اتخذت وزارة التربية خطوة مهمة لتسهيل لإكمال دراسة الطلبة في الارياف , وذلك بفتح صفوف المرحلة المتوسطة في مدارس قرى وأرياف ميسان النائية  للحيلولة دون ترك الطلبة مقاعد الدراسة لعدم توفرها .

وهذا امر معمول به في بعض المدارس في المدن وتسمى بالمدارس الاساسية التي تبدأ فيها الدراسة من الصف الاول الابتدائي الى الثالث المتوسط , وهي ناجحة وموفرة للطاقات وتكثيف التعليم واستيعاب الطلبة والاستغلال الامثل  للموارد البشرية والمادة , وان الانتقال بالتجربة الى المدارس النائية في الارياف وتعميمها يساعد على نمو التعليم وتقليص ظاهرة التسرب من الدراسة قبل الاوان , خصوصا ان التعليم الالزامي في كثير من الدول المهتمة بالتنمية البشرية المستدامة جعلته الى نهاية الدراسة المتوسطة وليس الابتدائية , لبناء اجيال تحظى بالرعاية في مجال التعليم محصنة من الارتداد الى الامية وعلى قدر من امتلاك متطلبات الحياة وتطورها في الجانب التربوي.

ان الطاقات البشرية والبنية التحتية متوفرة في حد معقول اذا ما تم تنظيمها واستغلالها, وهي في حالة من النمو المستمر , أي ان مثل هذا التوسع لا يكلف ماديا  الشيء الكثير , وانما هو بحاجة الى تحسين الاداء التربوي , فالمدارس قائمة وهناك حملة لبناء المزيد منها , كما هناك الاف من المعلمين الجامعين من هم في الخدمة يتمنون الانتقال الى التعليم في المرحلة الارقى بلا كلفة مادية ودرجات وظيفية تترتب على ذلك , بل ان ذلك يوفر الاجواء للارتقاء بمستوى العملية التربوية عموما .

ان فتح صفوف في المدارس المتوسطة يسهم في معالجة النقص الموجود في عدد المدارس ويوفر مقاعد دراسية لك راغب في اكمال دراسته بالقرب من مناطق سكنه وربما يحفزه على مواصلة الدراسة في مرحلة اعلى , بالتالي تنمية العملية التربوية .

ان العام الدراسي على وشك النهاية وتتوفر الامكانية للالتفات الى توسيع هذه الخطوة وجعلها شاملة على العام المقبل  ولا تقتصر على ميسان , فالزام مديريات التربية بالعمل بموجبها حيث ما امكن ذلك وصولا ان لا يترك طلبة دون الاستفادة منها لسد حاجتهم .

 

 

.