أجرى الزميل الكاتب والشاعر شريف الشافعي (مصر) استطلاعا، لصالح مجلة كتاب الصادرة عن هيئة الشارقة للكتاب، تحت عنوان (لحظة الكتابة ... طقوس متعددة لسحر واحد)، وجه فيه سؤال (ماذا تعني لك لحظة الكتابة؟)  على مجموعة من الأدباء العرب، (في محاولة لسبر أغوار هذه اللحظة الغامضة، والمتأرجحة بين الإرادة والعفوية) .

هنا مساهمتي المنشورة في العدد 82 ، شهر آب 2025:

اندفاع الحالة

يرسم الروائي والكاتب العراقي المقيم في فنلندا، يوسف أبو الفوز، لحظة الكتابة لديه بقوله:

«أنهض عادة مبكر ًا جّد ًا، فساعات الصباح الأولى عندي مقدسة. وعموماً أكتب باندفاع حين أكون وحدي، مستثمرًا هذه الحالة، دون مقاطعة»، متابعاً «أستمع للموسيقى كثير ًا أثناء الكتابة، وعادة أختارها بعلاقة ما مع النص. مثلا حين عملت على نصوص عن الحرب العراقية الإيرانية، كنت أستمع لأغاني الحرب، وعلى العموم فأغاني فيروز تكون حاضرة والموسيقى الكلاسيكية لتمنحني هدوء لامتصاص التوتر أثناء العمل».

ولا يضع أبو الفوز جداول للكتابة، لكنه تعلم من نجيب محفوظ أن يعمل سجلا خاصا، أو «سجل نفوس» للشخصيات، ينمو ويتكامل أثناء العمل، يتضمن اسم الشخصية وعمرها وصفاتها الخارجية ونوع ملابسها، وعلاقاتها، وأصدقاءها، وغيرها. ويكمل: «روايتي (مواسم الانتظار) ــ دار المدى بغداد 2022 ــ مثلا تتناول تاريخ العراق في حقبة حزب البعث من أربعينات القرن الماضي حتى نهاية التسعينات، وبدون هذا السجل فالكاتب والقارئ قد يضيعان في لجة الأحداث، لسعتها ولكثرة عدد الشخصيات. ولا أخطط للمشاهد والوقائع، فقط أختار الزمان والمكان ليكونا متوافقين مع سياق العمل الروائي، وأترك كل شخصية لتكتب نفسها».