من ادب المهجر
عتبات الطفولة ذاكرة لتاريخ بلاد ما بين النهرين
رحلةٌ لعتبات طفولةٍ من همسات الغربة ،
من أقاصي البلدان البعيدة..
من ترنيمة كأس الشوق لشمس الطفولة..
لسحر عاطفة امهاتنا وهُنَّ شريان الحياة
ما بين الماضي ووجهاتٍ ذابت بنا الطرق
وأسوار المدن القديمة !!
دربٌ للبحر وبوحٌ لهمسات الشعر بنفحات القوافي..
لرقصات موج على عذابات الاغتراب حكاية طفولة ،
لوعةٌ لقطف ثِمار الذكريات والترجل
من صهوة جواد أرهقه العناء ،
غدا ظلاً للفارس على درب البرق والرعد..
صوب الجنوب تارةً وصوب الشمال تارةً اخرى !!
*** ***
الحدس عواطف تحض على ان تبتله
انتشاء زبد الرحلة في منافي الحياة،
عابراً بلدان الحسناوات..
في لهفةٍ تسكن أمواج المحيط في (كازبلانكا)،
وسخونة عشق وطن التصق في دمه منذ الميلاد .
وفي دياجي الغربة ..
سافر به الحنين لعتبات الطفولة ..
ليصنع من الجواهر وعقيق الشوق قصيدة ،
تحرقُ أوجاع الوطن رغم شعرهِ الحزين ،
فكل قصائد ومدن الدنيا لم تستطع أن تطفئ ظمأهُ
بحرائق وهج أشواقهِ لرحيق طفولته،
حين كان عتالاً فقيرا على أرصفة شوارع مدينته وقتها ..
اقتاتت الشوارع والفقراء بكاءات قصائده
على متنِ دواوينه بحرقة !!
*** ***
ذاكرة تاريخ لصلوات العزيمة لدهرٍ ..
لايرهف السمع إلا لأصوات الظلم والمرتزقة
عبر الاجساد العارية رغم الموت الجماعي،
وتأملات صحف العالم من الرأس لأخمص القدمين،
لا احد بوسعه ان يزيح عن وجه الطفولة الحقيقة
من حافات العمر وسهوب بفيض الشوق !
*** ***
طير الشعر يشدو لأغاني الطفولة وعتباتها ..
يزداد هلال الشعر قوساً في مرابع( المشاهدة)*
طفولة ..عنوان لأنفاس غربةّ أزلية..
صوت ترانيم الاُمهات
حين تهددنا قسوة الزمن،
ملامح رومانسية في حب الوطن..
لسيرة نهاراتنا
بعيدة عن الاصفاد واللُجم،
لتاريخنا الاخرس وحاضرنا المفجوع.
طفولتنا غدت..
كفنجان قهوة مكسور
بين ايادي سياسي لا يستحي
لكن !! ستظل صور عتبات الطفولة
ذاكرةً لتاريخ ما بين النهرين !!
المشاهدة ..من الاحياء القديمة في مدينة الموصل القديمة وقد امضى الشاعر فيها طفولته وشبابه