حل القضية الفلسطينية وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عبر تحقيق السلام العادل والشامل يعتبر المدخل الصحيح والوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة وبناء علاقات طبيعية بين دولها، وان كل محاولات حكومة التطرف الاسرائيلية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإتباع سياسة الهروب الى الامام والاختباء خلف مقولات العدو الخارجي او تأجيل حل القضية الفلسطينية او استبداله بحلول مجتزأة ومنقوصة هي محاولات بائسة وفاشلة ومفضوحة تؤدي الى تعميق الصراع وتأزيمه مما يؤدي الي انهيار عملية السلام ويبدد الفرص في اقامة الدولة الفلسطينية .
حكومة التطرف الاسرائيلية مستمرة في تهربها من استحقاقات عملية السلام وباتت تلجأ بشكل متعمد وممنهج لتجاهل القضية الفلسطينية والضرورات الاستراتيجية لحلها وتوفير الامن والاستقرار بالمنطقة والعالم، وغالبا ما يصرح بنيامين نتنياهو ويتحدث في تصريحاته عن مواضيع تتعلق بالمنطقة وكأن القضية الفلسطينية خلف ظهره محاولا القفز عنها وتهميشها وطمس مركزيتها، والتغطية على فشل مشاريعه التصفوية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ساعيا لقلب حقائق الصراع وإعادة ترتيب اولويات السياسة في الاقليم بما يخدم مصالح الاحتلال الاستعمارية لكسب المزيد من الوقت لاستكمال عمليات تهويد القدس وضم الضفة الغربية .
لا يمكن لنظام القمع وفرق الموت والعصابات المسلحة الاسرائيلية ان تحقق السلام وخاصة في ظل التسابق الحاصل لصناعة مشاهد القتل والتصفيات الميدانية والاعتقالات وتبني سياسة "الاعدامات الميدانية" من خاصة وأن هذه المشاهد الإجرامية تتكرر يوميا وبشكل افظع وأكثر اجراماً وإرهاباً من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين دون أي حساب، وفي ضوء ذلك لا بد ومن المهم ان تقوم المؤسسات الدولية الحقوقية بالتحقيق في جرائم الاغتيالات والإعدامات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه أبناء الشعب الفلسطيني .
جرائم الاحتلال والإعدامات الميدانية تمثل جرائم حرب بشعة وعلى مؤسسات المجتمع الدولي العمل بجدية واتخاذ موقف واضح من مجموعات الارهاب الاسرائيلي وعصابات المستوطنين والعمل على فضح أكاذيب وادعاءات جيش الاحتلال لتبرير عمليات الإعدام كون إن فرق الموت والاغتيالات الخاصة التي ينشرها جيش الاحتلال على محاور المدن والبلدات الفلسطينية هي المسؤولة عن عمليات الإعدامات الميدانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة حيث ينفذ هؤلاء القتلة تعليمات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، أحد أضلاع العصابة في الحكومة اليمينية الفاشية والذي يمتدح ويثني عليهم عند تنفيذ تعليماته بالقتل والاغتيال .
وبناء على اخر التطورات والأوضاع في الساحة الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أعمال إجرامية من قبل قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني والتي لن ولم تنجح في كسر إرادة شعبنا البطل، وأن الاستمرار في اقتحام المقدسات والاستيطان والقتل والاقتحامات وهدم البيوت والاعتقالات، وإقرار القوانين العنصرية وغيرها، لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل ستعمل على زيادة التوتر وعدم الاستقرار مما يهدد بجر الأمور إلى مربع الانفجار .
وفي ضوء استمرار الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين المتطرف بالأعمال أحادية الجانب التي تلحق أفدح الأضرار والتنكر لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات والتفاهمات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا بد من المجتمع الدولي العمل على التدخل العاجل واتخاذ القرارات الملزمة لإجبار سلطات الاحتلال بضرورة وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب التي تمارسها حكومة الاحتلال تمهيداً لخلق أفق سياسي جدي ينهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس .

 

حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية جرائم المستوطنتين

 

تتحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتطرفة مسؤولية ممارساتها القمعية ودعمها لمجموعات المستوطنين الذين يمارسون الارهاب المنظم بحق الاماكن المقدسة ويقومون بقمع ابناء الشعب الفلسطيني في القدس وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة مما يؤدي الى تفجير الأوضاع بالمنطقة وهي بالتالي تتحمل كامل المسؤولية لتلك السياسات الخطيرة التي تقودها والهادفة لتدمير أي جهد إقليمي أو دولي يبذل لتوفير الاستقرار ومنع تدهور الأوضاع .

قيام المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته وتكرار اقتحام شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتخريب تمديدات الكهرباء داخله حيث اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حماية شرطة الاحتلال وأن المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقَّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدَّوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه وكثفت شرطة الاحتلال من انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، ودقّقت في بطاقات الوافدين إلى المسجد .

سلطات الاحتلال تجر المنطقة لمربع العنف والتصعيد والتوتر وعدم الاستقرار، من خلال إصرارها على الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي والقتل والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، وأن أبناء شعبنا لن يسمحوا لسلطات الاحتلال المساس بالمسجد الأقصى المبارك أو العبث فيه وإن الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى هو لعب بالنار فهذا المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى .

وما من شك بان الحصار الذي تتعرض له المدن الفلسطينية إضافة الى استمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات، هو بمثابة عقاب جماعي على شعبنا الفلسطيني وأن هذه السياسة لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل ستدفع الأمور إلى مزيد من التصعيد والتوتر.

حان الوقت لمتابعة تلك الملفات المهمة القائمة على ممارسة جرائم الاحتلال والمستوطنين في المحاكم الدولية المتخصصة لمحاسبة المسؤولين عنها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ولا يمكن استمرار الصمت امام إقدام مستوطنين إرهابيين على إحراق منازل المواطنين وخاصة في قريتي قصرة وجالود جنوب نابلس، وقيام المستوطنين ايضا وضمن سياسة الارهاب المنظم الذي يمارسوه ومنهجهم القائم على تدمير مقومات الحياة الفلسطينية والعمل ضد ابناء الشعب الفلسطيني باقتلاع عشرات أشتال الكرمة والزيتون وأتلاف محاصيل زراعية، وتدمير شبكات الري في أراضي قرية حوسان وأتلاف محاصيل باذنجان وبندورة وفلفل في أراضي منطقة "واد قديس" غرب القرية، وتدمير شبكة المياه التي كانت تستخدم لري المزروعات، وتتعرض منطقة "واد قديس" التي تبلغ مساحتها أكثر من 400 دونم، وفيها حوالي 12 ينبوع مياه، وهي أراضٍ زراعية يعتمد عليها المواطنون في مصدر رزقهم، لاعتداءات المستوطنين المتكررة .

لا يمكن استمرار الصمت امام الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية المنتشرة في قواعد الإرهاب على سفوح وهضاب وجبال الضفة المحتلة والتي تعكس العقلية الاستعمارية العنصرية المتطرفة حيث تشعل الحرائق في ساحة الصراع ولا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل الآمنين في منازلهم .

لا بد من الإدارة الأميركية التدخل الفوري لوقف الممارسات الخطرة التي ترتكبها عصابات المستوطنين بحماية من حكومة وجيش الاحتلال والضغط على إسرائيل لوقف كافة إجراءاتها ووضع حد لمواصلة إرهاب الدولة المنظم، وحكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات المستوطنين الإرهابية الهادفة الى التصعيد وخلق المزيد من التوترات في ساحة الصراع .


سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.