العالم يتغير ، وهذا يدفعنا إلى التساؤل : لماذا الواقع العراقي لا يتغير ؟ حتى اصبحنا نعتقد ان الحياة ابتلتنا بالعقم .
هنالك كثير من العراقيين أصيبوا بالإحباط من الوضع السياسي الهش ، الذي ظل يدور في حلقة مفرغة ينخرها الفساد والظلم الاجتماعي .
مع ذلك هنالك عدد من العراقيين ما زالوا يعتقدون أننا أحرار وعلى عاتقنا يقع مشروع التغيير او النهوض .
لكن ان الحرية التي وهبها لنا المحتل مجرد وهم ، حيث تمخض ذلك التحول وخلال 22 عاما ً من صناعة طبقة سياسية طفيلية ، كما وقع الناخب تحت تأثيرات ( دينية ـ عشائرية ـ مصلحية ـ عقائدية جامدة ) .. الخ
المشكلة نعتقد أننا أحرار وأمامنا خيارات متنوعة ومتعددة ، لكن في حقيقة الأمر ان أغلب الأحزاب ذات منهج ديني وليس سياسي واعني أنها لا تملك برنامج تقدمي او استراتيجي للتغيير .
كل ذلك يجعلنا نشعر من أننا في لعبة مغلقة ومعقدة او في دائرة مرسومة لنا سلفا ً ، وكأن هنالك من يحدد من سينتصر أو من سيخسر الرهان .
والأدهى من ذلك او الخطر الأعمق ان لعبة الانتخابات صار تساهم او تجهض صعود قوى وطنية يمكن ان تنهض بالبلد .
في هذه الفوضى حتى القلة القليلة من الناخبين قد تم برمجة عقولهم ورشوتهم ، نعم ان الناخب أصبح مسلوب الوعي .
ماذا بقى لنا نفتخر به ، أمام هيمنة الأحزاب الكبيرة والرجعية والتي تتصدر المشهد وتقرر النتائج سلفا ً ..
لذلك نتساءل : كيف نستعيد حريتنا او وعينا النقدي ، وكيف نحول أرادتنا إلى اختيار ينتشلنا من الكارثة التي تواجهنا اليوم وفي المستقبل .
واقع الحال وقبل الانتخابات تجول في أذهاننا أسئلة منها :
ـ لماذا لا يتغير حال العراق رغم كل موارده الاقتصادية والبشرية ؟
ـ ماذا جنى العراقيون من السلطة السياسية الدينية ؟
ـ كيف نطور وعينا النقدي السياسي ؟
ـ كيف نحصل على حريتنا الحقيقية وغير المستلبة ؟
ـ هل نحن بحاجة إلى ثورة ام انقلاب ؟
ـ متى ستكون لنا أحزاب سياسية ذات صبغة وطنية وذات رؤية اجتماعية اقتصادية ؟
بعد الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها يمكننا ان نحدد ان الخلل في النهج والمنهج الذي تمارسه العقلية الحاكمة .. كما أشاطر كثيرا ًمن الأصدقاء والأحبة من ان الحل يقترن بالنضال اليومي والسلمي …
و ختاما ً ، يتمخض رأينا بالتساؤل التالي : في هذه المرحلة أيهما أكثر جدوى الانتخاب ام المقاطعة ؟