إحنا أخترناك يا حبيب الملايين !!!
في عتم هذا الليل المُتصهين، نفاق وتكاذب يخنقنا، ونُباح لا أكثر، عواء ذئاب وسقوط فاجر. إرفع رأسك عاليا يا أخي ولا تصدقهم، فإن أخاك العربي ليس كابوسا، وليس عدوا لك. إنه لا يبغضك، فلا تطعنه في السر ولا في العلن.
وإنْ تَصالح بعض إخوتك بالصمت، مع ذُلِّهِم أو تبَعِيَّتِهِم، فهم يتامى ينوؤن بكوابيسهم.
وإن استقال بعضهم من كرامته، ثق أنهم ممنوعون من الصراخ ومن الغضب، ورب من خَلقَك، مِنْ طنجة حتى حلب.
وإن ركع بعض السخفاء من اخوتك واهمين، أو جثوا على رُكبهم أو رُبِطوا برسَن، فورب الكعبة أنَّ أحلامهم معك في متاريسك، وأمانة في المسافة صفر، معك في متاهات أنفاقك.
خراب هذا الزمن المتسكع إلى زوال، وإخوتك وأخواتك هنا وهناك وهنالك، باقون معك بلا استثناء، قيمة كبرى.
هيا لَمْلِم شظاياك ، بقاياك، والتَئِم فلم يفت الأوان بعد. ففي زمن الشقلبة والحصى والغبار، لا تتكل على نبض قلبك وهمس أحلامك فقط، هيا أسمِعْنا صليل سواعدك وقبضاتك، ولا تجعل أحدا يسبق حذائك.
فمقعد النصر يا اخا العرب خالٍ ولا يليق إلا بطيفك.
ورحم الله زعماء الامة وشرفاءها.
الاردن – 23/7/2024