الفصل الرابع

في هذا الجو المشحون بالحديث حول المعقول واللا معقول، الممكن والمحتمل، والحقيقة والتمني، وإذا بصبي في العاشرة من عمره يأتي راكضاً، يصرخ في وجه أماني السارحة مع كل نبرة ولحن من أغنية موعود:

جابوه بالتابوت...

جميعهن سألنه معاً:

من؟؟؟

(صقر ...صقر)

أجابهن وعاد راكضا من حيث أتى...

سقط المذياع من يد (أماني)، هرعت حافية القدمين، مسلوبة النظرات، لا طمة وجهها وكأنها تطير في فراغ، غابت في منعطف الطريق المؤدي الى بيت أهل زوجها، أخواتها تراكضن خلفها وهن يلبسن عباءاتَهُنَّ تاركات الدار للجارات المتحلقات حول حنفية الماء... صعقت النسوة من الخبر... فمازالت قصة حب (أماني وصقر) وزواجهما وولادة طفلهما تتردد في الحي... خاصة حفلة زفافهما التي ضمت كل الأهل والأصدقاء والجيران أثارت الإعجاب والغبطة، وأمنيات الشباب بحياة شبيهة لحياتهما بالرغم من مرور سنوات عليها.

لم يأت (صقر) في إجازته المعتادة مما أثار قلق (أماني) فاتخذت من زيارة أهلها واستماعها للأغاني وسيلة لقتل قلقها، عشرون يوما مرت منذ أن حلت إجازته، وها قد عاد اليها جثة هامدة بعد أن بقي مدة في الأرض الحرام الى أن استطاع من معه إخلاءه.

مصائب تتالى على بيت الحجي وعلى الكثير من العوائل، فتجسدت مصائب الحرب وأهوالها عليهم... بعد يومين من مصابهم بصقر... أصيب ابن خالهم بشظايا متناثرة وهو يغلق باب سيارته في ممر داره ففجرتها وقتلته وقتلت زوجته وطفله... الفواتح في أكثر من بيت بعد أيام قليلة سقطت قذيفة على دار ابن عم لهم قتلت زوجته وطفلتها التي كانت ترضع منها ... ملأت المرارة أفواه بيت الحجي والناس المحيطين بهم ... أقيمت الفواتح في أكثر من بيت ... انشغلت بنات الحجي بإقامة الموائد للمعزين الذين يتوافدون على الدار ليل نهار... لم تطق (أماني) غياب (صقر)... غافلت الجميع تاركة ابنها مع خالاته... متناسية أمومتها... كان الوقت ليلاً... أخذت فانوساً تنير به دربها الى الحمام ... سكبت بتروله على جسدها وأضرمت النار فيها ... نُقلت الى المستشفى ... زارها الجميع حتى (الجد وجابر) لشدة أواصر الجيرة والصداقة بين العائلتين وهال الجميع ماحل بها ... بقين أخواتها يترددن عليها ويتنقلن بينها وبين الفواتح المقامة ... كلما أرادت (لمى) أن يصحبنها لزيارة أماني يمنعنها كي لا تصطدم بما حل بـ(أماني) ... وكي لا تفقد صورتها الجميلة من ذاكرتها.

مازال القصف مستمراً، بل أحياناً يشتد ضراوة، من عادة (الجد وجابر) الخروج من الدار كل يوم يصطحبون الحفيد ابن (جابر) الكبير والذي لم يتجاوز الحادية عشرة ليشاهدوا آثار القصف، عادوا من جولتهم التفقدية التقليدية كما كانت تسميها (الجدة)... عادوا في وضع نفسي بائس صادفوا شاحنة واقفة لنفاذ وقودها، حُمِّلَ بجثث عائلة كاملة، لم يبق منهم سوى الأب الذي كان خارجاً لجلب الإفطار لعائلته، سقط عليهم صاروخ قتلهم في الحال ، والأب شبه مخبول، يصر على دفنهم في مكان مقدس (النجف) رغم القصف المتواصل، زوده الناس بالوقود وانطلق مواصلا مسيرته.

