توفيت السيدة آن كلويد، النائبة العمالية السابقة في البرلمان البريطاني والشخصية البارزة في حركة التضامن العالمية مع شعبنا العراقي، مساء الجمعة 21 تموز الجاري، في مدينة كاردف في مقاطعة ويلز عن عمر يناهز 86 عاما بعد معاناة مع المرض. 

ساهمت الراحلة آن كلويد بدور مرموق في الحركة التضامنية العالمية المعروفة بـ"اللجنة ضد القمع ومن أجل الحقوق الديمقراطية في العراق" (كاردري)CARDRI ، التي انطلقت في لندن مطلع عام 1979 للدفاع عن الشعب العراقي وقواه الديمقراطية بعد تصاعد القمع والارهاب الدموي في ظل النظام الدكتاتوري.

ولعبت آن كلويد دورا بارزا في هذه الحركة التضامنية بعد توليها رئاسة "كاردري" عام 1985، ورفعت صوتها عاليا في البرلمان البريطاني وعلى الصعيد العالمي لفضح الجرائم البشعة ضد الانسانية التي ارتكبتها دكتاتورية صدام بحق الشعب العراقي. وكانت، الى جانب العديد من نواب البرلمان والشخصيات النقابية والاكاديمية والديمقراطية البريطانية، صوتا قويا وجريئا ساهم ايضا بفضح تواطؤ الحكومة البريطانية بزعامة مارغريت ثاتشر وحكومات غربية آنذاك مع النظام الدكتاتوري وصمتها عن ممارساته القمعية الدموية. 

ويستذكر الناشطون في حركة التضامن العالمية مع الشعب العراقي في الثمانينيات موقف آن كلويد المشرّف في فضح وإدانة حرب الإبادة التي شنّها نظام صدام ضد الشعب الكردي واستخدامه الشنيع للأسلحة الكيمياوية، كما جرى في مجزرة حلبجة في 16 آذار 1988.

كما ساهمت حركة التضامن "كاردري" برئاسة آن كلويد في فضح جرائم التعذيب والاعدامات الجماعية وحملات "تنظيف السجون" السيئة الصيت، والعمل على انقاذ ارواح المعتقلين والمطالبة بالكشف عن مصير "المختفين" والمغيبين في سجون ومعتقلات الدكتاتورية. وفضحت أيضا جرائم الحرب خلال ثماني سنوات من الحرب العراقية - الايرانية.

ولم تتوقف آن كلويد عن تضامنها مع الشعب العراقي عندما توقف نشاط "كاردري" في 1995. فقد واصلت تقديم الدعم في السنوات التالية كنائبة برلمان وايضا في موقعها كرئيسة لـ"مجموعة العراق" و"مجموعة حقوق الانسان" في البرلمان البريطاني.

وفي السنوات الاخيرة، بعد انتهاء عضويتها في البرلمان في 2019، ورغم مصاعبها الصحية، واصلت آن كلويد متابعة تطورات الاوضاع في العراق باهتمام والتعبير عن دعمها للشعب العراقي وقواه المدنية الديمقراطية وتطلعاته للعيش بحرية وكرامة وديمقراطية في ظل دولة المؤسسات وسيادة القانون وحقوق الانسان.