بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، قدّم "ستوديو الأنصار" أمسية مشوقة يوم الجمعة الموافق 4-4-2025، عبر منصتي "الزوم" و"فيسبوك"، بإدارة النصير ماهر "سعد شاهين"، الذي افتتح الأمسية باستعراض مكثف عن الدور الكبير الذي لعبه المثقفون الأنصار، وبالأخص المسرحيون، مشيرًا إلى شغف الأنصار الشيوعيين بالثقافة، والإرث الثقافي الذي أسسوه الأنصار أثناء الحركة الأنصارية، حيث تم تقديم 96 عملًا مسرحيًا، بين عامي 1979 و1988، كما ذكر الفنان السينمائي النصير علي رفيق، معتبرًا هذا الرقم كبيرًا وذا دلالة مهمة. مشيراً الى أن الكتاب – سواء كان رواية أو ديوان شعر أو أي نوع من أنواع الأدب، رفيق درب للأنصار الشيوعيين أينما ذهبوا، وبعد الترحيب بالحضور وبالمسرحيين الأنصار: هادي الخزاعي (أبو أروى)، نضال عبد الكريم، حيدر أبو حيدر، وسلام الصكر، "صفاء حسن العتابي" أبو الصوف، دعاهم لاستعراض مسيرتهم المسرحية الخلّاقة، وتحديهم لظروف الحياة الصعبة التي واجهتهم في البيئة الجبلية الوعرة، التي تحولت بفعل الشغف والإصرار إلى عالم نابض بالحياة الثقافية، ورغم غياب المستلزمات اللازمة لإنجاز الأعمال المسرحية، فإن العزيمة والإبداع شكّلا دافعًا قويًا لاستمرار العطاء.
استعرض النصير المسرحي "أبو أروى" محطات من ذكرياته حول بعض العروض المسرحية التي شارك فيها، مشيرًا إلى التحديات التي واجهها، وكيف استطاع تجاوزها بأدوات متواضعة، مبينًا شعوره بالفرح بعد كل عرض، خاصة عندما كان يتلقى التشجيع من جمهور لم يتجاوز العشرات، لكنه كان يشعر وكأن التصفيق يأتي من مئات المشاهدين.
ثم قدّمت النصيرة الفنانة "نضال عبد الكريم" استعراضًا تفصيليًا، مشيرة إلى الجهود التي بذلها المسرحيون الأنصار، في تقديم عروض مسرحية لم تقتصر على مقرات الأنصار، بل امتدت إلى مناطق عمل المفارز، وتجاوزت ذلك إلى تقديم الإرشاد والتثقيف لبنات وابناء القرى. وأضافت أن جهود المسرحيين الأنصار ما زالت متواصلة حتى يومنا هذا، حيث تُوّجت بتأسيس فرقة ينابيع المسرحية، التي قدمت أعمالًا امتدت إلى الفضاء العربي، من خلال عروض في المغرب وتونس، والأردن والدنمارك والسويد. كما فاز النصير المسرحي سلام الصكر بجائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية "المركب". وأشارت عبد الكريم إلى أن فرقة ينابيع العراق المسرحية تواصل عملها بإصرار وتحدٍ، رغم محاولات التهميش التي تمارسها الدوائر الثقافية الرسمية في العراق، مؤكدةً على أن حركة الأنصار ضمت عددًا كبيرًا من المبدعين من فنانين وشعراء وكتّاب وصحفيين، مبدعين كانوا ولا يزالون يواصلون عطاؤهم الإبداعي.
كما استعرض النصير المسرحي حيدر أبو حيدر بإيجاز مسيرته في مجال التمثيل المسرحي خلال وبعد الحركة الأنصارية، متحدثا عن اول عمل مسرحي قدمه في اليوم العالمي للمسرح للكاتب "وليام سار وليان" مشيرًا إلى أن المسرح في تلك الظروف لم يكن ترفًا، بل مسؤولية مضاعفة، لأنه يُقدم لجمهور مثقف يعرف جيدًا ماذا يعني المسرح وما هي رسالته.
ثم قدمت بعد ذلك مداخلات من الحضور أضفت حيوية وتشويقًا على الأمسية، التي اختُتمت بتقديم الشكر للنصيرات والأنصار المسرحيين المساهمين، ولجميع الحضور الكرام. ....................