مذكرات بيشمركة - 63/ سعيد الياس شابو/كامران              

مفرزة أبو عادل الشايب السريعة!

2014.02.28

مفارز قادمة من الخارج والداخل الى مقر كوستا الشهير! والمفارز المتنوعة والتي تحمل ومحملة السلاح والاذاعة والأدوية ..! وكلما أتذكر الأدوية وأسمع بأسم الأدوية .. أتذكر الأدوية التي كانت متروكة ومعرضة لضربة الشمس! في المقر الصيفي الواقع بين توزلة وكاني زرد ! وكلما ذهبت وأشكي الحالة للرفاق المسؤولين و بالرغم من اني زائر في تلك الأيام للموقع .. إلا أنني أفلحت بذلك بعيد تقديم الشكاوي لخزن المئات من الكيلوات من تلك الأدوية والقادمة لأستخدامها للعلاج وليس تركها معرضة لحرارة الصيف والغبار الدولي ! علما نفق على نقلها الكثير والكثير من المبالغ النقدية من مصدرها وحتى وصولها الى المقر وذلك بواسطة الحيوانات !

فأما الرفيقان العزيزان في كوستا الملتحقان الجدد من منطقة خؤشناوه تى .. يا لروعتهما .. شباب بعمر الورود .. شباب القرية متحمسين للعمل لم يكن يعرفا ماهو المبدأ ولا الشيوعية ولا الحزب .. كلما شاهدوا مفرزة مسلحة وفيها شباب كانا قد تمنيا من أن يحملا السلاح ويصبحا  بيشمركة .. وكان الفرق بين سردار ومحمد من حيث الجوهر والاصغاء للكلمة والتعلم وحتى الالتزام مرئيا ومسجلا .. كلاهما يجيدان شد الحمل والتحطيب الجيد والعمل الفلاحي الملازم للعمل البيشمركايتي الأنصاري .. وليس من الغرابة بأن النصير محمد يقبل بكل أنواع الأكل أي الرز / التمن والمرق وما شاكالهما ، فأما النصير سردار .. فيكتفي بالخبز والشاي المحلى .. أي يجب أن يكون نصف الكوب سكر والآخر شاي !

تحية طيبة للشباب القرويين الرفاق الطيبين ، وسأكون سعيدا فيما لو أحصل أو أكون قد علمت منهم خبرا .

فأما البيشمركة الملتحق من قرية ملكان في مفرزتنا عام 1979 ، فبعد نزوله مع المفرزة في 1981 الى المنطقة .. ترك صفوف الأنصار وأخذ معه بندقية برنو .. ثمنا لخدماته كما أدعى فيما بعد .. أي بعد أن تابعته مفرزة لأرجاع وتسليم البندقية للحزب وحسب القوانين لا يجوز لأي كان من أن يطلب السلاح كتعويض بدل الخدمة .. إلا بموافقة الحزب ، فقال النصير العزيز حاجي / والحركي نهرؤ .. ألا أستحق بندقية برنو ؟ ثمن خدماتي طيلة هذه المدة ؟! ، تحية لأهل ملكان وتحية لحاجي نهرؤ .

وليس بالغريب من أن يكون النقاش حامي بين الرفيقين .. وأن يصفع الرفيق براجدي من رفيقه بعد المزح الزائد والتقليد ! ومن ثم الرفيق المضروب وهو قادر من أن يرد .. إلا أن الضحك والمزح كان البديل الأفضل للثأر الرفاقي.

كما ليس بغريب من أن يتمرض الرفيق ويتقيأ لأيام ويصل الى الحالة الخطيرة وأنت تنظر اليه بحرقة القلب وكسر الخاطر !

وأبدا ليس بالغريب من أن ترى رفيق مكسور الخاطر يترك المقر وهو يغادر المقر ويودع الرفاق وهو غير مقتنع بالمغادرة !

وما الضير من أن يهجم الكلب الشرس الرفيق النصير ومن ثم يجابه بالرصاصات !!!!! الصلي ومن ثم تصبح الحادثة مسجلة بالضد من مفارزنا ؟!

