صدر مؤخرا، للكاتب نبيل دمان، المقيم في الولايات المتحدة الامريكية في سان دييغو ـ كاليفورنيا منذ عام 1990، في اصدار خاص، في محل إقامته، كتاب (توما توماس القائد والانسان) وبغلاف من تصميم غازي عزيز التلاني ويعتبر رصدا لجوانب من سيرة القائد الانصاري الشيوعي توما توماس. جاء الكتاب من 140 صفحة من القطع المتوسط، ويمكن اعتباره إعدادا أكثر منه تأليفا، حيث سجل الكاتب، خلال الفصل الاول (الصفحات 9 ــ 68)، انطباعاته وذكرياته وخواطره عن علاقته بالقائد الراحل، بينما عمد في الفصل الثاني (الصفحات 69 ــ 108)
الى جمع كلمات ومقالات وقصائد قيلت وقدمت في فعاليات مختلفة بحق القائد الراحل كتبها وقدمها شعراء ومناضلين وجمعيات عراقية في المهجر. وخصص الفصل الثالث (الصفحات 109 ــ 138) فقط للصور، وحوى حوالي ستين صورة، أرخت ووثقت لمحطات من حياة القائد الراحل داخل وخارج الوطن، خصوصا في سنوات الكفاح المسلح في كردستان، العراق، وأيضا رصدت علاقاته النضالية والاجتماعية مع أبناء شعبه وابناء مدينته القوش.
يذكر ان الراحل توما توماس ــ وكما يشير الكتاب ــ ولد في بلدة القوش في كردستان العراق سنة 1924، وبعد اكماله المدرسة الابتدائية ذهب إلى الموصل وأكمل دراسته الثانوية هناك، ثم ذهب إلى كركوك وعمل في شركة نفط، وهناك انضم الى الحزب الشيوعي العراقي سنة 1950. وكان له دورا بارزا في نضالات الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958، واضطر الى اللجوء الى جبال كردستان بعد انقلاب شباط الأسود في 1963 ومن يومها بدأت تبرز شخصيته القيادية كقائد انصاري لتروى حول اسمه الحكايات والاساطير. ومن الطريف ان الكتاب يحوي قصائد شعرية مثبتة باللغة الكلدانية حول القائد توما توماس، الذي رحل عنا في دمشق عام 1996 ودفن أولا في دهوك ثم نقل قبره الى بلدته الام القوش، التي اقامت له نصبا يتوسط المتنزه الذي يحمل اسمه.
ومن الجدير بالذكر ان الكاتب المهندس نبيل دمان المولود في مدينة القوش عام 1951، والذي كان من المقاتلين الشيوعيين الأنصار الذين عاصروا وعملوا الى جانب القائد الراحل توما توماس، يعتبر من المهتمين بتسجيل وتوثيق تاريخ مدينه القوش، التي لها سجلا مشرفا في تصدي ابنائها الدائم لعسف وظلم الانظمة المختلفة، ودفعت بسبب ذلك ثمنا باهضا، وخصوصا خلال سنوات دعم واسناد نضال المقاومة المسلحة ضد النظام الديكتاتوري المقبور، فسبق وصدر له كتاب ( الرئاسة في بلدة القوش) 2005، كتاب ( حكايات من بلدتي العريقة ) صدر 2001 ، كتاب ( الجلية في حكاياتنا المروية) صدر عام 2020 ، كتاب (الجبال معاقل الثوار ) صدر عام 2020 وعشرات المقالات التي نشرت في مختلف المواقع الاليكترونية والتي رصد فيها جوانب من تأريخ واحداث وشخصيات من مدينته، كشكل من الوفاء والاعتزاز.