اكدت قمة جدة بان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي ويجب العمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته خاصة المسجد الأقصى المبارك وبحثت قمة جدة التداعيات الخاصة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وكانت في صلب اهتمامات القمة العربية من أجل إيجاد حل عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويضمن عودة اللاجئين وتحرير الأسرى وأكدت القمة الوحدوية بان اي حلول للقضية الفلسطينية يجب تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي نتمسك بها كسبيل أكيد لتحقيق السلام في المنطقة .
ودعت القمة المنعقدة في جدة على اهمية توسيع العمل الدبلوماسي العربي المشترك وأهمية التنسيق لخدمة القضية الفلسطينية وحشد الدعم اللازم لتوسيع قاعدة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وأهمية الضغط من اجل ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الدولية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني لوضع حد لتعنت الاحتلال ورفضه الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية .
وفي ظل المواقف الصعبة وما تمر به القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع القائم في فلسطين والتصعيد الاسرائيلي في القدس وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة لا بد من الانطلاق للعمل على اعتماد الخطوات العملية من أجل تفعيل قرار الأمم المتحدة المتعلق بدور محكمة العدل الدولية لتكريس حقوق الشعب الفلسطيني وأهمية تطبيق اللوائح والنظم التي تم اقرارها والمصادقة عليها من الجمعية العامة للأمم المتحدة حول قرار سلطة الاحتلال فرض عقوبات على الشعب الفلسطيني والعمل على ادانة كل اشكال الأعمال الإجرامية وتوسيع قاعدة التضامن مع الشعب الفلسطيني من اجل استرجاع أراضيه واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني .
قمة جدة اكدت على اهمية عدم السماح بتحول المنطقة العربية لتكون ميدانا للصراعات وطي صفحة الماضي التي عاشتها المنطقة لسنوات وعانت منها الشعوب العربية وتعثرت بسببها مسيرة التنمية كما رحبت في استئناف مشاركة سوريا في مجلس جامعة الدول العربية من اجل دعمها واستقرارها وعودة الأمور لطبيعتها واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي بما يحقق الخير لشعب السوري الشقيق .
وجددت قمة جدة تأكيدها على التمسك بمبادرة السلام العربية والذي ما زال خيارا استراتيجيا عربيا لحل الصراع من اجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد استنكرت قمة جدة ونددت بالسياسة الاسرائيلية والممارسات المروعة التي تمارسها حكومة التطرف الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وتلك الاعمال المنافية للقانون الدولي والتصعيد الخطير والمروع في منسوب العنف والقتل في الشهور الأخيرة كما اكدت القمة على دعمها للشعب الفلسطيني من اجل تعزيز الصمود الوطني في الاراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدة إن السياسات والممارسات الاستفزازية لتلك الحكومة الممعنة في التطرف والكراهية، لا بد أن تواجه بتصد حازم من المجتمع الدولي عِوضا عما نشهده من صمت مريب ومشين في ظل أن انسداد المسار التفاوضي الذي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين ويمهد الطريق أمام حل الدولة الواحدة كما دعت كافة الأطراف وبالذات الأطراف الدولية التي تشاهد حل الدولتين وهو يتم تقويضه يوميا دون أن تُحرك ساكنا أن تراجع سياساتها قبل فوات الأوان .

 

التطرف والمسلسل الدموي وتدمير فرص السلام


استمرار حكومة نيتنياهو ومواصلة القتل والمطاردة للفلسطينيين وملاحقتهم يعني أن حكومة نيتنياهو هي حكومة إرهابية تمارس الإرهاب المنظم بحق شعب أعزل لا يمتلك أدنى مقومات التوازن العسكري أو التكنولوجي في حرب غير متكافئة أصلاً معلنة الحرب الشاملة من الطرف الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأن استمرارها بتنفيذ مخطط الحرب يدفع بالمنطقة إلى الدمار الحتمي ويعيق فرص التقدم باتجاه خلق جبهة سلام فلسطينية قوية ومتينة تؤدي لحفظ الأمن والهدوء بالمنطقة .