في الشارع همس مسموع عن انهزام الجيش من المعركة ووصول أعداد كبيرة منهم مشياً على الأقدام، والتجائهم للجوامع والمدارس التي تركت بسبب الحرب... قدم الأهالي لهم سراً كل ما  يستطيعونه من طعام وفرش... الأحاديث تتناقل من فيه لفيه أثناء تسوق النسوة من سوق البلدة الرئيسي الجديد... الذي يتعذر الوصول اليه في الأيام الممطرة لمنزلقاته الكثيرة، لم ينفع معه رصف صفوف الطابوق فيه... تصاعدت  أسعار المواد الغذائية بوتائر عالية، أصبحت الأسعار غير معقولة وغير مقدور عليها لأغلب الناس، اختفت أصناف كثيرة من السوق، وباتت تباع بشكل سري مما رفع أسعارها أكثر.

الليل رغم البرودة وضراوة القصف... الجميع يتحلقون حول النار والمذياع، يلتقطون الأخبار من هنا وهناك... مازال المطر ينهمر بشدة منذ العصر قامت (لمى والجدة) لتحضير العشاء، طرقات شديدة على الباب، خرج الحفيد فاتحاً الباب واذا به يعود ومعه رجل عرفه للجميع أنه (الأستاذ عادل) صديق أبيه منذ الصغر، تعرف عليه الأستاذ(عادل) للشبه الكبير بأبيه، فجاء ليلتقي به.

أُستقبل الضيف بحفاوة، انسحبت (لمى والجدة) من الغرفة الى باحةٍ وسطية وضعت الجدة فيها موقدا صغيراً بعد أن نفذ الغاز من الطباخ وأصبح الحصول عليه مستحيلاً.

أعددن شاياً وطعاما للأستاذ (عادل)، تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتف الليل، ومازال (الأستاذ عادل) مستغرقاً في ذكرياته الأدبية، لم ينسَ من قرأ عنهم في شبابه من أدباء الغرب... تناولت أحاديثه كل شيء إلاّ َالوضع الراهن والذي يحياه الناس غير آملين بغد... عارضاً يأسه من الالتقاء بفتاة أحلامه... تجاوز الأربعين ولم يجد من تليق به بعد أن أحبط من حبيبته التي تركته وتزوجت بآخر... لم تنته أحاديث (الأستاذ عادل) الا بعد الثانية من صباح اليوم التالي... بعد أن أغلقت كل وكالات الأنباء إذاعاتها وتعليقاتها التي اعتادوا على متابعتها ... خرج (زائر الليل) متأبطاً أبطاله تحت جنح الظلام المنار بقذائف الموت المبللة بوابل المطر، ناقلا قدميه بصعوبة فوق الطريق الزلق.

ضربات موجعة تلقاها الجيش العراق في (حرب تحرير الكويت) وتدمير العراق من قبل واحد وثلاثين دولة قادتهم الإدارة الأمريكية ... انسحب الجيش على أثرها... طوابير الجيش المنسحب مع أسلحته الخفيفة وصل المدينة مشيا على الأقدام ... كثير منهم سقطوا في أرض المعركة صهروا ودبابتهم... وآخرون سقطوا في الطريق من شدة الإعياء والتعب والجوع والعطش وليس هناك من ينجدهم.

انقطع المطر عن المدينة... انتهى شهر شباط وحل آذار... السماء تصحو تدريجياً... مازالت رائحة البارود والدخان المتصاعد من حرائق المخازن يُشم في الجو.

