عندما وصلنا الى منطقة كرميان عام ١٩٨٢ وهي المساحة المحاذية الى كفري جنوبا وكركوك غربا وكلار شرقا وجدنا ملا شكور ( مام فتاح) يتجول مع مفارز انصار الحزب ويحظى بمنزلة الاخ الكبير الى جانب المناضلين  مام صالح ( فخر الدين الطالباني) اطال الله بعمره، مسؤل تنظيمات كركوك وبقية الشخصيات  من الشهيد مام علي خليفة و الفقيد هدايت ( مام علي جباري)،  استقبلنا مام فتاح بقوله : جبتوا الستريلا وياكم؟ 

وكان هذا القاذف ( الستريلا)هو الحلم المنشود لمفارز كرميان التي تتجول في منطقة شبه صحراوية و مكشوفة ويستطيع مقاتلي الحزب من مواجهة غارات الطيران السمتي لو امتلكوا هذا الستريلا

اجبته وهل يمتلك الحزب هذا السلاح؟

قال هكذا سمعنا

اجبته على حد علمي لم ارى هذا السلاح طول فترة تواجدي كنصير ومقاتل في عدة مفارز .

فقال : ماكو مشكلة سنقوم بخداع النظام وعملاءه بطريقة نجعلهم يظنون ان لدينا الستريلا

اجبته كيف؟

اشر بيده الى الاسطوانة المصنوعة من الصفيح وتستخدم كمدخنة في البيوت الريفية وقال سنقوم بلفها بما نملك من خيش وقماش وسنشيع ان لدينا الستريلا وسيبعث النظام عملاءه ويكثف جهوده للوصول الى الحقيقة وبهذا سنكسب وقتا جيدا لا يستطيع فيه النظام شن غاراته علينا لخشيته من اننا نملك هذا القاذف

ضحكنا كثيرا لهذه الفكرة

كان بيت المناضل مام صالح يجمعنا في قرية كريم بسام في منطقة زنكنة ، وكانت امسياتنا تضج بالنقاشات ومليئة بالحميمية الصادقة

توفى اليوم مام فتاح ذلك المناضل المخضرم الذي اعدم النظام اربعة من ابنائه نكاية به وبدور عائلته، وقد شيد نصب وسط مدينة كركوك يحمل اسم ( چوار برا) ، الاخوة الاربعة وهم أبنائه البررة

لك الذكر الطيب مام فتاح في رقودك الاخير

تبقى شامخا في ذاكرة رفاقك ومحبيك