بمناسبة الذكرى الرابعة لانتفاضة تشرين الباسلة، وجهت جريدة النصير الشيوعي مجموعة اسئلة الى الرفيق ايوب عبد الحسين سكرتير اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق عن دور الاتحاد في المسيرة النضالية المهنية والوطنية، فأجاب عليها مشكورا.

النصير الشيوعي: منذ تأسيسه واتحاد الطلبة العام يتصدر النضالات المهنية والوطنية والتضامنية، كيف تقيمون بشكل عام دوره بعد عام 2003 ؟ .

ايوب عبد الحسن: لعب اتحاد الطلبة العام بعد عام  2003 ، أدوارا هامة جدا على صعيد القضايا الوطنية والمهنية ، والتي انسجمت مع مهمات المرحلة وتعقيداتها الموضوعية بدءً من العمل على صيانة الحرم الجامعي والتخلص من نهج البعث واعرافه المشينة داخل المرافق الدراسية، ثم رفض الانتهاكات السافرة التي طالت الاكاديميين والطلبة من قبل الميلشيات المسلحة. وتصاعدت بعد ذلك النضالات في رفض نهج الحكم المحاصصاتي سيء الصيت عبر حملات الاتحاد وشركائه من المنظمات الصديقة والشقيقة في حملة ( وزارة بلا محاصصة )، وصولا الى عقد مؤتمر الشباب المدني لدورتين، واخذ على عاتقه تصعيد القضايا المطلبية للطلبة عبر العمل على تشريع قانون منحة الطلبة وتحقيق المطالب الطلابية الأساسية. وتكللت تلك الجهود في ثورة القمصان البيضاء وما حققته من مكتسبات طلابية وسياسية معا، مرورا بالحدث الأهم وهو دعوته للأضراب الطلابي الموحد في ثورة تشرين الباسلة.

لكن رغم المنجزات الكبيرة المتحققة الا انها تبقى دون مستوى الطموح بسبب الواقع المأزوم الذي يقاسيه الناس على مختلف الصعد والمجالات، وآثار الفشل الذي خلفه ويخلفه نهج المحاصصة المتجذر في جميع مؤسسات الدولة، وفي ظل المنظومة السياسية الحالية التي باتت مصنع للازمات التي لا يمكن تداركها جميعا في وقت واحد.

النصير الشيوعي: تقدم الطلبة الصفوف اثناء انتفاضة تشرين الباسلة وقدموا المئات من الشهداء والكثير من التضحيات ما حجم مشاركة اتحاد الطلبة العام في انتفاضة تشرين 2019 ؟ .

عبد الحسين: منذو يومها الأول، عمل اتحادنا على ادامة زخم الانتفاضة، وتجسد ذلك في اطلاق بيان الاضراب الطلابي الموحد الذي بدأ في 27 تشرين الأول 2019 بالتنسيق مع مجموعة كبيرة من ممثلي الطلبة في مختلف جامعات ومعاهد وثانويات العراق، وعمل من اجل ايجاد قيادة موحدة الى الطلبة، ونظمها ووجه خطابها السياسي والمهني. كما خاض الاتحاد صراعات محتدمة مع فرق السلطة الطلابية واتحاداتهم التي سعت الى حرف مسار الانتفاضة ووجهتها العامة بكل ما تمتلك من إمكانيات كبيرة وفرتها لها قوى المحاصصة، الاّ ان كفة الصراع بقيت راجحة الى خطاب الاتحاد و وجهته الواضحة التي حاولت اذرع السطلة حجبها .

النصير الشيوعي: كيف تنظرون الى مستوى التعليم في العراق ( حاضره ومستقبله ) في ظل نظام المحاصصة والفساد، وما هي سبل التغيير في رأيكم ؟.

عبد الحسين: خرج مؤتمر الاتحاد الثاني عشر بشعار ( معا لتتوحد الجهود في سبيل انقاذ العملية التعليمية والتربوية من الانهيار )، وهي خلاصة نظرتنا الى واقع العملية التعليمية والتربوية في البلاد التي تعاني من واقعا مأساويا على صعيد البنية التحتية المنهارة بالكامل في قطاع التعليم الحكومي، حيث تنعدم ابسط الخدمات الأساسية في الأقسام الداخلية للطلبة، ونقص المختبرات الدراسية، واكتظاظ القاعات بمئات الطلبة، وأساليب التعليم التي تكرس فلسفة التعليم الرامية الى خلق جيل موجه يفتقد أدوات التحليل النقدي والمبادرة، فضلا عن انعدام المناهج الدراسية.