وليس بالغريب من أن يترك الرفيق عند الاستحمام بريده والنقود التي جلبها من الخارج لكي يسلمها للحزب حين وصوله القاعدة .. يتركها خارج الحمام وهو في الداخل ! والمبلغ لم يكن قليلا أبدأ ! ومن ثم يسلم المبلغ وبعد نصيحة رفاقية .. وهذا لو ضاع المبلغ لأتهم الرفاق أجمعهم ! ولكي لا يكون الموضوع لغزا .. قسم من الرفاق القادمين من الخارج يحملون البريد الحزبي الى جانب المبالغ المالية لتغطية نفقات الحزب ، ومن ثم عند الاستحمام وغسل الملابس وترك العدة خارج الحمام الى حد الانتهاء من العملية .

ولا فيها الغرابة .. !! عندما يضعون الثاليوم لك وأنت لا تتوقع أبدا من أن الشربت فيه السم القاتل وبأيادي قروية خبيثة !!

وليست من الغرابة من أن يأتي أبو حسين ( الضابط الأحراري) من الخارج وبالسرعة الفائقة لحاجة الأنصار والمكتب العسكري اليه ! ومن ثم يعود بسرعة رافظا الوضعية .. وبعد ذلك يقوم ويرتكب العمل الجبان .... ويستشهد خلاله 2-3 من بيشمركة الأخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وذلك لتقديمهم العون (لأبو حسين)سيء الصيت ويرميهم ومن ثم يسلم نفسه الى الربايا العراقية والفريبة من الحدود وهم في طريقهم للخروج الى سوريا !.

وهل الغريب في المسألة من أن تقطع المفرزة مسافة المئات الكيلومترات الجبلية لتأتي للأسناد للأقتتال الداخلي ومن ثم يتوقف القتال ولم تشارك المعركة ؟!

هناك الكثيروالكثير بحاجة الى تذكره ليصبح مادة و أحداث مابين السطور والعشرات من الأمور الأخرى المهمة أصبحت في خانة النسيان وكتمان الأسرار المهنية!

ولنعود الى المفرزة السريعة !

_____________

الأنصار البيشمركة الأدلاء .. شأنهم شأن الخبراء المعتمدين عليهم في أمور تخصهم ، والديل أو الأدلاء لهم أهميتهم  ومفاهيمهم وعالمهم الخاص والعام وابداعهم وتفهمهم للواقع ومن ثم تقديراتهم واستنتاجاتهم ومن ثم كيفية الخروج بالنتيجة وبأستخدام الجهود المضنية عند المستجدات والمتطلبات  والخروج بالحصيلة والأخذ بنظر الاعتبار عالم الخيار والحكمة والثقة النسبية  والحرص الشديد لتلافي الخسائر المحتملية نتيجة أخطاء قد يتوقعها الرفيق الدليل .

وصلت الى قاعدة كوستا مفرزة الرفيق أبو عادل الشايب / أبو علاء بصرة وطاقم المفرزة المتكون من الرفاق الأعزاء أبو جميلة / كوكب حمزة ، الدكتور أبو كوران  وزوجته أم صباح ورفيق آخر لا أتذكر اسمه ، وربما هنا يعتقد من أن تكون المبالغة قد نالت موطيء قدم في المسألة .. إلا أن الواقع كان أكثر من ذلك !

تحركت المفرزة السريعة وحسب ما أعتقد في بداية شهر آب من مقر قاطع بهدينان والى أن وصلتنا الى مقر كوستا .. راح ضحيتها أكثر من شهر ونيف ... ومن ثم استقبلنا المفرزة بالحماوة الفائقة والترحاب ومنذ اللحظة الأولى كان الارتياح من قبل الكل للرفاق القادمين وخاصة بعد أن عزموا رفاق المقر بذبيحة دسمة لكونهم يمتلكون النثرية الكافية لتغطية نفقات المفرزة السريعة والتي وصلتنا بعد مضي أكثر من أربعين يوما ... والطريق يمكن قطعه بالأيام الاربعة أو الخمسة ، ولكنهم أي الرفاق اتفقوا والكل عند حسن ضن الرفيق الشايب أبو عادل .

ومن ثم تكيفت المفرزة وأخذت قسطا من الراحة في مقر كوستا بحيث أصبحنا جزء لايتجزأ .. الرفيق أبو عادل المرح والمسهل للأمور والمحنك السياسي والمنكت والجاد لأمور كثيرة وبالرغم من وضعه الصحي التعبان ... إلا أنه قدير على الاتيان وخلق النكتة والموضوع والكل تكون راضية وبحق .

وبعد مكوث المفرزة مايقارب الشهر في مقر كوستا ونحن في آواخر شهر العاشر تشرين الأول من عام 1981 ميلادية من القرن المنصرم ، وإذ ببرقية تؤكد على حركة المفرزة بالسرعة الممكنة ووصولها الينا .. أي الى قاعدة ناوزنك ومقر المكتب العسكري والقيادة السياسية .

