يمتلك الاديب ( حميد الحريزي ) عدة مواهب في التعاطي مع مختلف  الاجناس الأدبية ,  ودائم  النشاط والمثابرة الحثيثة , في اظهار قدرته الابداعية والفكرية التي ترتكز على منهج سياسي واضح في الرؤية والتعبير الدال . ويطرح أفكاره  بكل شجاعة وجرأة في المكاشفة الصريحة في التناول والطرح , وفي منهجية أدبية بالغة الدقة   في التعبير في النص الادبي , ان يكون نصاً مفتوحاً يتفاعل بين الكاتب والقارئ أو المتلقي , في حوار صريح في المحاججة والتفكير وشحن الذهن في التأمل والتمعن في البنية الفكرية للنص , ان يتفاعل في الوعي والتثقيف في مكنونية النص الادبي ( الشعر / السرد ) في اسلوبه  الواقعي خامته من موجودات الواقع بدون تزلف وتكلف وتجميل , اي أنه يبتغي الصراحة في الكشف ,   التي تحمل دلالات عميقة في المعنى والايحاء والرمز , في جمالية شحنات التفاعل المتبادل بين النص والقارئ , بعرض مرآة الواقع بكل عتبات زجاجها المتصدع  في منصاته اشكالها , التي تحرث  في التباين والتناقض , في المتغيرات المتحولة والمتقلبة . وهذا ما سعى اليه في مجموعته الشعرية ( من اقوال الحكيم الحافي / نصوص عراقكو ) نصوص شعرية غير مألوفة في  الطرح والتناول . في محاولاته التجريبية في مختبره الادبي والفكري . في تجربته الجدية في صياغة شعر الومضة أو القصيدة القصيرة أو القصيدة المركزة , التي تقترب من ضفاف شعر الهايكو , ولكن في اسلوبية مختلفة في الصياغة ورسم اللوحة الشعرية ,  يحملها افكاره السياسية والفكرية في التعبير . تبدأ كل النصوص الشعرية بمفردة واحدة ( لأنه / لأنها ) وينتهي في تعريف مدلول النص الشعري البليغ ,  في تجربته الجديدة بدلاً من ان يضع تعريف مدلول المفردة التعبيرية في المقدمة , يضعها في النهاية أو في الختام , في مدلولها العام والحسي والشعوري , وهي من مفردات صلب الواقع القائم  ,  في كل منطلقاته السياسية والفكرية والاجتماعية . في ذائقة الانزياح الشعري , الذي يستمد من موروثات التراث الثوري ورموزه البارزة والمعروفة على نطاق واسع , القديم والحديث . في المعنى العميق في خيبات الواقع الفعلي ,  الذي يحرث في التباين الطبقي العميق والشاسع في الشرخ الاجتماعي  . وكذلك في سلوكية الشيطنة بأسم الدين والعادات  الاجتماعية الموروثة , بأن يكون السلطان  المالك المطلق ولي الله على الارض , والرعية الحفاة لاتملك سوى قدميها العاريتين أو الحافيتين  , وتكون تحت رحمة  حوافر سوط الظلم والحرمان والطغيان .  ان الاديب ( حميد الحريزي ) يرى الامور الجارية في سيميائيتها الطاغية ,  ويفسرها  في المنظور الثوري الواقعي دون تزلف ومساومة وتهادن , انه يضرب في عمق الهدف . من اجل ان تسطع وتعلو راية ونور  الحق والعدل على جميع الرايات الآخرى , وتعرية عورات الزيف والنفاق بالضحك على ذقون البسطاء من الناس , وتعرية زيف ( الانا ) في هالتها وبهرجتها المنافقة .

ان نصوص الومضة الشعرية هي بانوراما عراقية بكل تلاوينها واشكالها واصنافها , المرئية واللامرئية . ان الاديب ( حميد احريزي ) يؤمن بسلاح الكلمة الصادقة تضيء بقع عتمة الظلام المعتمة  .