وفي المقابل نلاحظ التوجه الصريح الى الغاء مجانية التعليم عبر اصدار تشريع التعليم الخاص الذي سيقر قريبا، وفتح الباب الى الاستثمار المنفلت في مجالات التعليم عبر منح الرخص لانشاء الجامعات والمدارس الأهلية التي تفتقر الى المقومات العملية، وهي في واقعها ليست الا بابا من أبواب تمويل الأحزاب المتنفذة التي لا تراعي أية رصانة علمية . من خلال هذا الاستعراض المقتضب جدا لواقع التعليم يتضح حجم الدمار في منظومة التعليم التي خلفها نهج المحاصصة الطائفية والاثنية التي امتدت الى كل المرافق الدراسية ، والأخطر من ذلك انها قضت على الحريات الطلابية بالكامل وسعت الى تكريس نهج الزبائنية بين الطلبة وحققت مبتغاها، مما صعب المهمة امام المنظمات الطلابية الساعية للتغيير ، ولكن يبقى مفتاح حل الازمة هو التخلص من نهج المحاصصة الطائفية والاثنية اذ ان مشكلات التعليم هي نتاج لهذا النهج .

النصير الشيوعي:  ماهي وسائلكم لمواجهة القرار القمعي الذي أصدرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمنع نشاط اتحاد الطلبة العام واحالة تنفيذه الى الجهات الأمنية في الجامعات ؟ .

عبد الحسين: ازاء هذا القرار، اطلق الاتحاد حملة ( لن تسكتوا صوت الطلبة )، التي حققت تضامنا واسعا مع الاتحاد واستهجانا كبيرا لقرار الوزارة من قبل الاتحادات العربية والعالمية والقوى والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني . وجرى تقديم تلك الأوراق الى اللجان المعنية في مجلس النواب، وكذلك ارسالها الى الرئاسات الثلاثة، بالاضافة الى الوقفة الطلابية امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي . ولكننا نرى ان هذا القرار في جوهره يستهدف طبيعة النشاط الذي يضطلع به الاتحاد ، وهو نشاط مطلبي مهني بامتياز، يهدف الى انتزاع حقوق الطلبة المشروعة في الحفاظ على مجانية التعليم وتوفير الدعم والرعاية الاجتماعية للطلبة، فضلا عن دوره التنويري . وبالتالي فاننا نرى ان السلاح الامضى لمواجهة هذا القرار هو تصعيد العمل عبر مختلف التكتيكات من اجل تحقيق هذه المطالب وعلى رأسها تشريع قانون الاتحادات الطلابية وإلغاء قانون التعليمات انضباط الطلبة المعطل لأي نشاط طلابي.

النصير الشيوعي:  لقد هبّ الأنصار الشيوعيون للدفاع عن مدرستهم الأولى التي تعلموا فيها النضال الوطني، فادانوا واستنكروا وكتبوا الكثير ضد القرار المجحف الذي ذكرهم بقرار الدكتاتورية في سبعينات القرن الماضي عندما أصدرت قرارها بتجميد اتحاد الطلبة العام، فأي الكلمات توجهونها لهؤلاء الاوفياء لاتحادهم ووطنهم ؟.

عبد الحسين: نحيي بفخر واعتزاز موقف الأنصار الشيوعيين الذين بقوا مخلصين لاتحادهم العتيد، فهم نبراس الطريق ورمز التضحية والاقدام والانحياز لقضايا الشعب الحقة للأجيال اللاحقة ، وهو موقف ليس بغريب عن من سطروا الملاحم البطولية في مقارعة اعتى نظام دكتاتوري . من مسيرتهم الزاخرة بالعطاء نستمد العزيمة والإصرار على مواصلة درب النضال في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل .

جريدة النصير الشيوعي