مذكرات بيشمركة (102) .. ليلة صعبة من ليالي البيشمركة الأنصار .. / كامران .. الياس شابو سعيد

2020.08.20

تعود و ترتبط وتنتمي قرية آلوتان الحدودية إداريا الى مدينة أو بلدة ( خانة / بيرانشهر ) ، وهي على نفس المسافة تقريبا مع مدينة أو بلدة سردشت وعبر قرية ( بيوران ) ، وتبتعد ( ئالوه تان ) عن بيرانشهر  حوالي ساعة وأكثر بالسيارة والطرق الكويستانية الخضراء والمناطق الوعرة والشاقة .. وتمتاز آلوتان ببيئة رمادية اللون ومتاثرة بمناخ جبال قنديل ومامندة و دؤلي كؤكا ، وغيرها من الجبال والمناطق الباردة والمثلجة شتويا .

.. بينما كانت مقرات رفاقنا من بشدر وبيتوين متمركزة في ( كويزة و دؤله كؤكا ) الحدوديتين  ،  قدم إلينا الرفاق  .. سليمة سور ، حسن خدر والرفاق الآخرين  مشكلين مفرزة ليقودونا ويدلونا في المساء المتأخر والذهاب في الطريق الشائك بالألغام والكمائن والقصف المدفعي من طرفي الصراع القائم بين العراق وإيران واللقاء المرتقب  .

... الليالي المظلمة أحيانا قد تكون في صالح البيشمركة .. والوقت المتأخر ليلا .. أيضا في صالح الأنصار .. وكالعادة الرفيق أبو حكمت يمتطئ البغل ..  والشروع بالصعود والنزول الجبلي  المنحدر والطريق السالك من الكاروانجية ( القجقجية ) من والى .. طريق الموت لكثرة الحوادث الواقعة فيه !

وفي الطريق صادفنا ونحن نازلين من الجبل مجموعة  من الكاروانجية محملين بالضائع المتنوعة من العراق الى إيران كوردستانيا .. تحدثنا معهم عن ماهية الطريق وما من الجديد .. ؟! فاكدوا لنا من سلامة الطريق في هذا الوقت .. بينما نحن في طريقنا الى مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأيراني ( حدكا ) والواقع في قرية ( كؤره شير ) المهدمة والواقعة في العراق كوردستانيا !!.

الدكتور صادق شرف كندي ( دكتور سعيد ) ..

...........................................................

وفي غياب وسفر الدكتور عبدالرحمن قاسملو الأمين العام للحزب الديمقراطي الكوردستاني – إيران ..  الى الخارج .. كان ينوب عنه  دكتور سعيد وهو عضو المكتب السياسي للحزب المذكور .

بلغنا المقر بعد ساعات محفوفة بالمخاطر .. لكون الجبهة أو الجبهات القتالية  الأيرانية العراقية مشتعلة في أكثر المناطق كوردستانيا وعراقيا .. وفي حوالي الساعة الثانية عشرة من اليل بلغنا المقر .. وكانوا ينتظروننا بفارغ الصبر .. أستقبلنا الدكتور سعيد ورفاقه بوجوه مفعمة بالأبتسامة والضحكة والحفاوة والطيبة .. والجدير بالذكر  من إن الشخص المناسب في المكان المناسب كان يطبق  على .. دكتور سعيد .. شخصية سياسية وعلمية ومحبوبة عند رفاقه ويثبت جدارته من خلال أخذ وعطاء وإصغاء جميل ومناقش ومقنع بجدارة ..  ونحن جالسين أكثر  من ساعة والحديث العام جاري وتناول العشاء المتأخر .. وإذ بالقصف المدفعي  الشديد من الطرفان ..... وتنهال علينا القذائف من كل حارة وصوب .. قصف مدفعي مستمر وتسقط  قذائفه أو قنابر المدافع  بالقرب من موقع مبيتنا .. ألا وهو مقر المكتب السياسي .. ( ده فته ري سياسي ) ، وكأنهم يقولون نحن عارفين بكم !! والحديث للدكتور سعيد .. والموجه إلينا   ..  أنظروا ما يحصل لنا  أمام عيونكم ومسامعكم .. !! والبعض يتهمنا من إننا عملاء لنظام  ( صدام )  !! ، هذا هو حالنا على الدوام أي العراق وإيران يقصفوننا بالمدفعية متى ما يشائون  ويرومون  .. يا لها للحيرة ..!

وبعد مبيت ليلة في كؤره شير عدنا في الليلة التالية الى أدراجنا وفي الطريق ذاته .. والكاروانجية سائليننا في هذه المرة  حول مخاطر الطريق والكمائن كما سألناهم قبل ليلة !

كانت الدولتان الجارتان قد زرعت عملائها في الأحزاب على الساحة السياسية وتكاد حذرة تلك الأحزاب عند تعاملها مع الأحزاب الأخرى .. والشكوك لدى قيادات الأحزاب العاملة في الساحة من أولئك العملاء تكاد تكون بين الشك واليقين .. دون إتخاذ أي رادع ضدهم .. أي ضد العملاء ضعيفي النفوس والطقوس .

... عدنا الى قرية ( رازان ) والى خيمتنا الأولانية وبجانب خيمة آلاي شؤرش .. والحديث اليومي واللقاءات الدافئة المتنوعة .

وتمر الأيام ببطء مرتقب و قدوم الرفاق من الخارج بغية المشاركة في المؤتمر الرابع للحزب والمنعقد والقريب من المثلث التاريخي وهنا أسبق الحدث بذكر واقعة المؤتمر  !!!.

.... فأما الرفاق المكلفين بنقل المواد الغذائية من االبلدات الأيرانية بعد شرائها من الأسواق .. مستمرة على قدم وساق وبجهود مظنية دون التلكؤ أو التقصير ..

ألتقينا بالرفاق كريم أحمد وأحمد باني خيلاني وإبنته ريواس / ريواص .. في رازان القرية .. تأجرنا لاندروفر لتستقلنا وتنقلنا  الى مقر دراو وعبر جبل (كيله شين ) الشهير ونحن في أواسط الشهر العاشر وربما أكثر بقليل / تشرين الأول / أوكتوبر 1985 .

ونحن في اللاندروفر وكثرة الصعدات والنزلات واللوفات الطرقية .. مما صعدت الحماوة عند كاتب السطور .. ليلقي بما تناوله منذ أسبوع من المواد الغذائية والمخزون في معدته ( عيع و عوع ) وأكثر من نصف الطريق وكاتب السطور كامران .. يتقيأ .. خجولا منزعجا .. وألباب الخلفي للسيارة مفتوح ووجه كامران وقدمه اليسرى خارج الباب ليبعد ما تناوله وأجتسائه طيلة شهر من الزمن  .. وتقف السيارة عن المسير .. للراحة .. دون جدوى .. أتركوني وأنا قادم سيرا  على الأقدام لكي لا تتذمرون مني والرائحة والمنظر المزعجان والمقززان .. !!

بلغنا الى مقر ده راو وحركة البسيج والجنود الإيرانيين على قدم وساق  والمدفعية النمساوية تدك من بعيد المواقع الأيرانية ..  ومن ثم الى مقر آرموش العليا والسفلى ..!!