تلج تلج، عم بتشتي الدنيي تلج! / مزهر بن مدلول

في وسط المسافة، بين ارموش وزيتا، سكنَ ابليس!. بيتهُ يتوسّد مفارق الطرق. وابوابهُ مفتوحة للسماسرة والمتآمرين!.

عندما وصلنا، نحن ((الطائفة الاستثنائية)) كما يسمينا كريم كطافة!، نصحنا الدليل ان نستريح. لكننا رفضنا النصيحة، وقررنا حرق المراحل!.

بين القريتين، سبعُ اعات جبلية، والطريق صاعدا ومهجورا، وكانت ثيابنا مبللة، وبطوننا خاوية، واجسادنا فقدت جلدها. لكننا كنّا نغني:

تلج تلج

عم بتشتي الدنيي تلج....

بعد ان قطعنا نصف المسافة، اشتدت الريح. وقبل ان نصل بساعة، هوت على رؤوسنا العاصفة. كلّ شيء انقلب على رأسه، كما لو أنّ السماء ضربها زلزال!. فبدأ الموت يغرز اظافره في اقدامنا كالمسامير المعقوفة، يتسلل ببطء الى الركبتين، ويصعد الى الرأس والعيون!.

تجمعنا حول صخرة قاومت عوامل الانقراض!، فأضطرب البندول، وفقدنا المفاتيح والعلامات. عند ذاك، وفي تلك اللحظة العجيبة، تمنيت ان اتخلى عن قدميَّ. اخلعهما واطمرهما بين حجرين!. وتمنيت ايضا، لو اعلم: اية صورة تتأرجح امام عيني النصير ابو الزوز!. وما الذي يدندن به ابو حمدان عندما تغادر رأسه الذكريات!. وماهي خلاصة تأملات (ابو اصطيف) السريالية. وعذرا للاخرين.. وتلج تلج .. عم بتشتي الدنيي تلج!...

تجربة جديدة من تجارب سفرنا الدامي!. لم يبقَ امامنا الاّ ساعة واحدة وربما اقلّ من ذلك، وتسقط رؤوسنا في النوم الابدي. لكنّ يقظة وشجاعة النصير ابو دنيا، دفعته الى ان يقتحم العاصفة، ويعود بالدليل قبل ان نصل الى اخر الزمان!.

تقدمنا القروي، جسدهُ يرتعش من الخوف والبرد، وفي رأسهِ سؤال: هل هؤلاء وحوش ناطقة.. ام ثوار.. ام قراصنة يبحثون عن كنز!؟.