يشهد مطار النجف الدولي منذ يومين حالة غريبة، إثر رفض مدير المطار تنفيذ قرار مجلس المحافظة بإقالته وتسليم إدارة المطار للمدير الجديد الذي عيّنه. ووصل الأمر حد الاشتباك بالأيدي بين أعضاء مجلس المحافظة من جهة، والمدير القديم من جهة أخرى.

وحتى لحظة تدوين هذه السطور تواصل الأحداث بخصوص هذه القضية تطورها، وهي تشبه في طبيعتها أحداثًا أخرى، منها التي وقعت في ديالى حيث تعرض أعضاء مجلس المحافظة للتهديد، لإجبارهم على التصويت لصالح مرشح محدد لمنصب المحافظ.

لا يمكن بأي حال التسامح مع هذا النوع من السلوك، الذي يُعد أحد تجليات المحاصصة، حيث يتقاسم المتحاصصون المناصب والمكاسب، ثم يسعون جاهدين لفرض سيطرتهم عبر هذه التصرفات المُدانة.

هذه الأحداث في مطار النجف تشكل مثالاً صارخاً على الانحرافات الخطيرة في الأوضاع السياسية، والتي تستدعي معالجات جذرية لمنع تقويض أسس النظام القانوني وتهديد السلم الأهلي.

وكما قلنا ونكرر إن المحاصصة لن تُفضي إلا إلى مزيد من الانقسام، وإن مواصلة هذا النهج والسلوك السياسي المُدان، هو دليل على الفشل في إدارة الدولة بطريقة تحترم حقوق المواطنين وتُعلي شأن القانون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" ص1

الخميس 18/ 4/ 2024