عصر يوم الجمعة ٨ أيلول، وسط مدينة الكوت، وعند أطلال سجن الكوت الرهيب، الذي أزالت السلطات المتعاقبة، ملامحه تماما، لتحوله الى أماكن للبسطات والأسواق. استذكر الشيوعيون وأصدقاؤهم ، الذكرى السبعين لمجزرة سجن الكوت، التي جرت في ٣ أيلول ١٩٥٣، والتي راح ضحيتها عشرة شهداء شيوعيين بواسل، بعد أن فتحت سلطات السجن النار عليهم، ودون ذنب ارتكبوه، سوى مطالبتهم بحقوقهم، واحتجاجهم على قرارات ادارة السجن التعسفية...
وكانت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط،  قد دعت لهذه الوقفة الاستذكارية وسط  مدينة الكوت، وبالذات عند باب السجن،، في منطقة السراي القريبة من مقبرة الجنود الانكليز...
رغم ازدحام المنطقة، وضيق المكان، كان التفاعل الشعبي واضحا مع هذه الفعالية النضالية، التي أعادت ذاكرة الكوتيين والواسطيين، الى صور وذكريات تلك الأيام المجيدة، حين حول السجناء الشيوعيون، باحات و قواويش سجن الكوت، الى مدرسة نضالية للتعلم وتحدي الجلادين، ومدوا جسورا من التفاهم والعلاقات الطيبة مع أهالي الكوت، وقد استخدموا في وسائل تواصلهم مع الناس، مكبرات الصوت، للخطاب والتحادث مع الأهالي خارج أسوار السجن...
الشاعر و الكاتب، الأستاذ نجم خطاوي، أدار الأمسية مرحبا بالحضور الكريم، مستذكرا المآثر والتضحيات التي اجترحها سجناء الحزب الشيوعي العراقي، وبالجسارة والتحدي وروح الاستشهاد، التي جابه بها الشهداء الشيوعيين العشرة، سلطات السجن وجلاوزة النظام الملكي... 
الرفيق تيسير حذر،  نائب سكرتير محلية الحزب الشيوعي العراقي في واسط، قدم كلمة مؤثرة أشاد فيها بتلك الصور والملاحم التي سطرها الشيوعيون في كل سوح النضال، وخصوصا في السجون والمعتقلات، داعيا الحضور لمؤازرة و دعم الحزب الشيوعي العراقي في نضاله، وخصوصا اليوم وهو يخوض مشترك انتخابات مجالس المحافظات، من أجل تغيير موازين القوى في هذه المجالس أولا، وفي مجلس النواب في المرحلة القادمة...
ومن الجدير بالذكر فأن الرفيق والناشط المدني والسياسي الرفيق تيسير حذر، هو مرشح الحزب الشيوعي العراقي في واسط، وضمن قائمة تحالق قيم المدني.
الرفيق فتاح طه (أبو ثبات) سكرتير محلية الحزب الشيوعي السابق في واسط، والشخصية الشيوعية المخضرم في الكوت وواسط، والذي كان يوما نزيلا في سجن الكوت، قدم كلمة قصيرة في هذه المناسبة، شجب فيها كل الاجراءات التعسفية التي هدمت وأزالت كل معالم سجن الكوت...
الأستاذ والأديب سعد الواسطي، كانت له مساهمة طيبة، مشيدا بالتاريخ النضالي للشيوعيين وتضحياتهم في السجون، وفي كل أماكن الكفاح...
القاص والكاتب الأستاذ عيسى مسلم، ساهم بكلمات مؤثرة في تمجيد الشهداء ومآثرهم...
وكانت محلية الحزب في واسط، قد مجدت الشهداء العشرة، عبر لافتة كبيرة، أشارت لأسمائهم جميعا، مع صورة تاريخية لبوابة سجن الكوت...
 كما تضمنت الفعالية معرضا فوتوغرافيا لصور شهداء سجن الكوت.. 
وعلى طاولة كبيرة وفي صينية كبيرة، وضعت على طاولة، انيرت عشرة شموع بيض، وسط غصون الياس الخضراء، تمجيدا واستذكارا للشهداء...
في ختام الأمسية، قدن الشكر والاعتزاز بالحاضرين، وبأصحاب المحلات والباعة، الذين أقيمت الأمسية قريبا من محلاتهم..
الكوت في ٨ أيلول ٢٠٢٣