في احدى القواعد الخلفية، في عام 1981، كان الرفيق أبو مكسيم هو القائد العسكري لمقر تلك القاعدة. وأبو مكسيم الذي اتحدث عنه، رجلا أميا ذو منشأ فلاحي من احدى القرى النائية من مدينة الموصل. انخرط في حركة الانصار الاولى بعيد انقلاب 8 شباط الدموي من عام 1963، بعد أن هرب من الجيش العراقي حيث كان برتبة عريف فيه قبل الانقلاب، وعاد للالتحاق ثانية بالحركة الانصارية في عام 1979، ومنذ بداية تشكيلها.

ابو مكسيم تجاوز العقد الخامس بقليل، خاض معارك عديدة ضد قوات جميع الانظمة الرجعية والدكتاتورية من خلال وجوده في حركة الانصار المسلحة. يمتلك الرفيق ابو مكسيم خبرة وكفاءة عسكرية ، اضافة الى شجاعته واقدامه، والتزامه بقواعد الانضباط  العسكري والسياسي. رجل بسيط ، قدرته على التحدث بالعربية ضعيفة جدا ، لذلك لا يتمكن من التعبير عن افكاره وارائه بسهولة.

كان ابو مكسيم مولعا بترديد مثل شعبي وعلى الدوام، هو (( اكبر منك بيوم ، افهم منك بسنة ))، وكان يذكَر به كلما اراد ان يوجه او ينصح شخصا مهما كان مستواه، وكان شديد الاعجاب، بل والقناعة بذلك المثل الشعبي.

ومن المفارقات المثيرة في حياة هذا الرفيق الطيب القلب، وهو من ابناء قرية يحكمها ويتنفذ فيها مشايخ الاقطاع منذ عشرات، بل ومئات السنين، انه منح ولده الاكبر اسم مكسيم!، كما منح ولده الاصغر اسم دارون!.

في احدى الليالي، جلس بعض ((الخبثاء))! من الانصار، وفي مقدمتهم الفنان ( ق. س. )، وقرروا ان يتوصلوا الى كم مرة ابو مكسيم يفهم اكثر منهم!، قياسا لاعمارهم وبالمقارنة مع عمره، انطلاقا من مثله الاعلى ( اكبر منك بيوم ، افهم منك بسنة ).

ومن باب التندر، ومشاكسة ابو مكسيم الذي يحبونه كثيرا ويحبون معشره وممازحته، اجتمعوا وشغلوا ادمغتهم. استخدموا الرياضيات المعاصرة، حتى توصلوا الى نتيجة مذهلة جدا، انتشرت بسرعة قياسية في اليوم الثاني، وهي:

ان ابو مكسيم افهم من كل واحد منهم بـ (( 9, 733, 519 )) مرة. وحالما سمع ابو مكسيم بتلك النتيجة الكبيرة، حتى توقف عن ترديد المثل نهائيا.

الرفيق ابو مكسيم، استشهد في معارك بشتاشان في ايار 1983، كما أغتيل شقيقه في قريتهم ( كريبان ) من قبل اغوات القرية بسبب وجود شقيقه الشهيد ابو مكسيم في حركة الانصار.