الرسالة السادسة الى شهيد / ناصر الثعالبي                   

 رفيقي العزيز:

ها أنا اعد لك مائدة ألإفطار مثلما تعودت في السنين الخوالي أن تزورنا غبشاً

لتلقط عيناك مخاطر الظلمة من تسرب العيون والمخبرين فيها، ترسم دياجيرها نقاط علاًم لعودة متأخرة يفضحها الصباح، تتأبط متاعبنا وقلق أمهاتنا  ، فتنساب متمهلاً بخطوات ثابتة لتخط على الجدران شعاراتنا ،وتنشر مناشيرنا في الضيق من الدروب وبيوت فقراء الناس التي أنهكها قِدمها  ،فباتت غارقة في الشكوى، نازعة عنها طلاءها .في قيض لا ترد شمسه أمنيات ألفيئ.ها أنا أتذكر حين تستخم مقطعا شعريا قاله رفيقنا الشهيد المفقود (ابو سرحان) دائماً (الزغار اشلونهم يبني ..؟؟) فأرد (الزغار إكبار صارو والشوارب دجت إلهم سود)

نسيت أن أخبرك لشدة الدهشة التي حيرتني لقدومك مبكراً،أهي روتينية ألِاحتفالات بيومك المجيد  ؟أم انك تريد أن تخصني بأسرار رفاقك الخالدين وعذاباتهم من الذين أهملوا أمنياتهم فصافحوا جلادي ألأمس  ؟وزينوا أحذيتهم بمجد سلطة فرشت للأمبرالية سجادتها الحمراء. آه كم عصي ذلك الزمن الذي كنتم فيه تسيرون في الشوارع هتافين للوطن وأمنيات الفقراء،؟  ألناس يارفيقي ذاكرة متوارثة، فهي من تصنع التاريخ وترسم أمجاد الصادقين . عزائي أن شبابا نهضوا حاملين رايتكم ببسالة في تلك الدروب التي طهرتها اقدامكم ،متناثرين مثل لقاح  منثورعلى مياسم الرؤوس لتحضير ولادة جديده، تعيد ما ضاع منا في مخاضات الخذلان وسوء التقدير.

رفيق العزيز :دعني أمد يدي اليك لتمسح عني خور العمر وهزيمة الذاكره،فلربما أمد يدي – أنا ألآخر – للآخرين، الذين لم يروا النور القادم في نهاية النفق بعد!