 الوقت عصراً طرقات على الباب فتحت (الجدة) الباب... مد الجميع رؤوسهم... رؤيتهم أثارت الفزع وإذا (بالجدة) تقبل أحدهم واذا بها تقبلهم من رؤوسهم واحداً واحداً مما أشاع الاطمئنان في نفوسهم... أدخلتهم للدار... كان ابن اختها وزملاء له من وحدته معه... هم آخر من تبقى من مجموعته بعد أن قُصف موقعهم، نجوا من الموت بأعجوبة... انسحبوا هاربين مع بنادقهم عن طريق الأهوار التي هجرها سكانها لشدة القصف... مشاق وصعوبات تحملوها في طريق عودتهم ... زميل معهم جريح توفي في الطريق، لم يستطيعوا نقله لشدة القصف، دفنوه في أرض غريبة غير مطروقة... تحدثوا بمرارة عما مروا به وشاهدوه ... جثث ملقاة تنهش بها الغربان والكلاب السائبة... قضوا أربعة أيام بلياليها بين الموت ووحشة الطريق الذي أحاطهم من كل جانب وبين رغبة الحياة التي ساعدتهم على تخطي الصعاب... انسحبت (الجدة ولمى) لإعداد الطعام... غسل الجنود وجوههم وأياديهم... ارتاحوا بين كلمات الترحيب من (الجد وجابر) والصغار المندهشين... قُدم لهم العشاء والشاي ... أخذوا قسطاً من الراحة ، ضمدوا جراحهم التي أصابتهم وهم يقطعون هذه المسافة ... حملوا بنادقهم التي ركنوها على جدار الغرفة عند دخولهم ... ودعوا الجميع وانطلقوا مواصلين طريقهم بين دعاء الجدة وسكب القليل من الماء خلفهم كعادة الأمهات عند سفر أبنائهن .

تغير أسلوب تقديم الأخبار من إذاعة بغداد... أغاني الحرب الحماسية وتمجيد القائد التي كانت تبث طوال النهار والليل تحولت بغمضة عين الى أغاني عاطفية... لم تستمر الحالة طويلا إذ أُعلن عن انسحاب الجيش رسمياً... توقف القصف... انطلق الرصاص من كل حدب وصوب من مقرات الحكومة وأجهزتها ومن بعض بيوت الحزبين تعبيراً عن بهجة انتهاء الحرب ... الجميع يتمنون عودة أبنائهم سالمين.

الدمار والخراب والفقر والمرض واضحاً على أهل المدينة حتى شمل الموسرين منها ... اكتظت المستشفيات بالمرضى ... أصيب أطفال (لمى) بإسهال وأنفلونزا لم ينجَ أحدٌ منها إلا أن أكثرهم مرضاً ابنها الصغير. شحب لونه وازدادت آلامه، يهذي بكلمات تخيفها، وكلما تعرضه على طبيب المستشفى ينصحها بالعودة الى مدينتها لأن ماء المدينة ملوث، وعندما تحاول الاستزادة من المعلومات يصمت ولا يجيب، زادت عند ابنتها نوبات الفزع والصراخ في نومها والتي أصابتها في الحرب السابقة.

رغم كل المآسي وتنوعها وشمولها كل أفراد المجتمع ماعدا الطبقة الحاكمة، عم فرح لا يوصف بين الناس، تخلصوا من كابوس الحرب الذي لا يرحم، والذي لا يمكن لإنسان أن يواصل التفكير معه بغدٍ أو بعد غد.

لم تنقضِ سوى بضعة أيامٍ من آذار، كان الليل في بدئه عندما طرقت مجاميع من الشباب من مختلف الأعمار ومعهم أمهاتهم الأبواب ينشدون ويرددون أشعاراً للانتفاضة، ويحرضون الناس للخروج للثورة والانتفاض ضد من ساهم في اشعال هاتين الحربين التي لم تخلف غير البؤس والدمار والمهانة ... (عبد الله) صاحب المذياع الصغير المكسور كان بين المتظاهرين... خرج الناس من بيوتهم أغلبهم مؤيد للانتفاضة وقلة من المسؤولين المتنفذين في المدينة هربوا خوفاً من انتقام الثوار ... استولى الثوار على كل المراكز والدوائر وحتى المستشفيات... أباحوها لكل من هب ودب .

