يعتبر افتقاد عنصر التنظيم باباً رئيسياً تدرج في حيثياته وتفاصيله الأسباب التي أدت وما زالت تؤدي إلى ضعف واضمحلال الحالة الفيلية خلال الفترة التي أتت بعد عام 2003 ،بسبب عدم الحصول على قيادة ذات مستوى ثقافي عالي وتمتلك القدرة على التأثير في الآخرين بما يخدم العمل ويحقق طموح العاملين في تحقيق رغباتهم الشخصية الى جانب أدائهم لواجباتهم الوظيفية بكل مهارة وكفاءة وملكات بولاء قادرة على الاستمرار بالعمل والتنمية والتطوير رغم كل الظروف التي قد يمر بالعمل ، وهذا الولاء يقاس بمدى التضحية بالمكاسب المتحصلة وقابلية الصبر على بعض الأزمات التي تمر بها القضية، إضافة الى الشيء المهم من هذا كله وهو مدى مقاومة المغريات والعروض التي تقدمها المنظمات المنافسة لغرض استقطاب القدرات الوظيفية والمهارات وتذويبها في طرق اخرى.

 ان الاعتماد على الكفاءة التي ليست شيئاً من السهل الحصول عليه ، فهي مزيج سحري من التعب والجهد والخبرة وزمن طويل من المعايشة مع الأحداث ، كما إنها كم هائل من التجارب السلبية والإيجابية التي جمعت صاحبها بالتعامل مع العديد من المشاكل والعديد ممن يصنعها ، أو أنها المعرفة من خلال المواكبة لظروف العمل خطوة بخطوة حتى تحصل الخبرة المتراكمة نتيجة ذلك ، وهذا ما يتطلب وقتاً لتحقيقه ، فكم من الظلم إذاً تجاهل صاحب الخبرة والكفاءة ؟ وكيف يمكن تكوين الولاء الحقيقي في أشخاص تم اختيارهم منذ البداية على أسس غير عادلة .. من الضروري أن تنصهر كل التنظيمات المسماة بالفيلي في حركة واحدة.. ما دام الهدف واحداً، وما دامت المشكلة واحدة وكما أن افتقاد الى عناصر القيادة الفاعلة هو السبب الرئيسي لما يعانيه هذا المكون اليوم، كذلك يجب أن تنطلق الحلول المطلوبة لمواجهة حالات التشرذم والضعف الحالية من هذا الموقع او ذلك بالتوعية الواسعة النطاق على صعيد المكون كله حتى يعي كل فرد واعي وظيفته ،لأن الإنسان ما لم يعرف المرض لا يستطيع معرفة العلاج، أي بإيجاد حالة متماسكة ومتكاملة في العمل التنظيمي ومن الطبيعي أن ينتصر من له تنظيم على من لا تنظيم له على اسس ثابتة وهي من حالة الاخفاقات الفيلية في الوقت الحالي و ليس المطلوب بالطبع إيجاد أسس تنظيمية سطحية ووقتية كما نشاهده في ايام الانتخابات وتنحل متى ما انتهت الانتخابات ، إنما المطلوب هو أن يتصدى المطّلعون لمهمة ترسيم الخطوط التنظيمية للعمل الرصين الدائم وتكرّس الجهود للمزيد من التطور الفكري والثقافي بين ابناء المكون، وفق مفاهيم وآليات العمل الحديثة، كما يفترض في مثل هؤلاء أن يكونوا ذا خبرة في مجال العمل الميداني و في الدعوة إلى العمل الجدي لتوحيد الشتات الذي يعيشه المكون و لإيجاد مثل هذا الترسيم يجب ان يتخلى البعض الذي يتسوق على حساب المكون  عن المصالح الشخصية والتسلقية وينتقل الى الحالة الخدمية ، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن آثارة الميدانية في مختلف المواقع التي كان يتواجد عليها البعض، أو التي كانت تتواجد له فيها عناصر مؤزرة، تدل دلالة على ان البعض منهم يودون خدمة هذا المجتمع بشكل واضح و على علو همتهم من جهة تقديم الجهد للمكون و..كما ان الافتخار بالقوميات، أو بالقبليات، او المذهبية، أو اللهجة، هذه كلها أعمال ليس فيها عيب انما الحفاظ على التعاون من اجل الحفاظ على الهوية الفيلية هو الاساس، ومن جهة أخرى السعي على الاستفادة ممن قدم جهد واكتسب خبرة عبر السنوات من سنيّ العمل الميداني لترسيخ دعائم الالتزام والإيمان بالعمل لخدمة هذا المكون.

 باحث واعلامي فيلي

مركز الوعي الفكري للدراسات والابحاث