حكومة وجيش الاحتلال يتحملون المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب والمجازر المرتكبة في جنين ومحافظات الضفة الغربية، وان المخاطر الجسيمة والعواقب الوخيمة لهذا التصعيد الإسرائيلي الإجرامي المستمر ضد شعبنا يجب ان يتوقف فورا .

وإمام حجم الكارثة وما خلفه هذا العدوان من نتائج اجرامية والذي نفذته دولة الاحتلال الاسرائيلي على جنين ومخيمها حيث استمر لمدة 48 ساعة، ليرتقى 12 شهيدا فلسطينيا، بينهم اربعة أطفال، وأصيب أكثر من 120 جريحا وصفت حالة عشرين منهم بأنها خطيرة كما منعت قوات الاحتلال خلال العدوان سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الدخول إلى المخيم والمناطق المتضررة لمساعدة المصابين سعيا منها لتوسيع الخسائر بالجانب الفلسطيني، بالإضافة الى تدمير بشكل كامل او جزئي لما يقارب 80% من منازل المخيم مما أجبر أكثر من 3000 مواطن للبحث عن مكان يحتمون فيه .

لا يمكن لهذا النوع من الجرائم ان يستمر في ظل الصمت المتواصل والتستر على مرتكبيها واقترافهم تلك الجرائم وبأوامر من قادتهم والمستوى السياسي الاسرائيلي مستخدمين جميع انواع العتاد العسكري الثقيل والذي يتضمن الطيران العسكري والمدرعات، في اشارة واضحة الى انه خطط مسبقا لتدمير المخيم الأمر الذي فشل في تطبيقه جراء بسالة المخيم وصلابة موقف الشعب الفلسطيني الذي توحد أمام هذا العدوان، وتمسك بحقه ودفاعه عن قضيته العادلة .

لا بد من التحرك العاجل من قبل القيادة الفلسطينية وأهمية اتخاذ اجراءات للرد على العدوان الاسرائيلي ضد مخيم جنين، وحث المجتمع الدولي للقيام بواجباته تجاه الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة والخطيرة بحق الشعب الفلسطيني، وأن عليه محاسبة اسرائيل والا فسوف تكرر عدوانها مرة بعد الاخرى وضرورة تطبيق قراري مجلس الأمن 2334 و904 وفرض العقوبات على حكومة الاحتلال ومحاسبة مسؤوليها على جرائمهم، والعمل لإلزام إسرائيل لوقف مجازرها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني .

لا بد من مؤسسات المجتمع الدولي العاملة في فلسطين الاطلاع على جرائم الاحتلال وأننا نأمل من أن نرى مخرجات ملموسة لا تقف عند التصريحات الكلامية التي لا ترتقي للرد على العدوان الاسرائيلي وجرائمه تجاه الشعب الفلسطيني ومقدراته وحقوقه .

لا بد من التحرك العربي العاجل من قبل الدول العربية واتخاذ مواقف حازمة وصارمة ضد حكومة الاحتلال الإرهابية وجيشها المجرم، واهمية حث المجتمع الدولي بالكف عن الصمت على جرائم الاحتلال والتحرك الفوري لوقف الاقتحامات العدوانية الإسرائيلية المستمرة والمدمرة للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة عموما، وما تتعرض له مدينة جنين ومخيمها من عدوان بشكل خاص، وأن العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني ويجب العمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .

إننا نعبر عن اعتزازنا ببطولة وصمود وبسالة شبابنا المقاومين والحاضنة الشعبية من أهالي جنين ومخيمها، وكذلك التكاتف والتلاحم والتعاضد التي تجسدت في كافة محافظات الوطن مع أهلنا في جنين ومخيمها، والذين تصدوا بكل قوة وبسالة لقوات الاحتلال الفاشي التي اقتحمت بهمجية مستخدمة آلاف الجنود والأسلحة الثقيلة والطيران الحربي لمخيم جنين .

وإمام هذا العدوان المتصاعد في محافظات الضفة الغربية واعتداءات الاحتلال على جنين ومخيمها الصامد أو أي جزء من وطننا لن تقابل بالورود، ولن تضعف من عزيمة شعبنا ومقاومته بل ستزيده إصرارا على الدفاع عن نفسه ووطنه والتصدي للعدوان بكل الوسائل التي كفلتها المواثيق الدولية في مقاومة الاحتلال .

