فجرت هذه الانتفاضة الباسلة , الغضب العراقي الاصيل بالاحتجاجات والتظاهرات السلمية , وتحدت النظام الطائفي الفاسد , وزعزعت كيانه مكانته  حتى أصبح على وشك  المصير  الاسود والمجهول , لهذا اطلقت العنان الى الميليشيات الدموية والمسعورة  , التي تدين بالولاء المطلق الى المرشد الايراني خامنئي  , ان تمارس العنف الدموي المفرط حتى اغراقها ببرك من الدماء  , رغم ان شباب الانتفاضة يرفعون أصواتهم عالية ( سلمية ... سلمية ) لكن هذه المليشيات الدموية لا تعرف إلا لغة النار والرصاص والموت  , وتدربت و تعلمت وتربت على القتل والاغتيال والخطف , لتثبت طاعتها العمياء الى النظام الطائفي الفاسد , والى سيدهم خامنئي  ويفتخرون بأنهم عبيده وحراسه  الامناء ,  على النفوذ والوصاية الايرانية المتوغلة عميقاً في الدولة العراقية , واعتبرت نفسها في تصرفاتها الوحشية فوق القانون والدستور , وحتى فوق الدولة العراقية المخطوفة ,. لقد جاء  هذه الانتفاضة نتيجة تراكمات سلبية أججت المعاناة   والظلم والبؤس والحرمان ,  اتضح بشكل واضح  للداني والقاصي , بأن الاحزاب الطائفية الحاكمة , هي في الحقيقة الامر,  مجموعات وعصابات  السرقة والنهب والاحتيال والاختلاس , نهبوا ثروات العراق , وغاب الاصلاح والبناء  , وغياب الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية . حالة المستشفيات يرثى لها , المدارس مدارس الطين اهلة للسقوط , لا كهرباء ,  لا ماء  , لا فرص عمل للشباب , حتى الخريجين من الجامعات تلوكهم البطالة ,أو أن  يصبحوا حماميل في سوق الشورجة , او سوق حي جميلة , والوطن مخطوف من المليشيات الايرانية , لذلك جاءت الانتفاضة نتيجة القهر والمعاناة  , وجاء شعار الانتفاضة المركزي : نريد وطن و ( وإيران بره بره وبغداد تبقى حره حره ) . هؤلاء الشباب الأبطال لبوا نداء الوطن الوطن , في احتجاجات وتظاهرات سلمية , دفعوا ضريبة الوطن الباهظة ,  تلقوا رصاص والقنابل الدخانية بصدورهم  عارية , وكان مئات من الشباب سقطوا  وعانقوا الشهادة بكل تضحية وفداء للوطن , ومنهم ايقونة الانتفاضة صفاء السراي , كان يلهب الشباب بحماسته الوطنية وعنفوانه  الثوري ,  كناشط جماهيري بارز عرفته ساحات التظاهر , كان مهذباً ومحبوباً  ويؤجج الروح الاحتجاجية على الطلم والطغيان , وشارك  في كل التظاهرات والاحتجاجات السلمية , واكتسب مكانة عالية في نضاله الدؤوب ضد  النظام الطائفي الفاساد , الذي انجب من رحمه الفساد والفاسدين , الذين  نهبوا خيرات واموال في ظل  حماية الميليشيات الدموية , التي أصبحت هي الحاكم المتنفذ ,  والمتسلطة على رقاب الناس بالإرهاب الدموي وتكميم الأفواه , من ينتقد ايران , ومن يرفض الوصاية الايرانية ,  مصيره الموت المحتم , بدم بارد , كما اغتالوا  ايقونة الانتفاضة الشهيد صفار السراي , وهو من عائلة كادحة , توفى والده مبكراً , وبعد ذلك  توفيت امه  بالسرطان , كانت بمثابة الأم المقدسة , لذلك يفتخر اعظم بفخر بحب أمه , بأنه ( ابن ثنوة )  تخرج من الجامعة التكنولوجية قسم المحاسبة , لكنه لم يجد فرصة التعيين ,  فاشتغل حمال في سوق حي جميلة لسنوات طويلة , ومن تعاسة الاقدار قبل اغتياله باسبوع واحد ,  وجد وظيفة في اختصاصه المهني , كانت المليشيات له بالمرصاد لقتله تتصيده عدة مرات ,  ألا ان افلحت في جريمة الاغتيال ,  بقنبلة دخانية اخترقت جمجمته ,, وحمل نعشه جموع  الجماهير الغفيرة , التي شيعته وكان الزخم  الجماهيري , كالطوفان البحر  في جنازة التشيع , وعاهدوه بمواصلة درب الحرية ,  حتى يعود العراق المخطوف الى اهله الحقيقين , بالمعروفين بالرجولة والشهامة والكرم والطيبة  , وكان يعبر  الشهيد عن حبه للعراق , بأنه اجمل بلدان العالم ,  يستحق التضحية والفداء , لقد وقف العالم الحر وصحافة الحرة اجلالاً لهذا البطولة الجسورة عند اغتياله . وانقل بعض ما قيل في وفاته : 

× وليد جنبلاط رئيس حزب التقدمي الاشتراكي  اللبناني في رسالة تعزية بالوفاة بقوله :أن الشهداء لا يذهبون الى الجنة, انهم يتجولون في الكتب السماوية , كل على طريقته , كطائر أو نجمة أو سحابة , انهم يظهرون لنا كل يوم , ويبكون علينا , نحن مازلنا في الجحيم , الذي حاولوا أطفائه بدمائهم .  

× صحيفة نيويورك تايمز الامريكية , وصفت الشهيد جيفارا العراق ووضعت حمامة السلام على لحيته . 

× نشرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي :  تقريراً مصوراًعنه , كما نشرت استفتاء حر وعدته من أهم خمسة وجوه الاحتجاج  حول العالم . 

تحية إجلال وخشوع   واكرام الى ايقونة انتفاضة تشرين شهيد الوطن صفاء السراي . 

تحية إجلال وخشوع واكرام لكل شهداء العراق الابرار . 

الخزي والعار للنظام الطائفي بكل أحزابه الفاسدة , والى مليشياتهم , ميليشيا الموت الإجرام .