العراق في الصحافة الدولية

أوستن في بغداد زيارة مفاجئة

حول زيارة وزير الدفاع الأمريكي لبغداد، كتب الصحفي جاريد زوربا مقالاً لموقع المونيتور أشار فيه إلى إنه وبعد اثني عشر عامًا على قيادته لآخر كتائب أمريكية خارج العراق، هبط وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بغداد لمناقشة مستقبل وجود القوات الأمريكية في البلاد مع رئيس الحكومة، قبل أن يعلن بأن قواته البالغ عددها 2500 جندي جاهزة للبقاء لتقديم المشورة والمساعدة للعراق ضد الإرهاب. وأشار الكاتب إلى أن رئيس الحكومة قد سار، ومنذ توليه منصبه قبل أشهر، على حبل مشدود بين مؤيديه وبين الولايات المتحدة، التي تسعى للحد من النفوذ الإيراني في العراق.

ورغم الإستقرار الأمني النسبي، فإن بغداد لا تزال تعتمد على الدعم الخارجي، مما يجعل العراق في موقع متنازع عليه بشدة بين واشنطن وطهران، على حد تقدير الكاتب، الذي نقل مخاوف مسؤولين أمريكين من الدعم الكبير الذي يقدمه الحرس الثوري الإيراني للفصائل المسلحة في المنطقة، ومساعيه لمنع قيام أية شراكات أمريكية في الشرق الأوسط، رغم تقليص حلفاء أيران من هجماتهم على المصالح الأمريكية في الأونة الأخيرة، وذلك لتجنب أية مساع لتقويض مكاسبهم السياسية. 

وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن إعلان واشنطن في عام 2021 عن انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق، كان محاولة لتخفيف الضغط السياسي المحلي على رئيس الوزراء آنذاك مصطفى الكاظمي، حيث إشترك الأمريكان مع القوات العراقية في 33 عملية ضد داعش خلال شباط الماضي فقط، حتى ان مسؤولاً دفاعياً كبيراً قد وصفها بانها عمليات مشتركة وليست أحادية الجانب.

بعيداً عن الكاميرا

كما كتب المعلقان السياسيان كولين ماكولو وأورن ليبرمان، لمحطة السي أن ان، مقالاً حول الزيارة أشارا فيه إلى أن تزامن الزيارة مع الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق والذي أطاح بالدكتاتور صدام حسين، ربما يقف وراء تأكيد اوستن على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، والتي تستهدف التحرك نحو عراق آمن ومستقر وذي سيادة على حد تعبيره.

ونقل المقال عن مرافقين للوزير قولهم بأن اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي، كان بعيداً عن الكاميرا، مؤكدين على ترحيب الأخير بالضيف وإعرابه عن حرص حكومته على تقوية وتوطيد العلاقات مع واشنطن.

وأعرب الكاتبان عن إعتقادهما بأن هذه التصريحات تبدو مختلفة مع توجهات إيران وحلفائها، الذين يقفون ضد أي دور أمريكي في البلاد، وهي مختلفة أيضاً مع توجهات التيار الصدري، الذي يقف ضد النفوذين الأيراني والأمريكي معاً، فيما تساهم تصريحات رئيس الحكومة في توسيع العلاقات مع واشنطن، وربما تفتح الباب أمام مسعي الولايات المتحدة في احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.

بعيداً عن الصين

من جهة أخرى نقلت وكالة سكاي نيوز عن قادة وباحثين أميركيين بأن من أهداف زيارة اوستين لبغداد، إبلاغ العراقيين بأنهم لازالوا مهمين لواشنطن القلقة من تنامي دور الصين في بلدهم، لاسيما بعد أن أبرم العراق اتفاقيات لمشاريع ثقيلة مع الصين في مجالات النفط والإنشاءات وتحلية المياه والكهرباء والترفيه، فيما أعلن البنك المركزي العراقي عن عزمه تنظيم تمويل التجارة الخارجية من الصين مباشرة بعملة اليوان الصيني.

