3-04-2024

كان صديقي المغترب ابو ادم *يسرد لي حكايات جميلة وغريبة من وحي خيالاته

في احدى شطحاته العديدة التي يؤكد فيها انه لا يعرف او نسي عمره الحقيقي ربما تجاوز الخمسين او المائة او الالف ، والغريب انه لا يعرف متى اتى الى الدنيا , ويضيف ربما ادم هو الذي يعرف ذلك والذي جعلني ابا له... ويؤكد لي انه حقا لا يعرف كيف اتى ادم ...!! لأنه دائم السفر والترحال الى مختلف بلدان العالم في اسيا ، اوروبا ، افريقيا او امريكا.ا والتقى الكثير من النساء الجميلات ربما احداهن انجبت ادم...!! ا

ابو ادم رجل طيب ورؤوف مع الناس لكنه يصبح شريرا إذا لم يصدقه احدا بحكاياته

كنت استمع الى حديث صديقي ابو ادم ومستمتع كثيرا لكني غير مصدق تماماً بما يقول كيف يستطيع الذهاب كل يوم من بلد الى اخر ومن قارة الى اخرى

ليلتقي بأجمل النساء المشهورات وغير المشهورات ليمارس شهوته معهن...! ا

لكنني لا أستطيع البوح فيما داخلي من شك بان هذا مجرد تخيلات ووهم ... وأفضل السكوت كما تعودت لكي لا يغضب ويزعل واجامله لكي يستمر بسرد حكاياته الممتعة والحالمة والغريبة الى حد ما ...ا

في احدى حكاياته ورحلاته الحالمة ذهب الى أثيوبيا في افريقيا بعد ان وجهة له دعوة من صديق له في اثيوبيا

الى حفلة سمر بمناسبة يقيموها كل سنة حينها شاهد امرأة جميلة قال لصديقه الافريقي ...! ا

هامسا بأذنه ان يعرفه على تلك الامرأة ملمحا بسبابة يديه اليها ...! ا

قال صديقه هذه ليست مشكلة ,لكن انت تتحمل تبعات هذه العلاقة...! ا

قال مستغربا من ذلك لماذا !؟

لأنه بعض الافارقة لا يرغبون ان تكون علاقة فتاة افريقية مع رجل غريب وخاصة إذا كان عربي...!؟

قال تمام المهم دعني اتعرف عليها وانا اتحمل ذلك ...! ا

ألزمت الصمت ...منتظرا بان يكمل ابو ادم حكايته لأنها اصبحت مشوقة ...! ا

واصل ابو ادم الحديث... ا

انجيلا فتاة جميلة لها وجه دائري مع ضفيرة تصل الى خصرها وخصلتي شعر قصيرة على جبهتها سواد البشرة ليس افريقيا تماما يميل الى لون السمرة الاسيوية ,طويلة القامة متوسطة البدانة وعينين واسعتين .ا

اللغة كانت عائقا في التفاهم فيما بيننا، لكننا استطعنا التفاهم باللغة الانكليزية الركيكة وقليلا من العربية وبإشارات اليدين ولغة الجسد ونظرات العيون العميقة التي تدخل في اعماق الروح، حيث كنا لا نتقن لغة مشتركة وبذلنا جهدا كبيرا من خلال بعض الكلمات التي تعلمناها في حياتنا اليومية... (ربما الحب يجعل العوائق الاخرى تنحني له...!!). وهذهِ سُنة الحياة منذُ بداية الوجود جعل الرجل والمرأة يبحث بعضهم عن الاخر.ا

طلبت ان التقي بها في مكان ما بعد ان تركنا صديقي لوحدنا

قالت آتيك الى بيتك ...ا

تفاجأه بالجواب... لكن هذا ما كنت اتمناه ...!! لكن اتفقنا كل شي يكون بالسر وان نلتقي يوم الاحد، كنا في عجلة من امرنا ونظراتنا في كل اتجاه لكيلا يشعر الاخرين ان هناك امر ما...!! ا

قلت لها لا تقولي شيئا لصديقي دع الامر بيننا فقط، قالت وانا ارغب بذلك...كنا فرحين لهذا الموقف مسكنا أنفسنا لكيلا نضحك بصوت عالي مع...قه...قهقه... مكبوتة.!! ا

واصل ابو ادم حكايته بأكثر حدَ كأنه يوجه الكلام لي ...ا

تعلمت من تجارب الحياة اليومية بان لا ابوح بسر لاحد ربما حتى أقرب الناس (ربما بعض الناس تشعر بالرضا إذا رحل وهو يحمل بعض الاسرار الخاصة به ...!)