وبعد الدردشة ومن سيقود و يوصل المفرزة الى نيوزنك وبالسرعة المطلوبة وبأمان ؟! ونحن في بداية الشهر الحادي عشر من  تشرين الثاني الخريفي والزاهي في ألوانه وأوراق أشجاره الساقطة المحمرة والصفراء .. وكان الخيار من أن نوصل المفرزة الى نيوزنك واصر مام خضر روسي وقرر من أن نكون من ضمن المفرزة والأدلاء .. أي أنا وملا عثمان وكاكه شيخ وكان الشاب الرفيق أحسان ورفيق آخر ، علما الرفيق احسان كان قد مكث في المقر لفترة غير قصيرة وذلك لوجود مشكة في رجله ، وبعد التحسن وهو الآخر كان ضمن المفرزة .

مام خدر روسي آمر المفرزة ..

تحركنا من المقر وبأتجاه قرية ليلكان البرادوستية ... وقبل وصولنا القرية .. فكان مبيتنا في قرية بعد تجاوزنا روبارى / نهر الحياة ، نسبة الى قرية الحياة المطلة على ضفاف النهر القادم من الحدود ، وكان مبيتنا في القرية ونحن جميعا في بيت فلاحي واحد وربما كان شيخ القرية ، ومن ثم في الصباح التالي وكالعادة نشكر صاحب الدار المضيف ونحمد ربنا ونشكره على الديمومة وقطع المسافات الطويلة والجبال والسهول والهضاب دون انزعاج يذكر .. حتى لو كانت البطون خاوية من المقسوم والعيش بالأمل والمودة ولم نكن نفكر بالحياة المرفهة وحتى لا نحلم فيها لكونها مغيبة ومحظورة بالنسبة لنا ! المهم واصلنا الطريق في اليوم الثاني ... وهنا ربما تكون التواريخ قد تقدمت أو تأخرت .. إلا أن الواقع المسرود لا يقبل لا التأويل ولا التغير .. وكما عودتنا الحياة من أن نكتب كما هو ! ولماذا كل علامات التعجب ؟!

وفي قرية ليلكان أخذنا قسطا من الراحة لتبضع ما يمكن تبضعه من القرية وملآ الزمزميات بالمياه النقية ومن العين وعيون وينابيع كوردستان تتضائل مياهها نسبيا كلما تقربنا من الخريف الى أن تتساقط الأمطار والثلوج في فصلي الخريف والشتاء ومن ثم الربيع .

وهكذا استمرت المفرزة بالمسير المريح نسبة الى المفارز الاخرى مراعاتا بوضعية الرفاق ، علما كان الرفيق أبو عادل الشايب يستقل بغل سالم وغير مؤذي ويلتزم لكونه لا يترك جوعانا أو ضمآنا !!

وعصرا ... بلغنا قرية الشيخ والرجل الطيب محو شيخ زادة .. صاحب الطيبة والحاجبان والشوارب الكثيفتان  .. بيوت قليلة مطلة على مرتفع سياحي بين قرية ليلكان وجبل كوليت كوليتان الشهير ، وكان العم محو شيخ زادة متعاطفا معنا ومع كل البيشمركة ويعتبر موقعه حكومة مستقلة لكون الفلاحة والكسابة مهنتان مقتنعتان يجيدهما أهل القرى وهي كافية وتلبي الحد الأدنى من متطلبات الحياة القروية .

الدكتور أبو كوران / الكاف الثخينة

_______________

وبما أن الدكتور ( دختؤر ) معنا ... فهذا بحد ذاته انتصار للقضية ! ألا وهي قضيتنا الأنصارية .. وللدكتور الطبيب وزن خاص ومراعاة واحترام لا يقبل القسمة والمساومة .. كما كان لمام خضر روسي الاحترام ذاته في المنطقة أي منطقة برادوست وبالذات ده شتى / سهل هيرت ، الرفيق الدكتور النصير أبو كوران / بالكاف الثخينة ، وزوجته أم صباح ، هكذا كانت التسميات بالنسبة لهم .. طيبين للغاية .. وهذا لا يعني بأن الرفاق الآخرين ليسوا بطيبين ، وبمجرد وقوع كلمة الدكتور على سماع الشيخ مام محو .. فرحب بنا وموجها كلامه للرفيق النصير مام خضر ... مام خدر ..... ما تشوفون جارة للصبي الراعي والذي أصيب برصاصة مسدس أستقرت في ركبته اليسرى ؟!

