مزهر بن مدلول يتحدث عن (النصير الشيوعي) في عيدها الرابع

في الذكرى التسعين لعيد الصحافة الشيوعية، تقف أمامنا إنطلاقة جديدة ونوعية لتنضم الى منابر الصحافة الشيوعية المتعددة في العراق وهي جريدة (النصير الشيوعي)، فهذه الصحيفة وبزمن يعتبر قصير نسبياً تركت بصمة خاصة بها، ولتكون صوت جديد فعال كونه صوت الأنصار الشيوعيين الذين ناضلوا بأصعب الظروف وضحوا من أجل وطن حر وشعب سعيد ولإعلاء راية الشيوعية والدفاع عن مصالح شعبهم ووطنهم، وهنا نلتقي مع الرفيق النصير مزهر بن مدلول رئيس تحرير الجريدة ليتحدث عن (النصير الشيوعي) خصوصا وهي تحتفل في إيقاد شمعتها الخامسة قريبا.

  • نحتفي بالعيد التسعين للصحافة الشيوعية في العراق، والذكرى الرابعة للنصير الشيوعي، فهل من كلمة في المناسبة؟، وهل يمكننا العودة الى فكرة إصدار جريدة، وماهي دوافع وأهداف إصدارها؟
  • في البداية، اتقدم بالتحية الى أرواح الذين خاضوا غمار البدايات الصعبة، متحدين القمع والاعتقال والنفي، ليؤسسوا لهذا الصرح الذي بتضحياتهم أصبح عملاقا. كما اتقدم بالتحية والتهنئة الى كل الذين واصلوا مسيرة الصحافة الشيوعية في العراق، وأحسنوا الإداء حتى عامها التسعين. ويسرني أيضا ان احيي رفاقي وزملائي الذين عملت معهم ومازلت، وجميع كتاب وقراء وداعمي جريدة (النصير الشيوعي) وهي توقد شمعتها الخامسة، متمنيا للجميع المزيد من المثابرة والعطاء.

لا حاجة لتكرار ما أكده الكثيرون، عن الدور الريادي الذي لعبته الصحافة الشيوعية واليسارية في ميادين الحياة المختلفة، لكني أعود الى مساعي لينين بهذا الخصوص، والذي جعل من تأسيس جريدة وهو في منفاه على رأس أولوياته، مؤكدا على أهميتها ليس فقط في التنظيم والتحريض والتعبئة، بل من أجل تأسيس حزب مختلف، فكانت ألايسكرا (الشرارة) التي حملت شعار (من الشرارة يندلع اللهب)، وراحت تناضل من أجل تأسيس حزب ثوري.

أمّا في العراق، فيطول الحديث عن صحافته الشيوعية، الّا اننا يمكننا القول، بانها كانت ومازالت مدرسة للوطنيين وبوصلة للمناضلين، ومنبرا لا غنى عنه في التعبير عن هموم وآلام وطموحات الناس، كما انها وفرت مساحة وافية للباحثين والمؤرخين لينهلوا منها ما يبتغون، وغير ذلك الكثير مما لا تتسع له هذه السطور القليلة. 

واذ نحتفل بالذكرى التسعين لميلاد الصحافة الشيوعية في العراق، نحتفل ايضا بالذكرى الرابعة لصدور جريدة (النصير الشيوعي)، الجريدة التي تميزت عن غيرها من الصحف بموضوعاتها التي توثق لفترة مهمة من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، هي فترة الكفاح المسلح التي امتدت بين (1979 – 1989) او ما يزيد عن ذلك بقليل.

لقد تحدثنا سابقا عن هاجسنا في اصدار جريدة، وعن ولادة تلك الفكرة، والطريق الذي سلكته حتى رأت النور في صدور العدد صفر. لكن ما أريد الحديث عنه اليوم، هو الدور البارز الذي أدته جريدة (النصير الشيوعي) باعتبارها استجابة لطموحات توثيقية لتجربة استثنائية في حياة الشيوعيين النضالية، فبالرغم من قصر عمرها، الاّ انها حققت نجاحات ملحوظة في تحفيز عدد غير قليل من النصيرات والأنصار على الكتابة عن تلك السنوات الزاخرة بالبطولات والتضحيات.

ان الأهمية التي تتمتع بها جريدة (النصير الشيوعي)، تنبع من مادتها التوثيقية، والتي هي بأقلام من عاشوا التجربة، وأناروا بمصابيحهم ظلام الوديان، وجعلوا من خلفية الجبل القاتمة لوحة ناصعة من لوحات النضال الثوري.

  • ماهي الصعوبات والتحديات التي واجهتكم خلال الفترة الماضية وفي المستقبل...؟

لا نزال في بداية الطريق، وأمامنا تحديات كبيرة، أهمها ان نصل الى أكبر عدد من المناضلين الذين تهاوى اليأس تحت مطارق صبرهم وشجاعتهم، وتسجيل شهاداتهم لتصبح مصدر الهام للأجيال التي تطمح بوطن يحترم ويساوي بين جميع أبناءه.

اما التحدي الاخر، فهو مدى قدرتنا على الاستفادة من التطور الهائل في التكنلوجيا الرقمية، ومع ادراكنا بان النظام الرأسمالي يستخدم التكنلوجيا لتشويه الحقائق ويفرض رقابة رقمية صارمة على المنشورات والأفكار والسياسات الشيوعية واليسارية، ويمنعها من الوصول الى الفئات والتجمعات المعنية بخطابها، لكننا نبذل أقصى الجهود في سبيل توسيع دائرة توزيع الجريدة، لتصل إلى أوساط أخرى جديدة، وعدم حصرها بين الأنصار والشيوعيين ونخبة من المثقفين والمهتمين. وفي هذا المجال نسعى لاشراك أصدقاء الأنصار من الصحفيين والاعلاميين وخاصة الشباب في الكتابة والمتابعة وإجراء المقابلات والدعاية أيضا.

  • هل تعتقدون بأن الجريدة نجحت وأدت وتؤدي مهامها بالشكل الصحيح...؟

ان الجريدة كأداة اعلامية ناطقة بإسم رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، نجحت في متابعة نشاطات وفعاليات الرابطة وفروعها المنتشرة في أغلب بلدان العالم، كما أنها، ورغم قلة مراسليها، تابعت باهتمام نشاطات الأنصار الفردية، خاصة الندوات والمحاضرات التي تتناول تجربة الكفاح المسلح في جبال كردستان. بالاضافة الى اهتمامها الاستثنائي بالمنجز الادبي والفني والثقافي للمبدعين الأنصار، واضعة في مقدمة أهدافها: استمرار حضور التجربة الأنصارية حية في الاذهان.

  • شكرا لكم ونتمنى لجريدة النصير الشيوعي التطور والاستمرار بعملها لتحقيق جميع طموحاتها، ولتكون إضافة نوعية مهمة للصحافة الشيوعية في العراق.

...............

النصير الشيوعي العدد 37 السنة الرابعة آب 2025

طريق الشعب: على الرابط: https://tareeqashaab.com/images/imgs/pdf_newspaper/2025/7/144.pdf