ويستمر تعنت حكومة الاحتلال ورئيس وزرائها بنيامين نيتنياهو برغبته المندفعة للقتل وسفك الدماء واتجاهه نحو التطرف واليمين الإسرائيلي ودعم الاستيطان والجماعات المتطرفة الذي يؤدي الى خطورة بالغة تجاه المستقبل ويدفع بالمنطقة إلى الدمار الشامل ويعيد احتلال الأراضي الفلسطينية معتقداً بذلك أنه يرغم الشعب الفلسطيني على القبول بالشروط والإملاءات الإسرائيلية التي لا تلبي طموحاته والحد الأدنى من برنامج الكفاح الوطني الفلسطيني .

المرحلة التي نعيشها تتطلب تعزيز الجبهة الفلسطينية والعمل على وحدة الصف الوطني والإسلامي الفلسطيني ورص الصفوف لمواجهة الاحتلال لأن نيتنياهو مستمر في ارتكاب المجازر ولن يتوقف من الزحف باتجاه تدمير البنية الأساسية للشعب الفلسطيني فهو لا يريد لهذا الشعب أن يعيش بأمن واستقرار ولا يريد دولة فلسطينية وأن شعارات نيتنياهو هي شعارات دموية تدعو إلى قتل الفلسطينيين وتدمير أي أساس للدولة الفلسطينية واستمرار حالة العنف والإرهاب تعد استمرار لمخطط القتل والتشريد التي تلحق بالعائلات الفلسطينية .

لغة العربدة والقوة التي تستخدمها حكومة الاحتلال لن تجلب للمنطقة الأمن والاستقرار وستدفع بمزيد من أعمال المقاومة وتكريس نهج عدائي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو الأساس في تفجير الصراع واستمرار العدوان والاحتلال للمدن الفلسطينية ويدفع إلى المزيد من الضحايا وهذا ما تتحمل نتائجه حكومة الاحتلال فهي التي تعتدي وتحتل الأراضي الفلسطيني وترتكب المجازر الدموية بحق الشعب الفلسطيني ويجب على الاحتلال أن يرحل عن الأراضي الفلسطينية لضمان الأمن والسلام والهدوء بالمنطقة لكلا الشعبين .

السلام الحقيقي هو سلام الشجعان وأن لغة السلام هي منح الشعب الفلسطيني حقه لإقامة دولته وتقرير مصيره على أراضيه وضمان حق عودة اللاجئين بعيداً عن إرهاب حكومة الاحتلال الذي يقوده نيتنياهو بحق الشعب الفلسطيني .

أعمال القمع وممارسة القتل والتدمير التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين بالمناطق الفلسطينية هي أعمال تعبر عن وحشية الاحتلال وهمجية جيشه وقد رفضتها الأمم المتحدة وعبرت المنظمات والهيئات والجمعيات الحقوقية الدولية عن إدانتها لهذه الممارسات .

إرهاب حكومة الاحتلال يعد ارهابا دمويا والأكثر بشاعة ويهدف إلى مزيد من أعمال القمع والإبادة الوحشية والتصفية لهذا الشعب المناضل الذي يتطلع إلى العيش بحرية واستقلال وامن وسلام .

الاحتلال الإسرائيلي هو احتلال قاتل وقمعي ولا يمكن له أن يستمر بهذا النمط الإرهابي ولا يمكن أن يكون له ما يريد من استمرار حالة القمع والإرهاب والتنكيل وإعادة احتلال الأراضي الفلسطينية وفرض واقع قمعي احتلالي وهيمنة بهذا الشكل .

وبالرغم من الإدانة الدولية ومطالبة المجتمع الدولي المتكررة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ووقف المجازر ودعوة الحكومة الإسرائيلية إلى سحب الجيش الإسرائيلي من المدن والقرى والمخيمات المحتلة إلا أن الاحتلال يستمر في فرض واقع احتلالي جديد على الأراضي الفلسطيني ضارباً بعرض الحائط كل اتفاقيات السلام .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.