تحل هذه الأيام، الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين الحدث الجماهيري الأكبر في تاريخ العراق الحديث .
ففي مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر ٢٠١٩)، تداعى شابات وشبان الوطن، إلى ساحة التحرير وسط بغداد رافعين رايات الوطن وشعارات التغيير، ونصبت في الـ25 منه، خيم الاعتصامات في مختلف ساحات البلد.
وجراء القمع الدموي الذي بادرت إليه السلطات الأمنية وجماعات مسلحة عُرفت لاحقا بـ«الطرف الثالث»، سقط مئات الشهداء والاف الجرحى على طول مسيرة الانتفاضة التي امتدت لما يقرب العام.
لقد مثلت الانتفاضة المجيدة، فضاءً وطنياً استقطب ملايين العراقيين الطامحين إلى عراق مستقر ومستقل ومقتدر، ينعمون فيه بالرفاه والرخاء؛ وطن غير مرتهن لقوى الفساد والسلاح واجندات خارجية !
ومثلت الانتفاضة، حالة متقدمة في الوضع العراقي، وطرحت قواها شعارات تعبر عن وعي عميق بالأزمات والتحديات التي تواجه البلد.
لذلك، سعت قوى السلطة مسنودة بأجندة خارجية، على مدار السنوات الأربعة التي تلت الانتفاضة، إلى تشتيت فضاء الانتفاضة وإضعاف قواها، وتبديد إمكانيات إعادة تشكلها، تارة عبر بث الخطاب الطائفي وتكريسه اجتماعياً، وعبر القمع الممنهج لكل التظاهرات المطلبية والاحتجاجية ، وفي تارة أخرى عبر مساعي القضاء على كل ما هو وطني اصيل وتقدمي في تاريخ وحاضر الوطن! ولنا في قانون العطل الرسمية وتعديل قانون الأحوال الشخصية أمثلة على تلك الممارسات.
وفي حلقات مسلسل القمع، كشرت قوى السلطة عن انيابها في محاولة للتضييق على الفاعلين الاجتماعيين وقمعهم عبر دعاوى قضائية كيدية ومذكرات اعتقال صدرت بحق الناشطين في محافظة ذي قار، التي شهدت حراكاً جماهيراً واسعاً في الأيام الماضية رافضاً لتلك الممارسات المستفزة.
وخلافا لرهان البعض، فأن جذوة الانتفاضة أبت ان تنطفئ! كيف لا، والأسباب التي فجرت الغضب الجماهيري ما زالت قائمة إلى الان، مع تعمق الازمات جراء استمرار منهج الحكم المحاصصاتي الطائفي المقيت.
فلم تكف الجماهير، في كل ربوع الوطن عن الخروج في تظاهرات ووقفات للمطالبة بحقوقها المشروعة، وتحول شعار التغيير الديمقراطي الشامل، من مطلب وشعار إلى برنامج عمل للعديد من القوى السياسية الوطنية.
ان انتفاضة بتلك الرسالة الوطنية الواضحة، وتلك الدعوة الى المواطنة الجامعة العابرة للطوائف والتخندقات الفرعية والمناطقية،تستحق ان تُحيا ذكراها، ويُمجد شهداؤها، ويُطالب بأنصاف عوائل شهدائها، وبتقديم قتلتهم الى القضاء العادل.
ونحن نستذكر هذه الأيام المجيدة في تاريخ النضال الوطني لأبناء شعبنا، فإننا نؤكد بأن التغيير المنشود، يشترط تحقيق وحدة عمل قوى التغيير وبناء البديل السياسي لمنظومة المحاصصة والفساد، وكسر مساعي الهيمنة من قبل اقلية حاكمة .
إن آمال شعبنا وتطلعاته، تحتم علينا المضي في مشروع التغيير، وتحقيق اهداف انتفاضة تشرين وغالبية أبناء الشعب.
المجد لذكرى انتفاضة تشرين المجيدة.
المجد لشهدائها الامجاد
والنصر لشعبنا
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٤