موسكو 14/1/2018

إلى غزة الصامدة

عليها الصلاة والسلام

**********


لو أنهم حقًا،

كما قالوا انتهت،

وستلقى حتفها

وبما آلت إليه،

ابتلت

مرة أخرى أقول

لم تزل

تشعل الآمال

بالنبض وبالحب

من سدرة الوجع التي

منها تغذت،

ونمت

فلم تندم

ولن تندم

يومئذ هرعتْ،

مغاضبةً،

لما تفجَّر جُرحها وجعًا

بوجهِ الريحِ،

كسَّرَ الصمتَ الزجاجيَّ

والأصنامَ

والغيهبَ الحجريَّ

على مرأى الرواةِ

ووعّاظِ السلاطين

وعشّاقِ الجواري

في فصولِ الدّمِ

والشّعراءُ الزُّورُ

في قَصْرِ الخليفةِ

إذْ عُرِفَ

السّارقُ المعلومُ الهويّةْ

الْمُجْرِمُ الأوّلُ

والآخرُ

في مَسْرحِ المأساةِ

القديمةِ

والحديثةِ

ذا عدوُّ اللهِ

والصُّبح

وخصمًا للضياءِ،

فأعشاشُ البلابلِ

شاهدٌ ..

في محكمةِ القضية

إنه اغتال الطفولةَ،

والأحلامَ

ودفاترَ الرّسمِ

والأقلامَ

عَنْ سِبْقِ ضغينةٍ

كي لا يكونوا حاضرين

فتُعرفَ الأسرارُ الخفية

شياطينٌ مِنَ الأشباحِ

والأوغادِ

من جِنِّ الأساطير

الخرافاتْ

والأنسٍ المُلثّمة

ومَنْ جاؤا مِن الأوباش

جند وكلاب

تجتاح بقاع الضوءِ

وأناشيد البلبل

وابتسامات السماء

كَفُّكِ سيدتي

حِمَمٌ وصاعِقةٌ

ومِدْرار نيازك

على الجلاد

نَزيفاً مِنْ شُهُبْ

والغاصب المحتل

وجْهٌ

وأنصاف الضمائرِ

آخَرُ

وعلى الأرض اليبابِ

خِصْبٌ ونَماءٌ

تَشْرَئِبُّ

ومما أشبعها الجُرحُ

مِنْ أَلمٍ

ومِنْ سَخْطٍ

ومِنْ غَضَبٍ

ومِنْ أَمَلٍ

وإيمانٍ وقُوَّةْ

نفَثَت ..

ما بين أضلعها الرقيقة

كالحمامة

من لهب

صخبُ الأطفال

والصرخات يعلو

أمْ

نفخة إسرافيل؟

أيقظ الأموات صداها

وأعاد للتأريخِ

أحرفه الصحيحة

وأزاح أوهامًا

مِنْ قيلٍ وقالَ وعنْ ..))

مِنْ بين أطنان الكُتُبْ

فاستفاقت

بلظى القلب

وبركان الغضب

وثَمَّةَ أشياء لا تُقالْ

ضمائر سُمِّيَتْ

وأُخرى

تلفظ ما تَبَقَّى

مِنْ حياء..

إنَّكِ أنتِ

نعم أنتِ

يا رمز العطاء

والبطولة والإباء

فعيناك سماء الله

تجلت فيهما القدسُ

تبكيني وتفرحني

وتمسح عن وجهي السُّبات

وتوقظني، وترسمني

وترسم الشمس

لكي أصحو

أصابعُك السنابلُ

يا عهد *

أنتِ

علّمتِ المناجلَ في المواسمِ

معنى العطاءِ

وليس رجالٌ من خَشَبٍ

وسيوفٌ وخطب

______________

عهد* - هي عهد باسم محمد التميمي ( 2001- 31 يناير ) وهي ناشطة فلسطينية ضد الأحتلال ، من مواليد قرية النبي صالح ، برزت إعلامياً منذ كانت يافعة من عمرها ، اثناء تحديها للجنود الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للأستيطان ، فصفعت عهد جنديين اسرائليين مسلحين ، ما أدى الى أرسال عهد ووالدتها الى سجن شارون ، حيث سجنتا ثمانية أشهر .