يتمثل الشكل  الجمالي في السرد ,  في براعة نسيج  الصياغة الفنية , في لغة مغناطيسية تشد القارئ بتلهف , وتحفيزه الى متابعة احداث الحدث السردي ,  في ديناميكية متصاعدة في درامية تفاصيل الحدث وتطوراته المتلاحقة  , وكذلك براعة الرؤية الفكرية والتعبيرية الدالة بشكل بليغ , التي لامست الاحساس الملتهب بمشاعره الانسانية  الداخلية , والضمير الحي في تصوير معالم النص السردي وخياله الفني الواقعي  بكل جوانبه  ,  ليعطي جمالاً لدور الاديب الملتزم تجاه قضايا الناس والوطن , بالشعور الانساني المتضامن  , كأنه يتعايش مع تفاصيل الحدث السردي في داخل مشاعره ,  بكل تفاصيل المعاناة والظلم والحرمان الكبير  لشريحة كبيرة من الشباب , الذين امضوا زهرة شبابهم من أجل الحصول على الشهادة الجامعية , وحين تكللت  جهودهم بالنجاح في نيل الشهادة الجامعية , وجدوا انفسهم امام  أبواب الحياة موصدة  في وجوههم , كأنهم فائضين عن الحاجة والطلب والقيمة الانسانية  , مما يفجر الاحتقان بدواخلهم بالإحباط والخيبة ,  بأنهم أصبحوا ضمن جيش العاطلين , مما يزيد من معاناتهم وبؤسهم و فقرهم  وعوزهم , بأن دروب الحياة جفت ويبست بشكل لا يرحم  , هذا الشعور يعمق الفجوة والشرخ الكبير ,  بين الواقع وشباب  المستقبل , أن يصبح مصيرهم مجهول الهوية, مما يزيد القهر الحياتي الذي يتفجر بداوخلهم , في مطالبهم  البسيطة , التي تقرها الشرائع السماوية , بالخبز والعمل والحرية . وحين يعبرون عن  معاناتهم بالتعبيرالحر أو التظاهر  السلمي , نجد سوط الإرهاب والبطش يترصدهم  في كل زاوية  . كأن الواقع ضد التعبير عن نيران الظلم والحرمان والحيف ( فكان التظاهر وسيلة العاطلين الوحيدة ليطالبوا بحقوقهم بعد تخرجهم من الجامعات.. فقد اكلت معاول السنين أجمل محطات أعمارهم الفتية ونبذتهم ساحة عمال البناء وذاقوا لهب سياط العوز والفاقة..) ويصبح صوت القمع  ورعيده  المخيف ,  هو الوسيلة لخنق الأصوات الشابة وإجهاض تحركاتهم السلمية في مطالهم الشرعية والبسيطة , يرفضون أن يصبحوا من جيش العاطلين , هذا الرفض يواجه بالقسوة المفرطة (  حتما سيكون التظاهر وسيلتهم الوحيدة وعزاء نفوسهم للتعبير عما يجول بخواطرهم المتعبة ومعاناتهم الأبدية مع الفقر الذي عصي الفكاك عنهم..) هذا الشاب الطموح الذي حصل على الشهادة الجامعية , اقترن بفتاة بعلاقة  الحب الصادق والعفيف , كان يرسمون مستقبلهم بالألوان الوردية , لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , فوجدت الشابة التي كان  يداعب قلبها الحب واصرت عليه بالبقاء , رغم ضغوط العائلة والعشيرة بفرض الزواج عنوة عليها , وكانت تعلل نفسها بالذرائع المختلفة , لعل تنفرج أزمة حبيها الشاب الجامعي , وكانت تغازل حبها وهي تتورد أوداجها بالفتنة والجمال  . كأنها سليلة  عشتار ( إله الحب ) ( بضفائرها السود وعقد يطوق جيدها ونظرة عينيها الصغيرتين الحادتين تبدو أجمل صبية رأتها عيناه.. عشتار (كما يناديها) أضناها تعلقها به ولوعة روحها.. لكن أحلامها تبقى نقية..) وكان يأكلها القلق والهواجس المخيفة على حياة  حبيبها الشاب , وهو ينغمر في حماسته في الانخراط بالتظاهر السلمي , يطالب بحقه الشرعي في فرصة العمل , ورفض أن يكون من جيش العاطلين , والتظاهر السلمي الوسيلة الوحيدة للعاطلين , فكانت تخاف عليه من العواقب الوخيمة  , وخاصة ادارة سلطة الواقع , تعتبر التعبير بالرأي الحر  والتظاهر , جريمة لا تغتفر , ونسوا كلام سيد البلاغة الامام العظيم علي ( ع ) يقول ( الفقر في الوطن غربة  ) فكيف  الخلاص من الواقع المأجور ,  الذي ينشر زعانفه واخطبوطه بالإرهاب والقمع , فكيف السبيل والمخرج ؟,  حتى مصباح علاء الدين  رمي في اعماق البحر !! . هذه دوافع الخوف والقلق على حبيبها الجامعي / العاطل, اضافة الى الضغوط الهائلة من العائلة والعشيرة في ارغامها على الزواج عنوة . لذلك انها تعيش محنتين في آنٍ واحد ,  أحدهما أشد ضراوة من الاخر  , هل هناك سبيل تطرح اسئلة كثيرة على نفسها , ولكن دون جواب .