تواصل واستمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومسؤوليها والمستوطنين على حرمة المسجد الأقصى المبارك، بما فيها الاستفزازات والإساءات المستمرة والاعتداءات والاقتحامات اليومية الخطيرة باتت تشكل خطرا حقيقيا على المنطقة وما يجري يعد خرقا جسيما للقانون الدولي وعبث غير مسبوق بالوضع التاريخي والقانوني القائم في محاولة لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى في ضوء السياسات الخطيرة التي تنفذها سلطات الاحتلال في القدس لتغيير هوية المدينة ووضعها القانوني وكذلك تركيبتها الديموغرافية والثقافية والتاريخية .

ليس للاحتلال الاسرائيلي أي سيادة على أي جزء من المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف كونه يحمل الهوية العربية والإسلامية للقدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، وبالتالي كل اشكال المساس به مرفوضة وغير مبررة على الاطلاق وأن للمصلين المسلمين الحق المطلق في الصلاة بحرية وأمان فيه وحوله وفي أي وقت دون أي عائق أو عنف ويشكل المسجد الاقصى المكانة التاريخية والحضارية للعرب والمسلمين في جميع انحاء العالم وتحتل فلسطين مكانتها وفي القلب منها القدس ومقدساتها، بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء وارتباط المسلمين الأبدي في جميع أرجاء العالم بالمسجد الاقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .

التصعيد الخطير لقوات الاحتلال الاسرائيلي والمستعمرين الإرهابيين باقتحام الحرم القدسي الشريف، خلال شهر رمضان المبارك بشكل متكرر والتي تتواصل كل يوم باشطالها المختلفة إلى الاعتداء الوحشي على المصلين والمعتكفين في باحاته أثناء تأدية صلاتهم ومناسكهم، بمن فيهم النساء والأطفال، وأدت الى إصابة واعتقال المئات منهم، وألحقت أضرارا بالمصلى القبلي، الأمر الذي يعد استفزازا لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم واعتداءً على الوضع القانوني والتاريخي القائم وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة .

حكومة التطرف الاسرائيلية وسلطتها القائمة على الاحتلال هم من يتحملون المسؤولية وما سينتج من عواقب نتيجة هذه التصرفات الاستفزازية الخطيرة التي ينتهجها جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين المسلحة بمواصلة الاعتداءات الوحشية المنهجية والاستفزاز المتعمد والتحريض المتكرر لتأجيج الوضع وإثارة مواجهة دينية لا يحمد عقباها .

وفي ضوء تلك الممارسات التي باتت تنعكس على الأمن والسلم الدوليين يجب على المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن بصفته المسؤول عن صون السلم والأمن الدوليين تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لردع ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير ومعه كافة الإجراءات والسياسات غير القانونية والاستفزازية الأخرى التي تمس بمدينة القدس المحتلة وحرمة المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف دون انتقائية أو ازدواجية بالمعايير .

ولا بد هنا من اعادة التأكيد على اهمية الوصاية الهاشمية الأردنية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس ودورها في حماية هذه المقدسات والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة المخولة بإدارة شؤون الأقصى .

وبات من المهم العمل من اجل التحرك العاجل للتصدي لهذه الاعتداءات الخطيرة والتحرك على كافة المستويات وإرسال رسائل عاجلة الى الجهات الدولية المعنية بما فيها مجلس الأمن تعكس ما يجرى من ممارسات وحشية وقمعية بحق المصلين في المسجد الاقصى وأهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومدينة القدس المحتلة ومقدساتها والمسجد الأقصى المبارك ووقف الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة والمحاولات غير المشروعة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي الراهن في مدينة القدس المحتلة .

 