هذا وأكد مراقبون عديدون على أن قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية للعراق تأتي في المرتبة الرابعة، من حيث الدعم الأمريكي الخارجي، مما يعطي لواشنطن أوراق ضغط قوية على بغداد، في إطار دعم حكومتها من جهة وإنتظار أن ترد لها بغداد الجميل بتقليص نفوذ طهران وبكين من جهة مكملة. 

شريط الأخبار

لن نُخدع، الحسابات واضحة!

أبلغ وزير الكهرباء مستضيفيه في لجنة الكهرباء النيابية، ضياع 5 الاف ميغاواط من أصل 24 الفاً تنتجها الوزارة، التي تعاني من نقص الأموال وتذبذب كميات الغاز الإيراني المستورد وعدم تخصيص الأراضي اللازمة، واعداً بإضافة 5 الاف ميغاواط جديدة في الصيف القادم. هذا وبغض النظر عن المبررات الغريبة، التي دأب نظام المحاصصة على تكرارها، ومنها قلة الموارد، رغم هدر 80 مليار دولار حتى الآن دون جدوى، فإن الواقع يدحض وعود الوزارة، حيث تحتاج البلاد 34 ألفاً وليس 24 ألف ميغاواط، وإن نسبة النمو السنوي لا تتجاوز 5 في المائة، أي ألف وليس 5 آلاف ميغاواط. 

اتقوا غضب الحليم

اعلنت وزارة التخطيط، وعلى ضوء متابعتها لحركة الاسواق، عن إرتفاع التضخم بنسبة 3.6 في المائة خلال كانون الثاني قياساً مع الشهر الاخير من سنة 2022، حيث زادت أسعار النقل بنسبة 7.7 في المائة، وأسعار المطاعم بنسبة 6.7 في المائة، وأسعار التجهيزات والمعدات بنسبة 4.2 في المائة، والسلع والخدمات والأغذية بنسبة 3.9 في المائة. وفيما تثير هذه الأرقام قلق الناس من تدهور الأوضاع الاقتصادية وتواصل هدر المال العام واستشراء الفساد وفشل السياسات المالية والإنمائية، يحذرون من أن استمرار ارتفاع أسعار الغذاء وخفض القيمة الفعلية للمداخيل بما يزيد على ثلثها، سيفّجر غضب الشعب على هذا النظام المأزوم.

يمعودين عيب

إثر لقاء لها مع وفد الإتحاد الأوربي، أعلنت لجنة العلاقات الخارجية عن تأييد الأتحاد لحق العراق في المياه، بعد أن قامت تركيا وإيران بتقليص حصته في مياه دجلة والفرات. لكنها أشارت إلى عدم اتفاقها مع رغبة الأوربيين إعادة اللاجئين العراقيين إلى وطنهم، حيث ترى بأن من حق هؤلاء، كبشر أن يحصلوا على حرية التنقل والسكن، بعد أن عانوا من مخاطر كبيرة ليصلوا إلى أوربا. هذا ورغم صحة ما قالته اللجنة حول حقوق الإنسان، فأنها نست بأن حرية اللاجيء يجب أن تصان في بلده وليس في المنافي، الأمر الذي يشترط معه قيام اللجنة ببحث أسباب هجرة العراقيين ومعالجتها، عسى أن تثبت مصداقيتها. 

الحقيقة والغربال

أعلن معهدا جورج تاون وأبحاث السلام في أوسلو، عن مؤشر المرأة والسلام والأمن لعام 2021، حيث جاء العراق في المرتبة 20 عربيًا من اصل 22 دولة، أي قبل الاخير بمرتبتين. ويستند هذا المؤشر إلى 3 أبعاد لإدماج المرأة (الاقتصادي والاجتماعي والسياسي) والعدالة (القوانين الرسمية والتمييز غير الرسمي) والأمن (على المستوى الفردي والمجتمعي) من خلال 11 مؤشرًا. هذا وفيما سجل العراق 0.516 على هذا المؤشر، أي نصف ما حصلت عليه النرويج، يرى الناس بأن حل مشاكل المرأة لن يتحقق بالاحتفالات والخطابات، بل بسن قوانين تنهي العنف الأسري وتضمن حقوق النساء ومساواتهن مع الرجال سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.