مواقف لاتنسى : القصف الكيماوي / عادل كنيهر

 
في مساء مثل هذا اليوم من عام 1987 كان الرفيق الشهيد ابو فؤاد واثنين من رفاق المفرزة التي وصلت الى مقر قاطع بهدنان ومنذ ما يقارب الساعتين , وكان الشهيد يتحدث عن رحلة العلاج وما صادفه من ظروف،  وقتها سألته اذا يريد ان يختسل في الحمام ممكن اعطيه دوري  في هذه الاثناء خرجت علينا مجموعة طائرات مقاتلة , لم نستطيع ان نصل الى المواضع،   انا اخذت الارض بجانب المطبخ الرفاق ركضوا بأتجاه المقبرة لتجنب ساحة المقر  إلا ان مجيء مجموعة اخرى من الطائرات رمت حمولتها على بعد امتار من الشهيد ابو فؤاد،  عندها سمعت صرخة الألم , نهضت باتجاه الرفيق ابو فؤاد ,دون وعي لكن الرفيق الشهيد ابو رزكار كان اقرب مني اليه احتضنه ودموعه قد ملئة وجهه، وقد اصبح ابو فؤاد قطعة سوداء , عندها , كنت اريد البكاء بعالي الصوت ,ولكن.. .. الذي ادهشني قول الرفيق الشهيد ابو وسن  من فصيل الإدارة في البوم الثاني من الحادث قال البارحة خمسة حزيران يوم النكبة , احد  الرفاق علق قائلا قابل احنه اسائيل،  هكذا تبعنا ضحايا النكبة !! ونحن نتميز عن ضحايا النكبة الاولى كوننا قد جرى شواء اجسادنا بالسلاح الكيمياوي،  اما هم فكانوا ا ضحايا اسلحة تقليدية , لا احد يعرف ربما من الذين ادخلونا الجحيم , ما هو متنفذ في العملية السياسية , او في العمل ( الجهادي ) المتمسك بثوابت الدين الحنيف !!!.