كانت ... قصة شهرين من حياتي ..!24 / هاني ابو زياد   

كانت ... قصة شهرين من حياتي ..!
14 اب – 14 تشرين اول 1988...24
تركنا الرفيق مخلص على الجبل ينتظر الليل ونزلنا . قبلها دفن الرفاق ذكرياتهم ومذكراتهم ونتاجاتهم الادبية وكل شيء يتعلق بالشخصية وكذلك الصور واي وثائق تشير الى هويتنا الحزبية , باختصار كل شيء له علاقة بالمرحلة السابقة من حياتنا فامامنا حياة جديدة لا نعرف شكلها ..!!!!! سندعي , باننا بيشمركة من محلية شيخان للحزب الديمقراطي الكردستاني . للتمويه , ولان الاغلبية لاتتكلم الكردية . . معنا 7 رفاق اكراد الرفاق مام احمد و اخويه , و ولديه , والرفيق ابوخالد الخياط والرفيق الفقيد هوكر ..وهناك من يتحدثها كالرفاق الند ومنار وكذلك كريم ... والبعض الاخر وسط كالرفيق فياض وابو فاتن واخرين وهناك من لا يعرف سوى , جوني باشي , كالرفيق ابو سلوان . نزلنا التقينا بالقروين , اكراد من تركية تكلم معهم الرفيق الفقيد ابو فلمير . جلبوا لنا طعام وارشدونا الى الطريق لكي ندخل الاراضي التركية ونسلم على اننا لاجئون اكراد ..اكلنا واغتسلنا على ان نتحرك بحدود الساعة 3 ...تحركنا بالوقت ..قبلها قال الرفيق ابو سلوان ان لديه 1000 دولار و1000 دينار وهي اموال الحزب ربما ياخذها الاتراك لو وجدوها عندي علينا ان نوزعها على الرفاق ونجمعها لاحقا .. قلت ممكن . وزعت الدولارات على 10 رفاق واقتسمت الدنانير مناصفة معه , سرنا طابور طويل يتقدمنا الرفيق الفقيد ابو فلمير .. لم نكمل من الطريق الا بضع عشرات من الامتار بموازات الزاب داخل الاراضي التركية حتى جاء رتل طويل من ناقلات الجنود ومدرعات بالصوب الثاني من الزاب لتقطع علينا الجسر الخشبي على نهر الزاب .. ظننت انهم جاءوا لاستقبالنا وهذا ما كان , وصلوا قبلنا الى الجسر يتقدهم ضابط برتبة رائد او عقيد وخلفه ملازم اول وعدد من الجنود ومسلحين اكراد يبدو انهم جحوش .. توقفنا نحن قبل الجسر اشاروا لنا بالجلوس تكلم معهم الفقيد ابو فلمير يترجم له احد المسلحين الاكراد .. فهمنا انهم لا يقبلونا كلاجئين وعلينا العودة من حيث اتينا , وعن سؤال للفقيد اين نذهب ؟ اجابه الضابط الكبير روحوا .............! انتهى .... علينا ان نعود . رافقنا بعض من الجحوش واشاروا علينا .. ياتي نفر منكم الى القرية غدا ربما يساعدكم الملازم الاول المرافق للضابط الكبير فقد لمح الى ذلك . تركونا عند الحدود وعادوا .. علينا ان ننتظر الى غد وما سيقوله الملازم .. عاد القرويون وجلبوا لنا الطعام .. خبز وخروف واواني طبخ .. شعلنا نيران في ذات الوادي الصغير على الزاب والواقع على الخط الاحمر تماما ... سخن بعض الرفاق الماء واستحم ..نمنا ليلتنا هناك مع حراسات قام بها الرفاق كما العادة ..في يوم 3 تشرين الاول ذهب بحدود الظهر رفيقان هما الرفيق فياض والرفيق عابد الى القرية لمعرفة ما يمكن ان يفعله الملازم ..بحدود الساعة الثالثة عاد الرفيقان دون اي نتيجة ايجابية فلم يلتقوا بالملازم ولم يحصلوا على شيء سوى ان القرويين نصحوهم بان نذهب الى ايران وسيساعدنا سكان القرى من الاكراد ....