وبعد الاستراحة وتناول الشاي ومجيء الراعي الصغير ... تم فحصه من قبل أبو كوران وهو مخاطبا الشاب الراعي ... أنت سبع مو ماتخاف ؟ وما تتألم .. طرة مخدر ماعندي .. أي لا أمتلك مادة تخديرية تذكر ، وهناك من استخدم الويسكي البديل عن المادة المخدرة لآجراء العمليات ! وبعد الترجمة من قبلنا وتعليق أبو عادل ومزحه .. فأخرج أبو كوران بعد فحص موقع الرصاصة المشكلة عائق أمام سير الراعي الجبلي ... وأخرج آلته الجراحية وبعد تعقيمها .. والبدأ بالعمليات الصغرى ومباشرة على الهواء الطلق وأمام أنظار الجميع ! أخرجت الرصاصة ووضعت في يده .. أي الصبي الراعي وربما كان ولده . والراعي الشاب تنفس الصعداء .. بعد زوال ألمه المرافق له منذ مدة ليست بقصيرة ، وهكذا كنا شهود عيان لما قام به الدكتور أبو كوران وبلحظات ومن ثم مداوات الجرح والبعض من الأنتيبيوتك المضادات الحيوية ضد الالتهابات ، وكان المبيت لليلة عند العم محو شيخ زادة والوجبة الدسمة كانت قد أزالت البعض من متاعبنا .

وكالعادة في الصباح يكون الفطور القروي بصحبة الدكتور أقوى من المعتاد والمتعود عليه .. أي الجاجي يكون أو تكون مادة اضافية الى البيض والجبن واللبن وما رافقهما والخبر على الصاج وهو الآخر يفتح الشهية .. ومن ثم الفطور الجيد يساعد على صعود الجبال وقطع المسافات بسهولة ويضيف طاقة أضافية للطاقة الأصلية فيما لو وجدت !!

ولا ننسى حتى البغل شيع حشيش مع الشعير وهو الآخر بحاجة الى تجديد كريات دمه .. صح بأنه حيوان .. غير عاقل .. ولكنه يجيد اللعبة وبأمكانه من أن يتخذ قرار الانتحار فيما لو لم تكن الوضعية بجيدة ! أي فعليه أي الحيوان لا يجب أن يترك عطشان وجوعان / يوعان ، وأن يتخلى لوقت من الكورتان / الجلال .. لكي يحك جسده ويتقلب بالتراب بغية الراحة وازالة عرقه .. نتيجة الحمل والمسير الطويل .

وفي اليوم الثالث .. فعلينا من التهيئة لصعود جبل كوليتان .. ويمكن تسلقه بساعة ونصف أو ساعتين ومن ثم استراحة على القمة وبعدها تستمر النزلة لأكثر من ساعة ، وهذا حسب المفرزة والشخص . وبما أن الوضع لا يسمح بالنسبة لنا من المواصلة أكثر من ذلك وأيام الخريف تكون قاصرة .. فأختارينا البقاء في قرية كوليتان لليلة .. وبعد التوزيع الوقتي .. أتفقنا على شراء ذبيحتان .. وهذه المرة ليست البزن / السخلة ، وأنما الديك الرومي .. وليس واحد .. بل أثنان ، وعلوشيش القروي طيب ولذيذ وخاصة عندما تشتريه ويدفع رفيقك وليس أنت ! وانشغلنا بترتيب الأمور وبالسرعة الفائقة .. عملنا جاهدين لنعمل وجبة غذائية وعشاء جيد ،، وبعد بذل الجهود وطريقة العمل .. لم يكن لحم العلاوين قد أستوى ! لكونهما كبار بالسن .. وبالرغم من تناول وجبة العشاء متأخرة .. وعدم استلذاذ من لحم العلوشيشان!! والدردمة من الرفاق وبين الرضى وعدمه ... قررنا من أن نحتفظ بالبقية في قدر .. وتكون النار الهادئة وعلى الصوبة وحتى الصباح !  .............. فنهضنا في الصباح وكان اللحم متهرءا أي أستوى الى حد أصبح .. مهلهل .. اللحم مهلهل بالقدر / بس شلون جدر  وكيف أصبح اللحم وحتى العظام أصبحت تطاق وتنجرع ؟!