يوم الاحد في المساء في هذه البلاد عادتا تبقى الناس في بيوتها او يزور بعضهم الاخر.ا

في المساء الساعة السابعة

سمعت ثلاث طرقات على الباب طق..طق..طق.... ذهبتُ باتجاه الباب نظرت من خلال ثقب الباب شاهدت انجيلا.. فتحت الباب بسرعة وناظرا خلفها صوب الشارع سألتها هل أحدا شاهدك وانت تأتي الى هنا وبلغة انكليزية مرتبكة وركيكة...ا؟

اجابت انجيلا وبلغة أيضا ضعيفة لم يشاهدني أحد كأنها تعيد ما قلته ...لا...لا لم يشاهدني أحد...ا تفضلي اجلسي هناك في المطبخ ...ا

سألتها ماذا ترغبين ان تشربي قهوة ام شاي؟ قالت بقليل من الخجل في عينيها اريد قهوة ... وأضافت اعرف انكم العراقيون تحبون الشاي كثيرا ...! قلت هذا صحيح جدا...! ا

سألتها من قال لك انا عراقي ...ا

قالت صديقك الاثيوبي ...!ا

جلست قبالها نظراتي تخترق كل شي بجسدها من العيون والشفاه.. وذاهبا بأقصى تخيلاتي ...قالت لماذا انت شاردا ...ولم تقل شيئا...!؟

قال صديقي ابو ادم (اشو انت هم شارد بذهنك ...بعيد...ربما شعرت بالملل...!)

قلت لا يا صديقي متشوق لسماع نهاية قصتك. ا

قال طيب سأكمل ما دمت راغبا بذلك ...!! ا



اعتذرت منها ...لابد ان أجد شي اتحدث به معها. قلت لها حدثيني عن نفسك ‍‍...! ؟ بضحكة غنج ودلال اه... اه. ماذا تريد ان تعرف!؟

قلت كل شي عنك...ا



قالت انني متزوجة حديثا قبل شهرين، عمري ثمانية وعشرين سنة كما تعلم ظروفي الاقتصادية والعائلية صعبة، حيث الان اسكن لوحدي تركت زوجي وعائلتي في مدينة اخرى خارج العاصمة (اديس ابابا) ..واو... ومع ضحكة دلال ماذا تريد ان تعرف بعد أكثر!؟

قالت لكن حدثني عن نفسك!؟ا

قلت ربما انا من ضيع عمره بالأوهام والاحلام...!! ا قالت لا افهم ما تقول!!؟

سألتها هل تريدين حقا سماع حكايتي؟ قالت نعم (يس)! قلت(اوكي) لكنها سوف تعكر أجواءنا الحميمة لأنها ربما حزينة ...ا

وبرغبة وبصرار منها...قول... ارجوا ان تقول شيئا ... ومسكت يدي بحنان ...حرارة الجسد ارتفعت. قلت لنفسي هذه ورطه!! كيف أحلها!؟ قلت سوف احكي لها حكاية مختصرة ربما أوصل لها ما اريد...! ا

عشت في ارض ملئ بالماء هذا الماء دخل بشرايين جسدي وامتزج مع دمي ...لعلي أعيش أطول فترة ممكنة فرحا بهذا الامتزاج ...لعل كثرة احلامي واوهامي قلل من امتزاج الماء بالدم والجسد لذألك أصبحت عروقي تجف رويدا. رويدا ... رويدا...! ا

قالت حكايتك حزينة مدت يدها على خدي مواسية ...مضيفة شيئا فيه مزحة جميلة انني

سوف أمطر عليك كثيرا َ...ضحكنا بعد حكايتي المملة والحزينة اتفقنا ان تأتي كل يوم أحد ما بين الساعة السابعة والثامنة مساءا لحين مغادرتي اثيوبيا ...!!ا

واصل ابو ادم الحديث كانهُ ينبهني من عواقب هكذا علاقة...! ا

لم يكن يعرف أحدا بهذه العلاقة من أصدقائها وزوجها وعائلته وانا ايضا لم يكن احدا يعرف من اصدقائي واقاربي وعلاقاتي الكثيرة الليلية مع النساء في جميع بلدان العالم. ا

طبعا فقط انت الذي يعرف بذلك ...!!ا

قلت له شكرا على الثقة، لكن هل بقيت في اثيوبيا!؟

اجاب ابو ادم طبعا لا...!!ا

سألته اذن كيف رجعت ؟

اجاب انا لم أكن اصلا هناك...!!ا

صباح اليوم نهضت من النوم وذهبت الى الحمام ( لأخذ دوش ينسيني تعب الرحلة الطويلة...)

_____________________________

ابو ادم شخصية عراقية واقعية بحكاياته يحاول يمزج الواقع بالخيال*

جاء الى السويد لاجئ في عقد السبعينات (1970)

ُ