لطالما اسمعتنا مديريات الدفاع المدني، بأنّها تقوم بواجبها وتنفذ خططها في الوقاية والسلامة المتعلقة بالمنشآت التجارية والصناعية والحكومية والمجمعات السكنية وغيرها، ولطالما اكدت بانها لن تتسامح مع المخالفين والمتلاعبين، وانها اتخذت اجراءات استباقية للحد من مسببات الحوادث، لكن النتائج كانت مروعة، وحريق الكوت الذي اندلع مساء الاربعاء 16 / 7 / 2025، وادى الى تفحم العشراث من جثث الاطفال والنساء، هزّ ضمير العراقيين، وكشف عورة المسؤولين!.
لم تكن هذه الحادثة الاولى من نوعها، بل سبقتها مئات الكوارث التي اودت بحياة الكثير من ابناء الشعب العراقي في مدن ومحافظات عديدة، والسبب الأرأس هو خضوع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، والمشاريع الاستثمارية الصغيرة والكبيرة الى منطق المحاصصة الذي كرّس الفساد والرشوة والمحسوبية والمنسوبية، ولم يراعي الكفاءة والخبرة والمهارات المطلوبة، ويشيع عدم الالتزام باللوائح المقرة والتهرب من المسؤولية.
لا ينحصر سوء الخدمات والاهمال وعدم الشعور بالمسؤولية في مبنى او منشأة معينة بذاتها، بل امتد ليشمل المباني السكنية والمستشفيات والاسواق والطرق والدوائر الحكومية والمطاعم والمشاريع بمختلف انواعها، مما جعل العراقيين يعيشون في بيئة تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم.
ان رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، اذ تعبر عن عميق حزنها وتضامنها اللامحدود مع اهالي الضحايا، تدين بشدة مسببي هذه الجريمة البشعة، وتطالب بمعاقبتهم، كما تدعو الى اتخاذ خطوات فعلية بتوفير بيئة صالحة وآمنة والالتزام الكامل بشروط السلامة كما هي في اللوائح القانونية.
رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين
اربيل 21 / 7 / 2025