الطائفة الوطنية والطائفة الذيلية
 
 
 
 
 
 
Jamah Abdala
 
 
 
 
 
 
 
الطائفية الوطنية والطائفية الذيلية 
فرق شاسع وخلاف واسع بين الجانبين , بل أحدهما يناقض الآخر على طول الخط , وليس بينهما سمات مشتركة  بينهما , سوى اسم الطائفة فقط , الطائفية الوطنية :  تضع المصالح الوطن وسيادته واستقلاله في المركز الأول , بينما الطائفية الذيلية , تضع مصالح الوطن وسيادته في جيب  الدولة الاجنبية , وهذه توسع  أطماعها ونفوذها حتى تكون  في المركز الأول , ويكون البلد  تحت وصايتها في تحديد مصيره   ومستقبله  , وحتى  وادارة شؤونه الداخلية وكل شيء ( الجمل بما حمل ) يكون حديقة خلفية للطامع الأجنبي  ,  فهو  السيد الأول أو الرب الاعلى , وأهل البلد هم ,   خدم  وعبيد ومطيعين بالطاعة العمياء  , وما على الطائفة الذيلية , سوى تلبي فروض الطاعة والخضوع الذليل  , ومثال الصارخ بين الجانبين , هو شيعة العراق ( اغلبهم وليس كلهم ) وضعوا العراق في جيب إيران من خلال المليشيات المسلحة التابعة الى المرشد والحرس الثوري الايراني , ان يجعلوا  ايران تتصرف في حرية مطلقة في مصير ومستقبل العراق , من الالف الى الياء , حتى في قرار الحرب والسلم ,  كأن العراق محافظة او ولاية ضمن جغرافية داخل  ايران  , حتى اصبح النفوذ الإيراني  هو الوصي الأول , والعراق تحت وصايته ,  حتى في رسم سياسة العراق في الداخل والخارج . ...  ومثال الطائفة الوطنية , كما هو الحال في  دولة  أذربيجان ,  الشيعة هناك أكثر نسبة في السكان , بل يمثلون  النسبة الساحقة في  بلدهم  اذربيجان , حاولت ايران بكل السبل تطويعهم بكل المغريات المالية بالغة  الثمن والدفع العالي  , حاولت ان تجند في تشكيل مليشيات , واحزاب .  وحركات تدعم إيران  كما فعلت بالعراق  , لكنها فشلت فشلاً ذريعاً , فتحولت علاقاتها   الى عداء وكراهية , كما حاولت ايران  تخريب الشؤون الداخلية في أذربيجان , لكن وجدت الباب موصوداً في وجهها  , فتحولت  الى تجميد  العلاقات الدولية بين الجارتين الشيعتين ,  حتى ادى عدة مرات الى غلق الحدود  بين الجانبين , عكس ما نجحت إيران  في العراق ,  نجاحاً باهراً في كل ميادين الحياة , بل حتى اعتبر إيران هي  الراعي والمنفذ والحاكم الفعلي في العراق  , وكل ما يصيب ايران يصيب العراق  ايضاً , وحتى اعتبر العراق سوق ايرانية محلية  بامتياز ,وكذلك تحديد سياسة العراق مع دول الجوار والمنطقة ,  حتى انسلخ العراق  من حاضنته العربية ,   في سبيل المحافظة على مصالح ايران ........   وقد وصل العداء الشرس بين اذربيجان وايران , بأن إيران وقفت بقوة والدعم بالسلاح والعتاد  في الحرب ,  التي دارت بين ارمينيا المسيحية مع اذربيجان الشيعية ’ لكن هذه انتصرت انتصاراً ساحقاً على أرمينيا واحتلت كامل منطقة ( قره باخ )  .......... . وفي الحرب الاخيرة بين العدو الاسرائيلي وإيران , والتي دامت 12 يوماً وكل منهما يدعي انه انتصر على الآخر , لكن هذه كانت الجولة الأولى ,  وحتماً تتبعها جولات حربية مدمرة , لذا  على  إيران ان   تختار الحرب ,  وستقف بقوة امريكا بكل امكانياتها الهائلة , وإما  اذا اختارت طريق  التفاوض ,وهذا يحرمها  او ينزع عنها  السلاح النووي والصواريخ الباليستية  ......   لقد بلغت ذروة العداء بين ايران واذربيجان , ان تتهم الاولى أذربيجان بالسماح للطائرات الحربية والطائرات المسيرات الحربية  الإسرائيلية ,  ودخول أفواج  من العملاء والجواسيس الموساد  من الاراضي الاذربيجانية , ان تضرب اهدافا داخل إيران  , لضرب أهداف عسكرية حساسة في إيران  , لذلك طلب رئيس جمهورية  ايران , الحكومة الاذربيجانية  , بأن تفتح تحقيق في الاتهامات الإيرانية   , هذا يدل بأن العامل الديني ليس له دور  في الحروب  والعلاقات الدولية , بل تتحدد وفق المصالح الوطنية , واقتبس من احدى مقالات الكاتب الوطني الكبير الأستاذ مهدي قاسم , في احدى مقالاته اليومية في صوت العراق . بقوله : ( أن الرب لا يتدخل في حروب البشر ) ويضيف أكثر ( اتضح حتى الآن في تاريخ البشرية , رب الأرباب لا تتدخل  في حروب البشر , و لا تقف الى جانب أحد الأطراف  المتحاربة ) و ( نقول هذا لمن ينظر الى السياسة من منظور عاطفي وتمنِ, وليس عبر  رؤية عقلية منطقية , تنطلق من وقائع العنيدة على الأرض ) .