لم يحل صباح اليوم التالي حتى فرغت دوائر الدولة ومخازن المؤن من كل موادها... نهب الناس ما استطاعوا، وقلة منهم وزعوا ما وقع تحت أيديهم على الناس بواسطة السيارات العسكرية والمدنية التي استولوا عليها... أما (عائلة لمى) فقد كانوا يتفرجون على ما يجري وكانوا غير مصدقين أن يكون الثوار نهّابة لوطنهم.

امتدت الانتفاضة الى مختلف المدن... أخبار يتناقلها الناس عن قرب وصول امدادات تعين الثوار على مواصلة ثورتهم التي فازت في الجولة الأولى وحرضت الناس... مسؤول حزبي ورسمي قتله الثوار انتقاما من عدائه السافر للناس من أهل مدينته واحتقاره لمشاعرهم وعقائدهم، روى شاهد عيان أنه في إحدى جولاته التفتيشية في المدينة شاهد بعض الناس يعدون طعاماً بمناسبة الأول من محرم وهي عادة عند فئة واسعة من العراقيين، ويقدموه للناس وأغلب من ينتفع منه هم الفقراء، وإذا بهذا المسؤول يخلع حذاءه ويرميه في أحد القدور ... استاء الحاضرون من المشهد وابتلعوا الإهانة ولم يستطيعوا الرد عليه لقوة سلطته وبطشه بالناس فحفظوها له، وما أن حدثت الانتفاضة حتى بادر أحد أقربائه وكان شاهدا على الحادثة الى قتله وتقطيعه امام حشد من الناس!

كسرت أبواب السجن وأُخرج السجناء وهم في حالة يُرثى لها، طالت شعورهم ولحاهم ورثَّت ملابسهم ولم يدركوا في أي زمان أو مكانٍ هم... روي حينها أن أحد السجون لم يستدل على بابه رغم دقة البحث.

استولى الثوار على كل شيء... أيام ثلاث مضت استطاعوا السيطرة على مقرات الشرطة والجيش ... ولكن الإمدادات التي كانوا يأملون وصولها لأسنادهم لم تصل.

ما إن حلَّ منتصف الأسبوع الثاني من الانتفاضة حتى استطاعت قوة من الجيش استرجاع مداخل المدينة واتخاذ سطوع المنازل الواقعة على أطراف المدينة أبراجاً للمراقبة والسيطرة ... طوقت المدينة بأرتال الدبابات والراجمات... انفتحت الحمم على المدينة... فُتحت أبواب الجحيم على مصراعيها... تغلغل الجنود الى عمق المدينة بالرغم من مقاومة الثوار لهم... قصف مستمر ومقاومة مستميتة ... ولا وعود بالإمدادات تحققت... تحول نصرهم الى هزيمة ... البطش شديد... ما أُسقط من قذائف خلال يومين يعدل ما أسقط عليها من العدو خلال شهر... لم يقتصر القصف على منطقة دون أخرى... احتار الناس الى أين يلتجئون... أين يختبئون... بيوتهم الواهية أتعبتها القصف ... أشيع بين الناس أن منطقة البساتين الواقعة على ضفاف دجلة سوف لن تتعرض للقصف لخلوها من السكان، وستكون آمنة... لا أحد يدري من أين تسللت هذه المعلومة ... تراكض الناس تحت وابل الرصاص المنهمر... ساروا جنب الأسيجة متخذين جدر البيوت دروعاً لهم.

