيد الوحدة الوطنية لما لها من اهمية كبرى في مواجهة سياسات الاحتلال المتطرفة ويجب العمل على سرعة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، دون أي إبطاء أو تسويف، والاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها قضيتنا الوطنية ومن أجل تعزيز الصمود والمقاومة، ويكون أساسها وهدفها الرئيسي إنهاء الاحتلال فورًا عن الارضي الفلسطينية .

وفي ظل هذه المخاطر التى تلحق بالقضية الفلسطينية يجب العمل على اعادة البوصلة في الاتجاه الصحيح وان يكون الالتقاء الوطني ضمن محطته الاساسية لتجديد الإجماع الفلسطيني على ثوابته الراسخة، واستلهام معاني الوحدة من دماء الشهداء الذين يدافعون عن الوطن وهم اغلى ما نملك في وجودنا الفلسطيني والعمل على نبذ الخلافات وتعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية في اطارها الجامع المانع والتصدي لكل اجراءات الاحتلال الهادفة الى تهويد الاراضي الفلسطينية وسرقتها وتهجير ما تبقى من ابناء الشعب الفلسطيني .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.