ذكريات .... عن ايام الشباب والنضال ...  الحلقة الثالثة ...!/ابو زياد هاني

القهوة السودة (المقهى ) ما كان اسمها هذا طبعا , نحن من اطلق عليها هذا الاسم لان مقاعدها وكراسيها لبست بالجلد الاسود .. كان العراقيون يرتادوها حتى اصبح عمالها  يعرفون الطلبات .. هناك تعرفت من خلال اكرم على بعض العراقين منهم  سلام . هكذا كان يسمى..!  وغيره كثير منهم شخصيات معروفة كالفقيد  الشاعر شاكر السماوي .. كان  الرفيق أكرم دليلنا فقد وصل قبلنا  الجزائر لهذا  يعرف اكثر منا  ..! العزيز ابو جرير ينتظر قدوم اخيه الدكتور صديقي العزيز لاحقا  فايق البادي  وانا انتظر اللقاء  بالحزب . كان اكرم يسال بدون انقطاع عن رقم هاتف اخي يريد معرفة  ارقامه الاولى على الاقل  لمعرفة في اي مكان هو يقيم  لكني اعتذرعلى الدوام  متحججا   باني لا احفظ الرقم وانه في الجنطة ... مر يوم الجمعة سريعا , وجاء السبت بعده طبعا ..! ذهبت الى البريد مبكرا ولوحدي هذه المرة فقد عرفت كيف اتصل ! رفعت السماعة .. مرحبا  .. الاخ مثنى الحمداني ؟ نعم انا هو ..! انا قادم من العراق واود اللقاء معك ..اين تقيم ؟ في نزل لالة خديجة ... اعرفه ..! نلتقي الساعة الثامنة مساء عند بابه  .. سيارتي رينو بيضاء .. الى اللقاء ... كدت اطير من الفرح والسعادة ,, ياليتني طرت ..!’’... اخبرت العزيز ابو جرير , فرح هو لفرحي , اعتقد انه فرح اكثر مني.!! فهو انسان حقيقي ...! قضيت اليوم وانا افكر . كيف سيكون اللقاء ؟ وهل  ؟ سياخذني معه واكون كما قيل لي في احضان الحزب الدافئة الحنونة ............! المهم كنت سعيد كل اليوم , مرتاح  , اطمأن قلبي كثيرا هذه المرة ... منتظرا  الموعد  بفارغ الصبر حتى جاء الوقت . تركت  ابو جرير ينتظر ونزلت مسرعا .. كان الرفيق انيق , وسيم  بنصف لحية وسيارة بيضاء نظيفة , شكله ومظهره  بشكل عام يدل على انه مسؤول .. عرفته ..! مرحبا .. سالني   .. اجبته ...صافحني بحرارة .. اركب .. ركبت .. دارت السيارة وتحركت . لا اظن انه غير الغيار حتى توقفت السيارة . نزلنا ودخلنا القهوة السودة . خلال هذه الدقائق ونحن بالسيارة والقهوة السودة  كانت له اسالة .. شهادتك ؟ ماذا يمكن ان تعمل ؟ كم لديك من الدولارات ؟ وغيرها من الاسئلة .. بعدها .. ساعرفك على رفيق  سيكون صلتك بالحزب  ويقدم لك كل ما تحتاج ...بعد لحظات دخل ,,سلام ,, سلم وجلس .. لاحظ الرفيق  ان سلام سلام عليّ  .. يدلل على اننا نعرف بعض .. تسائل .. هل تعرفون بعض ؟ اجبته نعم تعرفت عليه هذه الايام وانا انتظرك .. طلب منه مساعدتي بالبحث عن عمل  وضرورة  الاتصال  بالطلبة اللبنانين في اتحاد الشبيبة الديمقراطي الساكنين في الاقسام الداخلية في بن عكنون .. فعطلة نصف السنة بدات وقد سافر بعضهم  الى لبنان ...ودعني , وتركنا  انا وسلام  وتوارى .... بسيارته النظيفة  ولم التقي به او اسمع عنه ابدا .. ( بالمناسبة لدي الان سيارة اكبر من سيارته واجمل  كما انها احدث طبعا و لونها اسود ....!! ) انتهى اللقاء مع الرفيق سلام . عليّ الذهاب الى الفندق . ماذا ساقول الى ابو جرير  وهو ينتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء .. يجب ان أمثل ... يجب ان تكون هناك قصة .. فهو ليس  شقيقي  وانما نصف شقيق من ابي وعلاقتنا معه ليست جيدة وقد بعثني ابي اليه لاطمان عليه فقد انقطع عنا  لفترة .. هذا يعرفه  ابو جرير فقد اخبرته بذلك وانا ابرر عدم حماسه باللقاء والاتصال وانتظاري هذا الوقت مقارنة به وهو ينتظر اخيه الدكتور ..  جمعت كل  ما لدي من شجاعة  وقدرة على التمثيل ودخلت غرفة ابو جرير لكي اقص عليه واقول .. لقد التقيت صديق  اخي واتفقنا على ان يلتقي بي عندما يعود فهو ليس قريب الان .. وانهيت الحديث وانا  اتظاهر بالحزن .. ضرب ابو جرير كفيه ببعضهما لاعنا هذه الاخوة الغير حقيقية شاتما اخي رافضا كل الحجج ... حزن ابو جريركثيرا بعد ان كان فرح متفائل باللقاء ... مرت الليلة بسلام فقد خرجنا مع اكرم وقيضينا الاحد ونهار الاثنين كما تعودنا  نجلس بالقهوة السودة ونلتقي  بالاصدقاء الجدد وندور في الشوارع القريبة في مركز المدينة ونسمع  الجزائرين وهم يتحرشون بالبنات الجميلات قائلين مفردات غريبة , مباشرة مسيئة لم نألف سماعها  نحن اهل الشرق ونخجل ان نقولها .. كانت الفتيحات والجميلات والمليكات .. جميلات فعلا  ... فالفتيحات  جمع فتيحة وهكذا الاسماء الاخرى .. كان معظم  البنات  بهذه  الاسماء ...ما ان تنادي وتقول  جميلة مثلا حتى ترى ان نصف البنات بالشارع  تلتفت اليك ......وهكذا .. اما الشباب فمعظمهم غير وسيمين وكثير منهم شرانيين .. تعرض الكثير من رفاقنا الى مشاكل معهم , وهناك الكثير من القصص لا اود ذكرها .. يبقى الجزائر وشعبه من استضافنا وقدم لنا الكثير ونحن بامس الحاجة الى الامان  فقد وفره , وكذلك العمل وحسن التعامل فالشعب بشكل عام ,, وهكذا الشعوب ,,  طيب ومضياف  .. وكانت لنا معهم علاقات طيبة وجميلة .. لدي اصدقاء احن لهم .......يتبع ...