وبعد الخروج من القرية .. أي قرية كوليتان المغضوب عليها ! تركنا القرية وما زلنا منتعشين وبعد سويعات قليلة .. أو بالأحرى أقل من ساعتين .. أبدينا متذمرين نشكو من الوضعية ! والمسير مستمر وكل عشرة دقائق نرى رفيقا .... يختار الوقوف والرتل ماشي ... وهكذا أصبنا الجميع بالتسمم الذي لم يحمد عقباه ... تسمم .. بحيث ما أكلناه قبل أسبوع أصبح التقيوء والاسهال قد أزاحه عن بطوننا ، واستمر الاسهال والكل تريد أن تخفي آثار الجريمة ..! ولكن الحقيقة هي هي ، وفي الطريق وبالرغم من المتاعب والوضعية الصعبة ومناظر الخريف الخلابة في الوادي .. إلا أننا لم يحرمنا الوضع من الوقوف وتناول الكمية الكافية من / الحيزران الجبلي / النبك الجبلي اللذيذ وخاصة بعد المطرات الخريفية وعطر التربة التي تفوح وتطيب الأنوف ويزداد الأمل بقدوم فصل الخريف الجميل .

الملحن الكبير كوكب حمزة ( الرفيق النصير أبو جميلة ) والذي كنا نبحث عنه ونسمع ألحانه وكلماته .. وها هو بين الجبلين .. الوادي الرائع .. كويستان من دون أهلها .. أي في الخريف ينسحبون منها ... تبقى كئيبة وحزينة لبعض الوقت الى أن ترتدي الثوب الناصع البياض ، تجاوزنا الموقع الذي كنا نحسب له حساب طائرات الهليكوبتر .. لكون المنطقة التي سنتجاوزها وهي سهل أخضر اللون وعلى طول الخط ، ونسير مع النصير أبو جميلة وندردش .. وموضوع الساعة هو الشاي الذي أصبحنا بحاجة اليه .. وخاصة الجاي المر / علقم / وهو يساعد على توقف الاسهال ! بعد أن توقف التقيؤ ، وبالرغم من تناول الحبوب لوقف الحالة وفقدان السوائل والسير المستمر ..... إلا أننا لم نكن نحسب لحالتنا غير التواصل وقطع المسافة المتبقية ، ومن ثم الالحاح على الرفيق العزيز أبو جميلة وبعد أن تمنى ونحن جميعا .. من احتساء كأسة شاي ! ونحن سائرون وسالفة الشاي لا تنتهي ... وشرطت على أبو جميلة ! بما انني بحاجة الى سماع .. الدندنة ... ، وستكون الدندنة مقابل عمل الشاي ! فهو مستاءا جدا .. ويقول .... ئؤ هؤ .. احنة بيال حال وأنت بطران .. بيا حال ؟!  خرة ب .............. ! يمعود دخلينا هسع ! ولكن بلا جدوى ... الى أن وافق على الدندنة ... وبالرغم من وضعنا التعيس إلا أننا اتفقنا على القسط من الراحة وعمل الشاي وتناول الوجبة السريعة من الغذاء ، وبمجرد وصولنا الى المكان الذي يمكن اختياره صالحا للأستراحة وعمل النار مع الدخان! القوطية كانت ترافقنا لتقوم بواجبها وهي بديلة الكتلي ! وبسرعة البرق .. أوقدنا نارا وهاجا ... وصناعة الشاي في القوطية له طعمه الخاص ... إلا أن وضعنا التعبان والحالة المؤذية لم تستذوقنا طعم الشاي كما في كل مرة ! لكون طعم حلوقنا غير طبيعي ومزاجنا ليس كما كنا في السابق ! وأبو جميلة ليس راضيا ... هذا شلون جاي ؟! وهذا الشاي أبدا مو طيب ! وو ...... الى أن دخل الرفيق أبو عادل الشايب على الخط ! بابا دأشرب .... مو زين خلف عليه كامران ... سوالك شاي ؟! قابل هو يشتغل يمك ؟! مو هو حالته هم مثل حالتنا ؟! واقتنع واحتسى ثلاث كلاصات أو بالأحرى ثلاث شيش معجون !!! ولم  يترك الرفيق أبو عادل بدون تعليق .... وقال هاي شلون يارفيق أبو جميلة ؟! إذا الشاي مو طيب تشرب ثلاث مرات ؟! وإذا طيب شلون ؟! .

وهكذا استمر المسير الى أن حلينا ضيوفا على رفاق مقر روست .