تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين الباسلة، التي إندلعت في الاول من اكتوبر من عام 2019 وتجددت مرة أخرى في الخامس والعشرين منه، حيث عكست صورة فريدة من صور التلاحم والتحدي والاصرار الذي لم يشهد له العراق مثيلا في تاريخه الحديث.
في الاول من اكتوبر، انفجر غضب شعبنا، فخرج الى الشوارع والساحات من اجل الدفاع عن حريته وكرامة عيشه، معبرا عن رفضه الكامل للسياسات التي إتبعتها حكومات نظام المحاصصة والفساد منذ 2003 والى الآن، والتي تسببت في إفقار الشعب وتجويعه وسرقة موارده وثرواته.
وبالرغم من العنف المفرط الذي مارسته القوى الأمنية والعصابات المسلحة، والذي راح ضحيته المئات من الشهداء والالاف من الجرحى، الاّ انّ شعبنا لا تخيفه الهراوات ولا تهزمه الاغتيالات، فأبدى اصرارا لا نظير له، وتحديا لم نألفه من قبل، متمسكا بشعاره (نريد وطن)، ومطالبا باسقاط نظام (المحاصصة) الذي تحول الى وسيلة لاثراء حفنة من الطائفيين والفاشلين وضعاف النفوس.
لقد أُصيب النظام السياسي الحالي بالشلل الكامل، فليس له القدرة على بناء دولة القانون والمؤسسات، ولا دولة تجاري الدول الاخرى المستقرة، بل تحول الى عبء ثقيل على العراق والعراقيين، وأصبحت أحزاب السلطة والنفوذ التي تناوبت على حكم العراق غارقة في ملفات فسادها ولا تستطيع الخروج من المستنقع التي وقعت فيه.
انّ الانصار الشيوعيين، الذين وقفوا الى جانب انتفاضة شعبهم، وكانوا جزءا من الاحتجاجات في وسط الساحات، وساهموا بكثير من فعاليات التعبئة الجماهيرية، وقدموا ما هو ممكن من الدعم والمساندة للمنتفضين، فهم اليوم، وفي ذكراها الرابعة، يحذرون من غضب الشعب الذي اذا ما انفجر فسيجعل الطغاة تضيق بهم الارض!.
رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين
اربيل 1 / 10 / 2023