ساد جو من الياس والحزن وغيره .. قلت لا مشكلة ان ضاقت علينا يمكن ان نعود الى كارة لدينا ارزاق تكفي لوقت ونعود .. قال الرفيق ابو سلوان الان نحتاج الى امر مفرزة ايده البعض وشكلنا هيئة تتكون من ابو سلوان الحزب والرفيق ابو فلمير فهو رفيق كادر حزبي ايضا ويتكلم الكردية ونحن نحتاج الى اللغة الان وانا كامر للمفرزة ..قبل الغروب هبط علينا الرفيق مخلص من الجبل عائدا .. قال لم اتمكن من المواصلة كما اني اضعت الرسائل .. لم نساله اين قضى ليلته ؟ وكيف اضاع الرسائل ؟ الوضع لا يتحمل ذلك .. قلت له تبقى معنا لا ترجع الى كارة لوحدك ابدا . قالوا يجب ..ولا بد .. لوحده لا يرجع .. لم يتطوع احد وكأن الامر لا يعنيهم . لكن صديق معنا قال انا ارجع معه ولا اعود الى هنا .. من كارة اذهب الى الدشت الى اهلي . هو الصديق ( الرفيق ) يزدين شقيق رفيقنا علي اليزيدي .. كتب الرفيق ابو سلوان رسالة الى القيادة ... تزودوا بالطعام والماء بعدها انطلقوا باتجاه كارة العظيم .. مع حلول الظلام جاء الرفيق الفقيد ابو الندى قال هناك شخص مسلح يقول اريد ان التقي بمسؤولكم .. قلت للفقيد ابو فلمير تعال نلتقي به .. عندما رايته عرفته فهو بيشمركة من منظمة الشهيد عكيد لحدك في منطقة العمادية اعرفه ويعرفني هو كردي من تركيا اسمه وهاب... قال انا يمكن ان اساعدكم .. قلنا هل ممكن الى سوريا .. قال ذلك صعب على الطريق كثير من المعسكرات .. يمكن ان اضعكم على الطريق المؤدي الى ايران يساعدكم الاهالي فهناك توجيه للقرى من حزب العمال بمساعدة البشمركة والاهالي من اكراد العراق .. طيب اتفقنا .. قال انا انتظركم الساعة التاسعة عند الجسر ..عدنا الى الرفاق قلنا .. اخبار سارة .. اجهزوا ... ! سنغادر المكان باتجاه ايران بعد قليل .. فرح الرفاق وعاد الامل بعد ان ياسنا واسودت الدنيا .. تحركنا بوقت مناسب . قبل وصول الجسر تقدمنا الرفيق كريم فهو يتكلم التركية ,, ليسوي الامر لو كان هناك مفرزة للجيش التركي او قرقول.. خلالها تنسحب المفرزة .. سارت الامور بيسر دون مشاكل عبرنا والتقينا بعبد الله هكذا قال مع ان اسمه غير هذا .. سرنا خلفه حتى وصلنا اطراف القرية قال انتظروني هنا ساعود .. انتظرنا ساعات حتى عاد . قال انه انشغل وسوف يرجع من هنا لانه لا يستطيع البقاء الى وقت اخر . عليه العودة الى الجبل فهو مطلوب من قبل الاتراك .. ارشدنا الى الطريق قائلا اذهبوا الى هناك وانتظروا الفجر , لاتشعلوا نارا ودخنوا بحذر هناك ربية , وقبل الفجر اعبروا هذه القمة الى منطقة تياري حيث القرى لديهم علم قولوا بعثنا عبد الله .. طلب الرفيق ابو سلوان ان نعطيه نقودا بدل خدماته .. اعطيته 70 دينار من ما احمله من نقود الحزب .. ودعنا وراح .. جلسنا ننتظر الفجر. في ساعة متاخرة نزل علينا مسلح من القمة قادم من تياري صاح فيه احد الرفاق تو كي (من انت ) كان احد عناصر حزب العمال .. جلس مع الرفاق يتحدث وانصرف قبل الفجر ... عند الفجر تحركنا وعبرنا القمة لندخل منطقة تياري صباح يوم 4 تشرين الاول 1988 ...يتبع