كتب المحرر السياسي:

 

عيدّكن مبارك

 

تحتفل قوى الخير والتقدم والسلام في بلادنا والعالم، غداً الثامن من آذار، بيوم المرأة العالمي، عيد النضال من أجل الحقوق العادلة والمشروعة وفي مقدمتها ضمان المساواة التامة مع الرجل، ولاسيما في مجال فرص العمل والأجور والحقوق. عيد الكفاح لتفعيل المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة، والتي لم تتعد حتى الآن حاجز 13.5 بالمائة ويوم السعي لتنشيط دور النساء في الحياة الثقافية والإجتماعية، ومعالجة آثار التخلف الاجتماعي على المرأة والأسرة، وإعلاء كل القيم التحررية والتقدمية في تراث شعبنا الأخلاقي، والعمل على بناء مجتمع انساني راقٍ وزاهٍ بقيم الحرية والعدالة. يوم الكفاح للخلاص من السلبية والاستسلام للتمييز والقهر والعنف والقمع، ولمحاولات قنونته وإضفاء الشرعية المزيفة عليه، خاصة بعد تعرض 60 في المائة من العراقيات للعنف النفسي والجسدي، وإحجام 88 بالمائة منهن عن التصريح بذلك خوفاً وحرجاً. يوم النضال ضد تزويج القاصرات وضمان حق الصغيرات بالتمتع بطفولتهن وبتأمين تطورهن الدراسي والتربوي، ومن أجل بناء عوائل ناجحة وسعيدة ترفد المجتمع بكل ما هو مفيد لتنميته. يوم العمل للقضاء على الأمية الأبجدية والثقافية في صفوف النساء والتي تقّدر اليوم بأكثر من 60 في المائة.

إن حزبنا الشيوعي العراقي، الذي تبنى بشكل مبرمج قضية المرأة باعتبارها قضية ديمقراطية بامتياز، وتصدى لأية نظرة ترى فيها إنساناً قاصراً وأولى حقها في المساواة داخل العائلة وفي المجتمع اهتماماً خاصاً وخاض كفاحاً عنيداً لتحقيق ذلك منذ ولادته قبل تسعة عقود، يتقدم للمرأة العراقية ولنساء العالم أجمع بالتهاني في عيدهن المجيد، ويؤكد على مواصلة نضاله لتمكين المرأة من القيام بدورها في ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وفي مراكز صنع القرار وتثبيت ذلك في نصوص قانونية واضحة وإلغاء أية تشريعات تنتقص منها. كما يواصل دفاعه عن قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 المعدّل، ويسعى لتفعيل التشريعات والإجراءات التي تمنع الاتجار بالنساء والتشهير بهن وترهيبهن، وكذلك لضمان الالتزام بجميع المواثيق الدولية المتعلقة بحماية حقوق المرأة والطفل.

كما يدعو حزبنا في هذا العيد الوطني والأممي، لحماية الطفولة ورعايتها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية قدراتها ومواهبها، ومنع عمالة الأطفال والاتجار بهم وحظر جميع أشكال الاستغلال التي تمارس بحقهم، وتأمين الضمان الصحي والاجتماعي والتعليم الإلزامي للأطفال، وتوفير دور الحضانة ورياض الأطفال، خاصة لأطفال الأمهات العاملات في مواقع عملهن.

إننا ندرك بأن التغيير الشامل نحو مجتمع ديمقراطي، تسوده الحرية ويعاد فيه توزيع الثروة بشكل عادل، ويتخلص فيه البشر من كل أشكال الاستغلال والاستعباد، هو السبيل الضامن لكافة حقوق النساء، والذي سيجعل من الثامن من آذار عيداً بهيجاً للجميع.



عاش الثامن من آذار

تحية إجلال لكل من ضحى وما يزال من أجل حقوق المرأة العراقية وكرامتها.

المجد للواتي استشهدن من أجل تحقيق ذلك ومنهن شهيدات حزبنا الباسلات.

الظفر لقضايا المرأة في العالم.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" ص1

الخميس 7/ 3/ 2024