          ×× بعض العينات من الرسوم التصويرية لنصوص شعر الومضة :

 × البرلماني : لم يعد ممثل الشعب والناطق بأسمه , وانما اصبح لص الشعب , يفكر كيف يسرق وكيف ينهب , بعدما سرق أصوات ناخبيهِ .

 لأنهُ

سارقٌ  محترفٌ

سرقَ  أصواتِ  ناخبيهِ

مُنحَ  عضويةُ شرفٍ

في نقابةِ

اللصوصِ ,

                برلماني

 × الزيف والخداع والانتهازية اصبحت  تجارة رابحة في المسرح السياسي الانتهازي , بعدما يدعي بأنه ينطق بأسم الثورة والثورية التي  باعها بسعر زهيد ,  وخان رفاق دربهِ بحفنة من المال .

 لأنهُ

بلا شرفٍ

خلعَ شعاراتهِ في أبوابِ

السفاراتِ ,

خانَ رفاقَ الدربِ ,

باعَ سلاحهُ الأعداء

الوطن  " الثائر "

                      الثائر المزيف

× الثائر الحقيقي لا يهاب الارهاب والظلام , ويحارب القهر والظلم , من أجل اعلى كلمة الحق .

 لأنهُ

لا يقبلُ الظلمَ

يحاربُ القهرَ والظلامَ

كان محطَّ

أنظار العسس ,

                       ثائر

× الحلم في المدينة الفاضلة كما حلم بها  افلاطون في جمهوريتهُ , اصبحت صعبة المنال , فقد اندثرت بزوغها واشراقها .

لأنهُ

يعلم أن حلمهُ

مستحيلٌ ,

جمهوريتهُ لن تسودَ ,

دثرها  بدثارِ

الاملِ

                   أفلاطون

× الدواعش لا يعرفون معنى للدين والقيم والاخلاق , وانما يعرفون القتل والذبح وسفك الدماء على  صوت التكبير بأسم الله ,

  لأنهُ

لا يعرفُ معنى الدينِ ,

نَحرَ أسيره مكبراً بإسم اللهِ

لا يعلمُ

أنه كمن قتل خلق اللهِ

جميعاً

                   الداعشي

× التشريني كشف زيف الاحزاب الحاكمة في شراء الذمم في الأصوات  الانتخابية وكره  اللون البنفسجي الذي أصبح سلماً للفاسدين في  الجلوس على كرسي السلطة .

 لأنهُ

أنسانٌ

كشفَ زيفَ  صناديقهمْ ,

كِرهَ اللونَ البنفسجي

وسيلة الفاسدينَ ,

لأرتقاءِ كراسي السلطةِ ,

                                التشريني

× الانسان الحر يرفض ويمقت العبودية والخنوع , يتهم بالالحاد لانه رفض كلمة سيدي , فحكم بالإعدام ,

 لأنهُ

يمقتُ

العبوديةَ ,

أتهمَ  بالالحادِ ,

هرب من جيشهم رافضاً

كلمة سيدي ,

حكمَ عليهِ بالإعدام ,

                          العراقي الحُر

× الأم هي ,  سر استدامة  الحياة والجنة خلقت تحت أقدامها .

لأنها

سرَُ

استدامة  الحياةِ ,

فالجنة تحتَ

أقدامها ,

                    الأم

× الوردة اصبحت رمز الحب والعشاق , تمنح عطرها للجميع .

 لأنها

جميلةٌ

تحب كل العشاقِ

 تمنحُ

عطرها للجميعِ

بلا ثمنِ

             الوردة

 × الامام الحسين يبقى المثل الاعظم في الصمود والتحدي , الذي لا يعرف الخنوع .... هيهات منا المذلة .

     لأنهُ

قدمَ الروحَ  والمالَ والعيالَ ,

لأنهُ لا يعرف الخنوع

والخضوع ,

مهما لطمتمُ الصدورَ ,

لأنكم سراقٌ ,

بريءٌٌ  من نفاقكم ,

                       الحسين

× عنوان الكتاب : من اقول الحكيم الحافي

× المؤلف :  حميد الحريزي

سنة الطبع : عام 2021

عدد الصفحات : 164 صفحة