يُعتصر القلب لذكرى الغائبين
فترمقني الفنارات الغريبة.
تتنصت الأرصفة لهمساتهم...
القادمة من بعيد...
فيضيق العالم بي
.....
خيام للمتعة...
وأخرى للحزن على الحدود.
في منعطفات التاريخ تُقتل شعوب...
لتحيا زمر.
.....
لم تعد مدن العالم فسيحة زاهية...
كقوس قزح!
الحضارات تُهد...
والأطفال يجوعون... يُشردون...يُقتلون..
يترقبون خوفاً، مما هو قادم...
لا شيء يصد عنهم الحقد والموت ...
إلهنا واحد... إنسانا واحد...
عقلٌ وقلبٌ ودم..
فلم هذا الدمار؟!!!
حزني لا يغسله شيء.
.....
عند الغروب
وقفتْ تتسلى في الشرفة...
اصطفت سطوح المنازل أمامها...
غطتها خزانات المياه...
ودشات القنوات الفضائية...
كلما فتحت واحدة...
أغلقتها...
موت هنا... ودمارٌ هناك.
الموت علمها الضجر...
والموت علمها السكوت...
سكنتْ.
.....
الحي غارق في نوم عميق...
تأملت بترقب وفضول...
ثنايا الجدران الخاملة...
عسى أن تعثر على قصةٍ...
تمسح من عينيها ...
مشاهد الموت والدمار...
ليلَ نهار...
لا شيء...
سوى عمال حاملين المعاول...
وآخرين الى البيوت راجعين...
صلاة الفجر ينتظرون.
.....
في الشرفة الأمامية
تمتد المسافات...
تتلاشى مع حواف الشواطئ البعيدة.
صبيّان يتسليّان...
يتراكضان.
رجلٌ عجوز واهي الخطوات...
يقاطعهما.
الحياة في بدئها
ليست كمنتهاها
.....
مازالت المسافة بين البحر والعنوسة...
شاسعة.
الخيبة لم تتسلل اليها بعد...
حلمها بالفتى الشجاع...
يداعب قلبها...
يأبى الرحيل...
لكنه ينساب في الرمال اللاهبة ...
كطيف في غفوة صيف
.....
تبتئس الذاكرة...
تتيبس...
عطشى أمام البحر.
أحلامٌ وردية... وأخرى متربة...
وأحلام باردة...
لا يفصلهما غير زمانٍ واهٍ.
.....
اعتدلت في وقفتها...
تنتظر...
تتثاءب
ينزل فارسها متبختراً...
لا يبالي.
الليل في آخره...
توصد الأبواب... تطفأُ الأنوار.
تتململ ضجراً
الفجر مازال بعيدا
ـــــــــــــــــــــــ