انتهت الحرب عسكرياً يوم 8/8/1988، فتنفس الجنود الصعداء، وفرح الشعب بعودة ابناءه الذين منحتهم الصدفة ان يبقوا على قيد الحياة. اما الأنصار - البيشمه رگه -  فكان عليهم ان يتصدوا لهجوم السلطة الشرس على جبال كردستان، والذي شمل جميع مناطق تواجدهم، بما فيها تلك القمم والوديان الواقعة على الحدود، والتي تُعتبر تضاريسها شديدة الوعورة. وعلى الرغم من الخسائر الباهضة لطرفي الحرب، لكنّ السلطة الفاشية بالعراق استمرت في حربها على المنطقة من اجل اخلائها من الانصار والبشمركة بشكل تام، ومن ضمنها مقرات (خواكورك) في جبل (برد سبى)، فمنذ اللحظات الأولى التي أُعلن فيها عن ايقاف الحرب، والطائرات تئز في سماء المقر، تضربه بصواريخها واطلاقات رشاشها، ثم تعود ادراجها لتتزود بالذخيرة والوقود لتواصل ضرب مواقع الانصار ومقرات الأحزاب الكردية في المنطقة وبالتناوب مع قذائف الدفعية الثقيلة. 

اتخذ الأنصار قرارا صائباً بسحب الرفاق الكبار في السن والعوائل والرفيقات الى الخلف، ثم الى ايران، ليبقى الشباب الأنصار الخفيفي الحركة والتنقل والنشاط لمتابعة ما يجري وحسب الظروف والتطورات.

بدأت حرب أخرى في تلك الأماكن المنسية والعاصية في جبال كردستان – العراق- (جبال خواكورك ودووبرى وآري)، وكعادة النظام كلما أراد شن هجوم على الأنصار – البيشمه رگه- فانه يسبقها بقصف عنيف وكثيف ليدمر ما يستطيع ويقتل ما يستطيع، وهذا ما حصل، فقد هاجمت القطعات العسكرية وبمشاركة المرتزقة الجحوش مقراتنا في المنطقة، ونتيجة لهذا الهجوم الشرس استشهد لنا البطل والانسان الرفيق "مام علي"  من مناضلي حزب توده فدفنا جثمانه الطاهرة في مدخل الملجاً في مقرات (بيربنان) وكم احزننا استشهاده. كما جرح البغل الرمادي الرائع والوفي  " قندو" الذي اصابته شظية مدفع وهي تقصف المقر بكثافة، ورغم جرحه الأليم بقي ثابتاً في مكانه. 

تزينت السماء الحالكة ليلة 8 اب 1988 باطلاقات نار بالوان زاهية من دوشكات رباعية ومقاومات الطائرات ورشاشات واسلحة متوسطة متنوعة وخفيفة، حيث عبر الجنود عن فرحتهم بانتهاء الحرب، وحيث أعطى الدكتاتور مكرمة ثلاثة أيام عطلة للعراقيين ليحتفلوا بالطريقة التي تعجبهم، امّا نحن الانصار، فكانت فرحتنا اكثر منهم، لقد تحقق الجزء الاول من شعار حزبنا " من اجل وقف الحرب فوراً واسقاط الدكتاتورية واقامة البديل الديمقراطي في العراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان"

  تركنا مقر خواكورك يوم 8/8/1988 قبل بدء هجوم المشاة الذي توقعناه بساعات قليلة ليتخذ الانصار وبيشمه رگه الاحزاب الكردية مواقع اخرى ليتصدوا للهجوم البري، فأتخذوا من القمة (قبر زاهر) مكانا لخوض المعركة، التي كانت من اشرس المعارك التي خاضها الانصار، حيث لم تترك قوات السلطة سلاحا الاّ واستخدمته ضدنا، واستمرت المعركة حتى بعد قرار العفو الذي اصدرته الحكومة الفاشية في 6/9/1988، امّا الانصار الذين صمدوا بهذا المكان الذي لا يمكن العيش فيه، فقد قرروا الانسحاب الى اماكن اخرى في الجبل، ولكن عبر الاراضي الايرانية، التي سمحت لنا بالمرور لمدة ثلاثة ايام فقط، لنعود الى العراق في (جويزة، ودولى كوكا) على اكتاف جبل قنديل. وبالنسبة للرفاق الذين كانوا في الموقع فاذكر منهم: ابو داود، ابو يسار، ابو هادي، ملازم قصي، سعيد عرب، ابو عشتار، ابو الزوز، دلزار، ناظم، ابو جوان، الشهيد وسام، ملازم احسان، باخوان، شهاب، ثامر، ابو حمدان، ابو حسين، فوقي، ستار، ساطع، ابو حاتم، ابو نهران، ابو حاتم حلة، شه مال، كاردو، ابو زويا، خيري العراقي، اسو، ابو انيس، د. كاوة، زانا شقلاوة، الراحل ابو قيس، وعذرا للرفاق الذين لم اتذكرهم في هذه المعركة الشرسة والطويلة.