مات ابو جهل, لكن الجهل ظل حياً يعيش عصره الذهبي , يبيع تجارته الرائجة على السفهاء والاغبياء , ليرقصوا ويطبلوا  لثقافة الجهل والتجهيل , كأنهم يتعاملون مع قطيع من الخرفان ,  وليس كشعب له ارث حضاري وتاريخي عظيم , شيد أعظم حضارة لتاريخ والحضارة والانسانية  , وكما سقط شعار البعث الفاشي بالامس  :كل الشعب بعثي وان ينتمي , واليوم سوف يسقط الشعار الطائفي للأحزاب الحاكمة , التي جاءت بغول الفساد وحيتان الفاسدين , ينهبوا ويسرقوا بحرية مطلقة , فهم أصحاب النفوذ والقانون والدستور , يتصرفون كما يشاؤون ويريدون ويرغبون , لانهم فوق الجميع , و التغطية على فشلهم في إدارة الحكم والبلاد , يدعون بأنهم يمثلون كل الشعب وهو في جانبهم  ويدعمهم , وسوف يعيدون انتخابهم , بحيث يؤدي  الى اكتساح البرلمان العراقي , كما يدعون اصحاب الاطار التنسيقي ومنظمة بدر بقيادة  هادي العامري , في مهرجانتهم الانتخابية و دعاياتهم الانتخابية , بأنهم يمثلون  كل الشعب ,  وسيعودون الى الفوز بالبرلمان , مثل كل مرة , لأنهم يحملون الراية الوطنية , وهم في حقيقتهم يقولونها صراحة  : يقصدون راية ايران والمرشد الايراني خامنئي , وهم جنوده الإمناء بحرسون الوصاية الايرانية على العراق , وغيرهم عملاء امريكا والصهيونية مأجورون ومرتزقة , كأن العراق محافظة تحت إشراف المرشد والحرس الثوري , وغيرهم لا يستحق الفوز بالبرلمان  , ومن يطالب بعراق مستقل ذو سيادة  بعيداً عن الوصاية الايرانية , هو عميل وخائن , ومن يطالب  بحرية التعبير والتظاهر السلمي لايستحق الحياة  , يكون مصيره القتل والاغتيال , كما قتلوا بدم بارد بالعنف الدموي  شباب انتفاضة تشرين , بهذا الشكل اصبح الفسادين  والسراق واللصوص احرار بما ينهبوا بكل الوسائل والقانون يحميهم , من المحاسبة  والمسائلة , وبهذا الشكل اصبح يتصدر العراق قائمة الدول الفاسدة , واخيراً قالها ترامب صراحة,  قالها في وجه رئيس الوزراء  محمد شياع السوداني : العراق يملك كميات هائلة من النفط , والعراق مليء بالنفط , لكن لا يعرفون يتصرفون وفشلوا  بالتصرف به  , وكررها نائب الرئيس الامريكي بقوله : ان المليشيات التابعة الى ايران تنهب اموال النفط وترسلها الى ايران , هذه الحقيقة الدامغة يعرفها الجميع الصغير والكبير , والعراق لا يعاقب السارق  واللص والحرامي , عكس كل  بلدان المعمورة , مثلاً على سبيل المثال : في دولة الصين يعدم السارق , وفي اليابان يحكم بالسجن المؤبد , يسجن مدى الحياة , وفي السعودية السارق تقطع يده , اما في العراق السارق يعتبرونها , شهامة وبطولة  وشطارة  وذكاء , لا يطاله القانون , فهو حر طليق , بل يكرم  بالنفوذ ويفوز بمقعد في البرلمان بشكل مؤكد  , مثل اقرانه الاخرين الذين فازوا  بمقاعد البرلمان  , وهناك مئات الامثلة للذين سرقوا المليارات الدولارية , هم الآن  احرار من اية تهمة , ولكن يستيقظ القضاء من سباته ويحكم على طفل ثلاثة سنوات , لانه سرق ( باكيت كلينس ) هذا القضاء القرقوشي , وفي دوامة الحملات الانتخابية   , يشترون الاصوات الانتخابية بالمال او بالهدايا العينية وغيرها ,  ويصرفون المال الهائل , ليس من ضلعهم   , بل من ضلع خزينة الدولة المالية , المال السياسي  , حتى لا ينافسهم في البرلمان احداً غيرهم, كأنهم اشتروا اصوات كل الشعب مثل  كل مرة , والعراق يلدغ من جحره كل مرة في انتخاب النفايات السياسية التي استهلكت ولم تعد صالحة للزمن . لكن هذه المرة  : هل ينتخب الشعب بضمير مرتاح ؟ , ويشطب على كل الأحزاب الطائفية الحاكمة ؟ , التي لم تقدم للعراق , سوى الفساد والفاسدين , هل يتجرأ الشعب من أجل الوطن !!!! , ويقول لهذه الحثالات السياسية  الرثة : كش ملك .