حملت (الجدة) ما تيسر من بقايا طعام الظهيرة... منذ دخول الجيش للمدينة والمدينة في صمت كصمت القبور... الشوارع مقفرة والدكاكين مغلقة ... ولا يرى الناس الا عند الاختباء من القصف أو الرجوع منه الى البيوت عند هدوء القصف ... الناس تسير بصمت ورعب باتجاه البساتين ... حملت (الجدة) بقايا زبيب وخبز متيبس في قدر صغير... سارت (لمى) خلفها حاملة طفلتها بيد وبالأخرى تسحب ابنها الصغير، فقد أبى أن يمسكه أبوه أوجده أو أخته أو أخوه... لم تكن منطقة البساتين بعيدة كثيرا عن بيت (الجد)... الخوف من الرصاص المتساقط، والطريق الزلق الذي مازالت مياه الأمطار تغمره جعل الوصول اليها شبه مستحيلة . استغرقت المسافة خمس ساعات بعد أن كان الوصول اليها لا يستغرق أكثر من ساعة.

حل الظلام ... سبقهم الاف الناس... أعداد هائلة تجمعت في مدخل البستان غير مصدقين وصولهم سالمين... ماهي سوى لحظات حتى بدأ قصف المنطقة بوابل من الرصاص ... تراكض الجميع متوغلين الى أعماق البساتين... أعمار شتى لا يدرون ما يفعلون... سكن الجميع الا همهمات الأطفال المرعوبة وبكاؤهم... (أكاف)أي أخاف أول كلمة تنطقها ابنتها الصغيرة بوضوح وهي تخبئ وجهها في صدرها مع كل انفجار تسمعه... ابتعد القصف تدريجياً... انتشر على أطراف البساتين ثم انتقل للجهة المقابلة للبساتين ثم تركز على أطراف المدينة ثم هدأ.

منذ الصباح الباكر والجميع لم يذوقوا أي طعام... ما أن استقر الوضع قليلا حتى بدأت العوائل تأكل ما توفر لديها ... وزعت (الجدة) قطع الخبز والزبيب على الأطفال، لم يتبق شيء للكبار سوى نبات بري اقتلعته (الجدة) من أرض البستان وهي سائرة، قدمته لهم طالبة منهم أن يمضغوه جيدا فهو نبات بري يطلق عليه (كوك الله) مفيد للمعدة كفائدة النعناع وأكثر... مضغوه على مضض نزولا عند رغبتها، لم يكن مغسولا ولا مستساغا على معدةٍ فارغة... تذكرت (لمى) أمها وهي تردعها عندما كانت صغيرة وتضع في فمها طعاماً غير مغسولٍ... تمنت لو كانت أمها معها ...  انكفأت رغبتها المستحيلة لداخلها، ما فائدة الحياة والدمار يحيطها، ولا مفر من معايشتها وتحملها، كلماتها تتردد في ذاكرتها تأبى الرحيل... كلما كانت تزور(أمها) تشتكي لها لوعة فراق ولدها وعدم قدرتها على تصديق مقتله وتقول لها:

لا أستطيع نسيانه... طول الوقت في بالي وقلبي يخفق حتى أشعر أنه سيتوقف من شدة سرعته.

هاك ماما...

مد ابنها الكبير يديه وحذت حذوه أخته، حفنتي شعير عثرا عليها في أرض البستان، عثرا على كنزٍ لا يُقدر بثمن في اعتقادهما، أخرجوها من مرارة التذكر ... تناولته منهما مضغت حبات منه متضاحكة والقول الشهير يتراقص في فمها (شرُ البلية ما يُضحك).

انتصف الليل ... مازال الهدوء سائداً ماعدا صوت اطلاقات تُسمع من مكان بعيد جداً... تجمع البرد والجوع في أحشائهم... اقترح (الجد)العودة الى الدار وافقه الجميع دون تردد فلم يتحملوا برودة الجو... حملت طفلتها وأمسكت يد الصغير المتجمدة من البرد والخوف والمرض، ما إن رآهم الناس عائدين حتى بدأوا بالعودة الى بيوتهم... ساروا بصمت وحذر تحت جنح الظلام جنب الأسوار...

شيء واحد يربطهم؟!

يتبع