العودة الى بغداد مرة اخرى 
اتخذت الطريق نفسه وهو سهل الموصل وبمساعدة الرفاق ابو خدر وصباح كنجي والشهيد عامل ، هذه المرة لم تكن لدي اية مهمة، سوى بعض من طلبات رفاقي بأيصال مال الى عوائلهم ولربما السؤال عن الاحوال، اني توصلت الى قناعة بان وجودي في بغداد افضل بكثير  من وجودي بكردستان، ان تبقى في بغداد وتحافظ على سلامتك فقط وتتابع الاخبار ومزاج الناس  والتعرف على معاناتهم الحقيقية والتي تمثلت بالحرب وايقافها، بالرغم من وقف الحرب كانت بداية لحرب على كردستان وما عرف بحملات الانفال التي استخدم النظام فيها كافة الاسلحة المحرمة دوليا.
على اية حال كانت ثقتي بنفسي اكبر  هذه المرة ، ولا اخشى سوى الاقدار والصدف .
وصلت بغداد في نيسان ١٩٨٧
يالرايح بهالدرب وانت اعلى ناسك ضيف
لو شفت ليلة شته ولسعة ظهاري الصيف
صبرك ولي تنجلي وتصير ذكرى وطيف 
(مقطع من قصيدة كاظم اسماعيل الگاطع)
من  الاخبار التي كانت متداولة  في فترة وجودي ببغداد
قضية القاء القبض على الشهيدة عايدة ياسين ( ام علي)، لقد كانت ام علي مع زوجها بهاء الدين نوري يسكنوا في حي المعلمين الى جانب بيت اهلي ويفصل بيننا بيت الشخصية الديمقراطية عبد الكريم عبد الجبار وهو اخ الشهيد طالب عبد الجبار  والعم المرحوم ابو جمال ( عبد الكريم ) صديق لرفاق كثيرين من قيادة الحزب بما فيهم الرفيق بهاء الدين نوري وهو الذي دبر قضية السكن له ، وتسكن مع عائلة ام علي اختا ام علي هناء ( هدى والتي اصبحت نصيرة وهي زوجة النصير ابو سيف محي العبيدي)و أنعام ( انعام غرقت في بحيرة الثرثار في احدى السفرات العائلية عام ١٩٧٧ وكان الحادث فجيعة مؤلمة لنا جميعا) وبعد اشتداد الحملة البوليسية على الحزب الشيوعي وانفراط عقد الجبهة لجأ ابو علي ( الرفيق الفقيد بهاء الدين نوري ) الى كردستان ، اما ام علي فبقيت  مختفية في بيت العم ابو جمال  و بقيت تتابع ما يمكن متابعته وكانت الشهيدة تتردد على بيت الشهيد ابو ثائر الحداد ( عبد الرزاق الحداد وزوجته وابنائه 
الشهيد ثائر عبدرزاق احمد النعماني/سعد
والشهيدة صبيحه نوري مهدي العبيدي
واخوانه 
الشهيد عبد الخالق احمد النعماني
الشهيد عبدالكريم احمد النعماني
الشهيد عبد الحليم احمد النعماني
 
 وكان الاتفاق بين عائلة الشهيد ابو ثائر وام علي باشارة الضوء في مدخل البيت ، ان كان مضيء فيعني الامر جيد وتستطيع الدخول،  جائت يوما وقبل الوصول يبدو انها شعرت  بوضع غير طبيعي و وجود مراقبة من سيارة فيها مسلحين فأرادت التخلص منهم ولكنهم لاحقوها امام انظار المارة واعتقلوها، كانت مفاتيح بيت العم ابو جمال مع الشهيدة !  وحاول الاوباش معرفة لمن تعود هذه المفاتيح  وحاولوا بشتى الاساليب انتزاع معلومة ما دون جدوى،  وهي العارفة بأن اي استجابة لهم يعني الضعف، فاستشهدت وحافظت على حياة ناسها واهلها ورفاقها، هذا جانب مضيء من مواقف هذه البطلة ام علي، أما كيف استشهدت وأين رفاتها فلا علم لنا 
اما عائلة الشهيد  عبد الرزاق الحداد فالاب هو عبد الرزاق النعماني مهندس ميكانيك طيران واتهم ايام الحكم الملكي  بتخطيطه لعملية انقلابية وفصل من الخدمة وكان العراق يملك انذاك اربع طائرات حربية فقط،  بعدها عمل كمهندس للجسر المعلق وبعدها سد دوكان وقاد اضراب هناك ولم يستكين يوما، في عام ١٩٧٨ قامت عصابات صدام بقتل اخيه حليم النعماني الشيوعي المعروف في محله موبيليا البغدادي قرب الجندي المجهول و وجهوا التهمة للعمال المصرين الذين تحدثوا للحزب عن التدبير المسبق من قبل رجال غرباء حسب قولهم لهذه الجريمة.
غاب هذا الرجل الامين في دهاليز الامن والمخابرات و معه زوجته ، وكان من المقرر والمتفق عليه ان يغادر الى لبنان مع العائلة .
لذا عند سماعي بخبر استشهاد ثائر في بشتاشان  وكان اول شهيد في تلك المعارك الغادرة و استشهد في كاني ساوين بين اشقولكه وبين قرية رزكه عصر يوم 30 |4|1983 في اول هجوم لعصابات اليكتي( الجلالين) على موقع كاني ساوين، تألمت كثيرًا واسترجعت مصير هذه العائلة المكلومة والذي بقى منها العزيز سلام واخواته حيث انقذهم عمهم بعد اعتقال الوالد والوالدة.
كنت اتلقى هذه الاخبار وانا مختفي في بيتنا في حي المعلمين/ بغداد الرصافة
قررت مع اخوتي ان نبني مخبأ في مكان في البيت لغرض الاختباء فيه فيما اذ تعرضنا الى غارة مباغتة من الاوباش، ووقع الاختيار على  زاوية في السطح  كانت اساسا أوطأ من السطح وبمجرد اغلاقها بأحدى البلاطات الكبيرة  ستكون  خير مخبأ ،
وجربت الدخول به وارجاع البلاطة لغرض غلق المدخل عدة مرات وبرقابة من اخوتي وابي وكان الاتفاق على انها مناسبة  و مموهة 
كنت اشعر بأطمئنان ايضا لوجود جار أمين لنا قد احتاجه يوما وهو  ايضا يعلم بوجودي بكردستان عندما ارسلت الى الاهل رسالة عن طريق الفقيد بهاء الدين نوري  وقام جارنا العزيز المرحوم العم ابو جمال ( عبد الكريم عبد الجبار) ، بأيصالها للاهل وقاموا أهلي بأرسال مبلغ  من المال لي وصلني وانا في مقر كرجال / أحمد آوه عام ١٩٨٤ في قاطع سليمانية