 

دلالات اقتحام الاقصى بعد انسحاب الاحتلال من جنين

 

في الوقت الذي انسحبت فيه قوات الاحتلال من مخيم جنين بعد تركها لدمار هائل ومخلفة عشرات الشهداء ومئات من الجرحي وإتلاف شبكتي المياه والكهرباء بشكل كامل، وتدمير كلي لحوالي 300 منزل، و400 إلى 500 منزل دمر بشكل جزئي نتيجة عدوان الاحتلال الذي استمر يومين على مخيم جنين، وفي هذا الوقت نفذ مجموعة من المستوطنين عملية اقتحام للمسجد الاقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال حيث اقتحم هؤلاء المستوطنين "الأقصى" ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة، ونشرت شرطة الاحتلال عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه لتأمين اقتحامات المستوطنين والتضييق على دخول المصلين .

وتواصل شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين الوافدين من القدس وأراضي الـ48 إلى الأقصى، والتدقيق في هوياتهم واحتجاز بعضها عند بواباته الخارجية.

بات من الواضح بان اعتداءات قوات الاحتلال المتكررة على مدينة جنين في الضفة الغربية، والتي أسفرت عن وقوع شهداء ومصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء وأن تكرار هذه الاعتداءات يعكس الإصرار الإسرائيلي السافر على مواصلة الاعتداءات والاقتحامات، وارتكاب المجازر، واستخدام كل أنواع البطش والقوة المفرطة، في إرهاب صريح للأبرياء والعزل من أبناء الشعب الفلسطيني، وتعد واضح على جميع القوانين والأعراف الإنسانية والأخلاقية .

الاحتلال الإسرائيلي والذي يخوض حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في محافظات الضفة الغربية وما تلك الغارات الجوية التي شنها على مدينة جنين ومخيمها، وأدت إلى وقوع شهداء وجرحى الا دليلا على تورط قادة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني .

يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في وقف هذه الأعمال غير القانونية التي تقوم بها قوات الاحتلال والتحرك لضمان حماية حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وحان الوقت ليتحرك العالم من اجل الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وضرورة ان تكون متصلة جغرافيا، على حدود عام 1967، وتكون القدس عاصمتها، وفقا لقرارات الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة، واهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يجري على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتصدي بقرارات حاسمة لوقف عبث هذا الاحتلال بحقوق الفلسطينيين الأبرياء، وتعديه السافر والمتواصل على أرضهم وممتلكاتهم .

يجب التحرك من اجل اتخاذ موقف عربي وإسلامي موحد تجاه هذه الانتهاكات، التي ينتهجها هذا الاحتلال الغاشم في مدينة جنين الفلسطينية المحتلة، ودعم نضال الشعب الفلسطيني المشروع في وجه هذا الكيان الغاصب الذي تمرس على قتل الأبرياء والاعتداء على الأطفال والنساء والرجال وسلب الحقوق وسرقة الأراضي والممتلكات .

ومن الواضح بان انسحاب جيش الاحتلال جاء بعد فشل الاحتلال الاسرائيلي بتحقيق اي هدف من اهدافه وان العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال على جنين هي عملية فاشلة ولن تستعيد هيبة الاحتلال الذي بات عاجزا عن تحقيق أي ردع مع الشعب الفلسطيني ومقاومته .

كل يوم يثبت الشعب الفلسطيني انه لقادر على التفوق على نفسه وبهذا المعنى فانه في كل يوم يقدم انجازا جديدا على مستويات الصمود والثبات والإرادة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات الاحتلال .

في جنين كان التحدي وكانت الارادة والعزيمة والعنفوان الثوري والوطني حيث اثبت ابناء الشعب الفلسطيني قدرتهم على الصمود موحدين لإفشال منظومة الاحتلال وتصديهم للعدوان وحمايتهم لدولتهم المستقلة ودفاعهم عن ارضهم ووطنهم الغالي .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.