مجزرة دير ياسين ووقائع الاحتلال الاسرائيلي


في ذكرى مجزرة دير ياسين تتكرر المأساة ويستمر العدوان والتصعيد الاسرائيلي المتعمد من خلال عمليات الاقتحامات التي تقوم بها قوات الاحتلال لمراكز المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية وما يتصل بالتصعيد الحاصل من اعتداءات ميليشيات المستوطنين الإرهابية على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في عموم الضفة الغربية المحتلة وعمليات اسرلة وتهويد القدس وحصار المسجد الاقصى وتحويله الى ثكنة عسكرية خلال شهر رمضان المبارك .
كثيرة هي المجازر التي تم ارتكابها في بلدات وقرى فلسطين من قِبل الاحتلال الاسرائيلي الغاشم سواء كان ذلك على يد جيشه المزعوم أو عصاباته المسلحة الموجودة على أرض فلسطين المحتلة فمنذ العام 1947 حتى يومنا الحاضر والشعب الفلسطيني يعاني الكثير من المذابح والمجازر المختلفة، ابتداء من مذبحة قريتي بلد الشيخ في نهاية عام 1947 مرورا بمذابح قرى سعسع، كفر حسينية، دير ياسين، بيت داراس، والعديد من المجازر، ووصولا الى مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1996 وتلك المجازر التي خلفها العدوان والحروب على قطاع غزة والضفة الغربية والصورة الدموية والإرهابية لطبيعة الاحتلال ستبقى هي الماثلة امام العالم اجمع ولا يمكن ان ينسى الشعب الفلسطيني ما ارتكبه الاحتلال في قرية دير ياسين والمجزرة التي تم ارتكابها بحق مواطنيها.
وبينما يتذكر الشعب الفلسطيني مجزرة دير ياسين بكل تفاصيلها المؤلمة يستحضر واقع الاحتلال وممارساته المستمرة وارتكابه للمجازر بحق المسجد الاقصى المبارك وحملات التحريض المستمرة والواسعة والتي يطلقها غلاة المتطرفين وعلى رأسهم العنصري إيتمار بن غفير ما يسمى بوزير الامن القومي الاسرائيلي والتي يدعو من خلالها إلى تغيير الوضع الراهن في المسجد الاقصى وكذلك عمليات التحريض على الوجود الفلسطيني برمته وتكريس الاقتحامات وتوسيع دائرة المشاركين فيها وإصداره الاوامر بحرق المدن الفلسطينية، الأمر الذي يشكل امتدادا مستمرا لنهج القتل الاسرائيلي عبر تاريخ طويل كان شاهدا على مدى القمع والجرائم البشعة والإرهابية التي مارسها الاحتلال الغاشم .
العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى يشكل امتداد لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً واستخفاف إسرائيلي رسمي بالمواقف العربية والإسلامية والدولية والمطالبات العالمية للحكومة الإسرائيلية بالكف عن إجراءاتها القمعية ووقف الاقتحامات الاستفزازية .
مهما تواصلت اليات القمع والعدوان وتصاعدت وتيرة الاحتلال الهمجي فان ارادة التاريخ لا يمكن أن تزور ولن ينالوا من شعب يطالب بحقه ومهما اتسعت دائرة الارهاب وممارسات حكومة التطرف الاسرائيلية واشتدت المؤامرة ومهما يحاولون النيل من شعب فلسطين ووحدته وتكالب عملائه، فلن ينالوا من الهوية الوطنية والصمود والإصرار الفلسطيني على مواصلة الكفاح العادل لنيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .
مهما طال الزمن فان الانتصار يكون دائما حليف الشعوب المناضلة التي تدفع الثمن في معارك التحرر وبالنهاية تنتصر، الشعوب التي تكافح من اجل نيل الحرية وتقرير مصيرها، وان الانتصار والحرية حليفان للشعب الفلسطيني لا محالة، مهما طال الزمن ام قصر، فسينال في النهاية الشعب الفلسطيني حريته وينعم في استقلاله، ومهما اختلفت الظروف واشتدت الازمات وتصاعدت مؤامرات التصفية والإذلال بحق الشعب الفلسطيني واشتد الليل والظلام حلكة، فان موعدنا مع الفجر والصبح وشروق شمس الحرية بإرادة الانتصار والأحرار يمضي الشعب الفلسطيني ليخوض معارك الحرية والإيمان بعدالة القضية من اجل الحفاظ على مشروعه الوطني التحرري ونيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

 

الاحتلال يرتكب الجرائم بحق المعتكفين في المسجد الاقصى


سلطات الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير كون ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات كما حدث في المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يعد حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والتي ستشعل الحرائق في المنطقة .

ما جرى من عدوان إسرائيلي على المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك يعد جريمة بشعبة يجب ان لا تمر دون عقاب ولم تكترث حكومة الاحتلال لكل النداءات العربية والدولية والتفاهمات التي جرت في العقبة وشرم الشيخ بل وأصرت على ان تغرد خارج السرب وعملت بشكل ممنهج ومدروس على تنفيذ اقتحامها للمسجد الاقصى خلال شهر رمضان الفضيل ولم تحترم العرف الذي يمنع غير المسلمين من أداء طقوس دينية، في ثالث أقدس مكان للمسلمين بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة .

عدوان الاحتلال يتمدد في جرائمه بحق المسجد الأقصى ويشكل تهديدا جديا على المقدسات الاسلامية والمسيحية وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة في ظل محاولات حكومة اليمين المتطرف المستمرة لتحويل الصراع إلى ديني وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا خلافا للوضع التاريخي والقانوني الذي لن نسمح به إطلاقا وهي محاولات لا يمكن إلا أن تؤجج الأوضاع وتقود إلى مواجهة وحرب لا تحمد عواقبها وتتحمل مسؤوليتها حكومة الاحتلال وحدها، ويجب تحرك الجماهير الفلسطينية في الضفة و48 للتوجه إلى المسجد الأقصى وحمايته وأنه على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيا وعربيا وإسلاميا .

الشعب الفلسطيني لقادر على حماية مقدساته وأرضه ويمتلك مقومات الصمود والإصرار والإيمان بعدالة قضيته واستعداده الدائم للدفاع عن حقوقه وأرضه ومقدساته وحماية المسجد الأقصى والرباط والاعتكاف فيه والتصدي للاقتحامات ودعوات ما يسمى ذبح القرابين، ولا بد من تصعيد الزحف الجماهيري للقدس والمسجد الاقصى وإبداء الاعتزاز الكبير بصمود أهلنا في عاصمتنا الأبدية القدس وبكل المرابطين والمعتكفين الذين يلتصقون بقدسهم وحقهم ويتصدون رغم قوة البطش والعدوان للاقتحامات المتكررة كون ان هذا المكان المقدس وهم يدافعون عن كرامة الامة، وفي الوقت نفسه نتمنى الشفاء العاجل للجرحى من المعتكفين والحرية العاجلة للمعتقلين .

صمت المجتمع الدولي وعدم محاسبة اسرائيل يشجعها على الاستمرار في عدوانها متجاهلة كل قيم القانون الدولي ويجب على الإدارة الأميركية عدم الوقوف متفرجة على هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وأن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين ويجب أن لا يخطأ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته .

اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية يتطلب التحرك العاجل ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال ولا بد من التحرك وإجراء الاتصالات وتنسيق المواقف مع الأشقاء العرب والعديد من الدول وخاصة الصين لوقف عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والمصلين .

حكومة الاحتلال تتحمل كامل المسؤولية عن أي تدهور وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا العبث الذي سيكون له نتائج خطيرة على الجميع بصفتها قوة احتلال وعدم تنكرها للالتزامات والأعراف الدولية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويجب على الامم المتحدة العمل على منح الحماية القصوى وغير المشروطة للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة بما يشمل ضمان حرية العبادة .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.