في البلدان التي تحترم حقوق المواطن والنظام والقانون , تعتبر  إجراء الانتخابات البرلمانية , هو عرس ديموقراطي حقيقي , يدعو للاحترام والاعتزاز , لأنه بكل بساطة كل حزب أو تكتل انتخابي , يعرف حجمه وقوته ومكانته بين الناخبين  والشعب , ويعرف كل منهم نسبة الثقة التي يمتلكها في بلده , لأنها انتخابات حرة ونزيهة ومنافسة عادلة  , لكن في العراق الشيء مختلف تماماً , لا يمت باية صلة  إلى عملية ديمقراطية التي  تحترم القانون والنظام ,  لا من بعيد ولا من قريب,  هذه الديموقراطية الغربية والهجينة  , اوجدها النظام الطائفي الفاسد الذي يقوده اللصوص والحرامية  , ان تكون العملية الانتخابية عبارة عن تهريج ومسخرة تدعو للرثاء  ,  والضحك على ذقون البسطاء , لانه لا يمكن ان تجري الانتخابات وتوجه الناخبين الى صناديق الانتخابات في ظل السلاح  المرفوع فوق رؤوسهم , والتلويح باستخدامه , اذا كان هناك  الشك بالناخب سوف  ينتخب كتلة او حزب غير مليشياوي , ان وجود المليشيات في العملية الانتخابية عمل مرفوض ومدان  , ووجوده سوى في البلدان الدكتاتورية التي عرفت في مهزلة انتخاباتها الصورية  المضحكة , اذا كانت نفس الاستنساخ  , فهذه مصيبة اعظم على  النظام الذي يدعي ديموقراطياً ,  بكل بساطة اذا كانت نفس قوالب النظم الدكتاتورية , فأن هذا  ينزع عن النظام الصفة  الديموقراطية , سوى قبولهم بعملية  التزوير والتحريف في  النتائج  والتلاعب بها في  فرز القوائم , هذه الأجواء الشاذة  في التدخل المباشر في الانتخابات ,  لصالح تحالف الاطار التنسيقي ,  وكذلك حزب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني , التيار الصدري (  مقتدى الصدر ) أدرك اللعبة المدبرة سلفاً ,   في تزييف الانتخابات من الالف الى الياء , لذلك قرر المقاطعة , لأنه يرفض الدخول بهذه المسخرة والمهزلة , التي سميت زوراً وبهتاناً عملية الانتخابية , وحتى مهما كان حجم المقاطعة . فأن المفوضية الانتخابية  ترفع النسبة اضعافاً مضاعفة , بدليل كانت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة , بتصريح الجميع بما فيهم القوائم والكتل كانت اقل من 18% , ولكن المفوضية  الانتخابية رفعتها  الى نسبة 43%  ,  وستفعل المفوضية الانتخابية هذه المرة  نفس الشيء وربما أكثر,  في هذه الانتخابات انحصرت المنافسة  الاساسية بين طرفين الإطار و محمد  شياع السوداني  , وكل الاحتمالات السيئة مفتوحة عليهما , اذا رجحت كفة احد الطرفين , هل يقبل الطرف الآخر بالخسارة ؟  , ألم يهدد بنزول مليشياته المسلحة الى الشارع ؟  . أو احتمال آخر لتجنب الصراع الدموي , توزيع المقاعد بالمساومة بين الطرفين , حتى يخرج الكل رابح ومنتصر  , رغم ان الحملات الانتخابية بدأت في استخدام أسلوب الترهيب والترغيب , الأول في تهديد الموظفين في المؤسسات الدولة , المدنية والأمنية , بتهديدهم صراحة في انتخاب قوائم محددة لهم  وإلا طردهم  من وظائفهم , اضافة الى شراء الاصوات من مال الدولة , وبورصة الشراء تتصاعد أكثر واكثر كلما اقتربنا من موعد الانتخابات . إن هذه الانتخابات المرتقبة لا  تلعب بها  برامج الانتخابية  , وانما يلعب بها دوراً بشكل أساسي المليشيات المسلحة , وكل حزب يعتمد على ثمار  ما تحصده مليشياته المسلحة ,وهنا احتمال  نزول المليشيات في الشوارع ,  ويلعب الرصاص في اللغة السياسية , أو  ان تكون هناك  مساومة خارج الصندوق الانتخابي في توزيع مقاعد البرلمان عن طريق ( هذا  لك وهذا لي ) وهذه ام المهازل , ان الانتخابات القادمة , هي مهزلة ومسخرة بامتياز , ولكن كل حزب بما لديهم فرحون  .