( نحن مجانين إذا لم نستطع ان نفكر...ا)*

حدثني صديقي ( المغُترب) ابو ادم عن اتصال مع اخته التي تشكو له بكلمات بسيطة ظروف الفقر وعدم المساواة بين الناس .وكادت تشك بعدالة الاله الذي خلقها كما تعتقد وهي تستخفر ..!ا

وبشيء من الفكاهة والعتب وربما السخرية، قالت ( ربك اللي ما حقق المساواة بين الناس تريدون أنتم...تسوون مساواة بين الناس ...).؟ا

قلت يا صديقي يبدو السؤال محرج ...وتستحق ذلك ..لأنك ربما دائما تُنظر عليها بالمساواة بين الناس ..!ا

قال يا صديقي المتشمت ...يبدو أنك سعيد بهذا الموقف ...!!ا

قلت لا طبعا ...فانت صديقي الوحيد الذي لا يفارقني ...ا لكن ماذا كان جوابك...؟

اجاب التزمت الصمت لحظات... وقلت لها ,منذُ بداية وجود البشرية على الكرة الارضية قبل ملايين السنين , رغم انها بدائية كانت الناس تسعى بوجود عدالة فيما بينهم. ا

قالت اختي (خوية هاي كبل اسنين لاجن احنا نحجى اليوم وهسه كلشي موجود...)

قلت يا اختي العزيزة حقك عليَ نحن نتحدث عن اليوم , منذ ذلك اليوم ولحد الان زادت البشرية ,ووجدت الناس لها أله واديان ومقدسات متعددة لكي تحمي نفسها ومصالحها. وهذه جميعها فرقت الناس فيما بينهم .. والتي اعطت امتيازات للبعض على حساب البعض الاخر ...!ا

قالت (خوية الصدك كلشي ما افتهمت...!)

قاطعت صديقي ( المثقف !!) لا زلت تُنظر على اختك وهي على كد حاله..!ا

قال يا صديقي ( الفهيم )ماذا تريدني ان اقول ...؟

قلت المفروض تقول ما تعتقد انت في المساواة ..! او اسأل اختك ربما لديها الجواب...!؟

يا صديقي الناصح ...هذا ما فعلته , سألت اختي لماذا لا توجد مساواة بين الناس ...؟

قالت ...( خوية ابو ادم اعرفك تريد توديني للمشاكل وانا على كد حالي ...ا

وانت في بلاد الغربة تحجي بكيفك ..(لكن خليني اكول بكلبي وما بكى بالعمر شي ..) ا

قلت قولي انا سامعك ...ا

قالت احنا الفقراء رضينا من رب العالميين , بإعطاء الامتيازات لبعض البشر,مثل الانبياء والائمة والاولياء...واحنا بقينا على حالنا ..)ا

لكن اليوم صارت كله عنده امتيازات عند رب الدنيا ,واحنا بقينا على نفس الحال (هي هيجي المساواة بين الناس ..مو ...طاح الحمل اللي على اجتافنا ...)ا

حتى القبور ونصب واقامة العزاء للمتوفين لها امتيازات ,تختلف عنا احنا الفقراء, ولا إلنا رب العالمين يساعدنا ولا عبده الفقير !!. ( نايم وحلوة نومته ) وهي تستخفر رب العالمين بهذه القول ..).ا

قلت لأختي ...لم افهم قصدك ...؟ اقامة العزاء للمتوفين لها امتيازات...!!ا

قالت (اي خوية الناس تتباها من يجبيه مسؤول كبير... رئيس حزب, شيخ معمم ,رئيس عشيرة وتسويلة الذبايح ...ومن يموت مسؤول ...اليصير المعزيين أكثر ويصير الناس تمدح بالمتوفي توصله جريب السماء .وتنشر اخباره بكل مكان وتحسبه امتياز إلها حتى لو كان حرامي.او فاسد ..!)ا

قالت (خوية بعد مابية حيل احجي ...)ا

قلت اسف اختي تعبتك معي ...لكني تعلمت الكثير من اللي قلتيه...!!ا

بعد ان أنهى حديثة وهو يسحب نفس عميق اه. اه.. وعلى وجهه ملامح الحزن.ا

قلت يا صديقي ...(يبدو أنك تبحث عن الهم والحزن...)...لابد ان تفكر بان تعيش سنواتك المتبقية بسلام ...ا

بسؤال فضولي ..... لكنك لم تقول رأيك انت بالمساواة بين الناس ...؟

قال صديقي ابو ادم بعد سحب حسرة طويلة ...اه ...اه...اعتقد اختي اختصرت لي الكثير من الكلام اللي اريد اتحدث عنه...ا

قلت يا صديقي ( المغُترب ) ...لا تتهرب من سؤالي..؟

قال يا صديقي لا أستطع الهروب منك ومن اسئلتك ,ما د مت معي في كل مكان ..!ا

كما تعرف نحن لا نعيش في مدينة افلاطون الخيالية الفاضلة ,وربما الكثير يتمنى ان يعيش بسلام ووئام وناسها طيبون . لكن الواقع يقول شيئا اخر .ا

بوجودنا هنا ربما تجاوزنا القليل مما ورثنا من الشرق من تقاليد اجتماعية وثقافية ,لكن لا زالت مترسخة في عمق تفكيرنا ,اعطاء اهمية كبيرة للمسؤول (كمسؤول سواء كان في وظيفة عامة او حزبية ليس كانسان...!؟)

قلت يا صديقي ابو ادم هل برأيك... سوف تتحقق المساواة يوما ما في المستقبل القريب او البعيد ...؟



قال صديقي بعد ان تامل في وجهي مبتسما ..لا لا في القريب ..ولا البعيد..لكنه يبقى حلم رائع للإنسان ..!ا_

--------------------------------------

الفيلسوف افلاطون*