21-08-2024

ذهبنا انا وصديقي ابو ادم ( المغُترب) بنزهه الى البحيرة القريبة التي تبعد عشرة دقائق عن بيتينا ...ا

الجلوس قرب البحيرة وبحضن الطبيعة الخلابة تجعلك تتأمل في حياتك التي عشتها وما بقية منها ...!!ا

قال  ابو ادم  موجها كلامه لي ... تعرف يا صديقي  ...  جلوسي قرب البحيرة في الطبيعة اشعر انني جزء من دورة الحياة ...! ا

قلت يا صديقي يبدو أنك منسجما  مع  الطبيعة في ما تبقى من عمرك...ا

ربما اتفق معك فانا لدية نفس الشعور.. لكني ليست متأكدا ...!!ا

قال   ...شكرا ...على الرغم أنك غير متأكد... لكن متفق معي لأول مرة ..!ا

واضاف انسجامي مع الطبيعة وتصالحي الى حد ما مع الناس.. جعلني أبدى افكاري بحريه...!ا

قلت يا صديقي  يبدو كنت غير منسجما ومتصالحا ...في السنوات الماضية من عمرك...ا

اجاب صديقي  ...هذا صحيح الى حد كبير جدا...!!ا

منذ الطفولة وبراءتها كانت تسير ظروفي الشخصية بما ينسجم مع  الظروف والبيئة التي اعيش معها من الاعراف والتقاليد الاجتماعية الإيجابية والسلبية , وهذه هي طبيعة الحياة  في اي مجتمع ...!!ا

وحتى فترة الصبا والشباب ...لم اشعر انني  اخترت رائيا بحرية دون تأثير من أحد ...او  الهروب و الهجرة مضطرا الى بلد اخر، لم يخطر ببالي ...! ا

وبإشارة بإحدى يديه الى السماء... !!ا 

قال انظر الى الطيور البرية المحلقة,كيف تترك موطنها واعشاشها ,وهي تقطع مسافات طويلة الألاف الأميال، تبحث عن ظروف وبيئة مناسبة وموطن اخر...لتستمر معها دورة الحياة...  متأملة ان  ترجع في السنة القادمة الى اعشاشها وموطنها الاصلي ...! ا

وبنظرة جدية لي ...يبدو لها معنى ...!! قال صديقي ابو ادم ...لكن البعض من الطيور لا تستطيع مواصلة الطيران لمسافات طويلة، فتحط في أقرب مكان يؤمن لها الماء والغذاء ...ا

قلت يا صديقي مازحا معه ...لماذا لا تطير وترجع الى موطنك الاصلي ..؟

قال كما تعرف يا صديقي وظلي الذي لن يفارقني  , الان تجاوزت العقد السابع من عمري ...!ا

لا رفيق إلا ظلي )

وظلي غَدا قمراً ضريراً

--- ---

---   ---

احيانا يتسلقني ظلي

يزعجني  ... يدور حولي ثملاً بدفء احلامي .*)ا

---   ---  ---

رحلتي وهجرتي واحلامي مع الاخرين مشابه لهجرت الطيور تلك ... التي هي متوارثة عن الاسلاف ,للوصول الى الاراضي التي  تقضي  بها فترة القحط والجوع وحرية الطيران في الموطن الاصلي ...! ا

كما تعرف وصلت الى هنا في عقد السبعينات , مع عدد غير قليل من الاصدقاء الذين لديهم نفس الاحلام والأمنيات.  .. في ايجاد بيئة اجتماعية سليمة وعيش لائق ,لكن هذه الاحلام لم تجد لها موطئ قدم في تحقيقها في موطني الاصلي ...ا

قلت يا صديقي (المغُترب ) لديً سؤال محرج وربما مزعج لكَ ...!؟

قال  ...تفضل ...أسألتكَ المزعجة ...ليست بجديدة عليً...!!ا

قلت يا صديقي... ارجو ان تجيب بصراحة ...هل طاب العيشَ لكَ   ولأصدقائك هنا ...؟

قال يا صديقي ( المُنكد )عليً عيشتي في الباقي من سنوات عمري ...ا

حقا اعترف لك ...نعم  طاب  العيش  لي شخصيا هنا  ..وهذا ما كنت اطمح له واتمناه مع اصدقائي ...!!ا  يقول أحدهم  ( الورود والازهار الجميلة تنمو إذا كان هناك من يعتني بها ...!)   

واضاف موجها كلامه لي ...لم اعد احتمل الرجوع ...لأسباب عديدة منها  البيئة  والظروف الطاردة , والعمر الذي تعدى السبعين  واو...!؟

بسؤال وعتب  من ابو ادم...هل انت  مرتاح  لجوابي ام لا...؟

قلت يا صديق عمري المتبقي  ربما اتعبتك  معي بأسئلتي الصريحة , لكني مرتاح لجوابك ..لأنه ( بدون لف ودوران ) كما يقول المثل الدارج..!!ا

واضفت  ...لكن ما حلَ بأصدقائك ...؟ هل طاب العيش لهم ...؟ام رجعوا الى بلدهم ...؟

قال يا صديقي الفضولي ...كما تعرف كل حسب ظروفه وراية الخاص.! لكن الغالبية طابت لهم الظروف هنا ...! لكن ربما لم يصرحوا بها علنا ...!!ا

كما تعرف لم يبقى لنا   اٍلا ذكريات الماضي نتحدث بها ...لكن كما يقول الناس (غربة المكان... هو أنك لم تجد سعادتك وراحت بالك فيه...!ا)

يا صديقي المشاكس أنك تثير احزاني ...ربما لا زالت جذوري مبلله بماء الطفولة النقية ...ا

يا صديقي اللدود اتعبتني بظلك ...وصيتي عندما يأتي حتفي اجعل جسدي واقفا لا ممدداً لكي ارى في الافق البعيد ...هناك ...هناك... طفولتي البريئة...ا

_____________________________

الشاعر بدل رفو*