منوعــات

 مَن قَتَلَ مَن ..؟

في زمانٍ غَبَر ، حينَ كان الماء مباحاً كالهواء ، بلا سعرٍ أو ماركة ، إلتقى رجل دين وذبابة عند بئر . رجل الدين إياه عُرِفَ عنه أنه  خاض" حروباً " ضَروساً ،وأصدَرَ فتاوىً سالت بسببها أنهار من الدم ، من أجل إعلاء كلمة الرب !!

أما الذبابة فلا يُعرف عن حياتها شئ ذي بال .

مشيئةٌ إلهية ، وإن شئتم قَدَرٌ محتوم ، ساقهما الى أن يلتقيا في ظهيرة قائظة عند بئر . ما أن همّ رجل الدين أن يَبُلَّ ريقه بجرعة ماء ، حتى إندفعت تلك الحشرة المجنحة الى باطن بلعومه الكريم !

ولا يُعرَفُ حتى اليوم ما إذا كان فَعل الذبابة ذاك عملاً تآمرياً ، تخريبياً أم أنها ـ في بحثها عن ظل ـ ضلّت طريقها الى حنجرته الميمونة !

 خلاصة القول ، أن جناحيها إلتصقا بحنجرته المباركة ، فلم يعد بأمكانها أن تفُكَّ نفسها من الأُسار الذي وقعت فيه .. ولا أستطاع إصبعُ رجل الدين إخراجها من بلعومه .

 وفي حمأة الصراع بين الأثنين من أجل البقاء ، ماتَ رجل الدين مختنقاً بالذبابة ، والأخيرة قَضَت ببلعومه ، قدّس الله سرّه !

   نَمّـامٌ

بئيسٌ  مَنْ  يظنُّ  أنَّـه  حقَّقَ  كلَّ  أحلامـه ،

فـلا  يعـودُ  لـه  هـمٌّ ، سوى  النميمـة !!

يروحُ  بهـا  يُرهِـقُ  خيـوطَ  الهاتفِ ،

حتى  تَعيا  من  عجيزتـه  كراسي  المقهى ...

معَ  أَنه  يَمتلكُ  كُلَّ  أسبابِ  الغياب ...!

منذُ  عقـودٍ  يمتهنُ  حِرفَةَ  الثرثرةِ  والنميمة ،

يَهرَبُ  من  "زنزانةِ " البيتِ  إلى  "زنزانةِ"  المَقهى  أو العكس ...

تعيساً ، عدوانياً  يغدو عندمـا  لا يجدُ مَنْ  يستمع  إليـه ..!

                     حينَ نسقط في حبائل الصغار!

بُنيتي وهيَ صغيرة ، كانت  مُغرمةٌ جداً بإخضاعي للأختبار في كل ما تتعلمه من جديد

في المدرسة أو من أقرانها أو من برامج الأطفال ... سألتني مرة " بابا ، أتعرفُ مًنْ هو الأكثرُ شَغَفاً  بالأصيلِ ؟" 

قُلتُ الفنانون والشعراء والعشّاق  و...

قاطعتني : " ربما .. ! لكن  الأكثر شغفاً  هم  الأقزام .. ! "

  مُستغرباً قُلتُ كيف .؟!

قالت:" في الأصيل  يشعر  القزم  بالنشوة  عندما  يرى أنَّ  ظلَّه  قد  إستطال  وغدا  عظيماً ... !!  كيفَ  فاتك  الأمر ؟! "

صًفًقَتْ  كفّها  بكفّي ، غمزتني ، فبدّدَتْ  دَهشَتي !