النصير رشيد مهلهل (ابو نرجس)
النصير رشيد مهلهل (أبو نرجس) من عائلة شيوعية كادحة، شقيقه الاصغر (حميد مهلهل) كان سكرتيرا لاتحاد الطلبة العام في محافظة ذي قار في بداية السبعينات. تطوع رشيد في الجيش العراقي (قوات خاصة، المغاوير تحديدا)، لكنه تمكن من الهرب والأفلات من الحملة الشرسة التي قادها البعث ضد الشيوعيين والعسكريين منهم بشكل خاص، فإلتحق بتنظيمات الحزب في لبنان حيث اشترك بتدريب رفاقه على فنون القتال والاشتباك بالايدي.
كان النصير (ابو نرجس) من اوائل الملتحقين بحركة الانصار الشيوعيين، وذلك في شهر تشرين الثاني من عام 1979، وكان مساهما في بناء القاعدة الاولى في بهدينان، كما تنقل مع رفاقه الانصار بين القواطع والمقرات لتأدية مهمات اخرى مثل نقل التموين والسلاح والبريد الحزبي.
عُرف عنه بأنه قوي الارادة في مواجهة الاعباء، ولا يتردد ولا يتخلف في اداء اية مهمة مهما كانت صعبة وقاسية، وبالاضافة الى مهماته الانصارية اليومية المألوفة، فقد عمل بطباعة الحزب، وتولى (بسبب مخيلته الفنية المبدعة ومهاراته العالية) مهمة تزوير الاختام واصدار وثائق وهويات صالحة للاستخدام من قبل رفاق التنظيم المحلي في الداخل العراقي.
كما يتميز النصير ابو نرجس بهدوئه واحلامه وصوته العذب، فهو يجيد الغناء وخاصة الريفي منه، كما كان يردد اغاني ومواويل المطرب صلاح عبد الغفور، وعلى الرغم من التعابير الحزينة المرسومة على وجهه، لكنّه يمتلك ابتسامة مميزة، جميلة ونقية، تظهر بشكل خاص حين يقص الحكايات المثيرة التي تتعلق بظروف حياته في العراق.
...................................................................................................................
النصير مام خدر روسي
وُلد وترعرع في قرية فلاحية تابعة لقضاء مخمور في محافظة اربيل. حمل الافكار اليسارية والتقدمية التي انتشرت في المنطقة منذ صغر سنه.
وبسبب نشاطه وحماسه والمؤهلات التي يمتلكها، رشحه الحزب في العام 1972 الى المدرسة الحزبية في الاتحاد السوفيتي لمدة سنة واحدة، ومنها اخذ لقب مام خدر (روسي) لتمييزه عن الذين يحملون نفس الاسم في مناطق العمل الانصاري.
كان مام خضر من اوائل الملتحقين بحركة الانصار، حيث وصل الى قاعدة ناوزنك ونوكان في 10/5/1979، ومنها نزل رغم الظروف الصعبة آنذاك الى المناطق القريبة من المدن في مفرزة جوالة لمدة شهرين، قاموا خلالها ببعض العمليات العسكرية والاستطلاعية.
ومن ناوزنك الى مقر (كوسته) حيث نشبت الحرب العراقية الايرانية وهو هناك، كان ورفاقه يتحركون في منطقة البرادوست المعروف عن اهلها بالمحافظة والتصوف والنظرة الغريبة الى الشيوعيين، لكن علاقة الانصار الطيبة التي نسجوها مع الاهالي كان لها مردودا في الحصول على السلاح والتموين، حتى انّ بعض شبابهم وبسبب هذه العلاقة إلتحقوا بالحركة كمقاتلين.
تولى النصير مام خضر روسي اثناء عمليات الأنفال قيادة المفرزة المنسحبة من كافيا والمتجهة الى نوكان ودولي كوكا، وكما هو معروف فأنّ هذه المفرزة الكبيرة تعرضت الى مصاعب جمة بسبب الحصار وقطع الطرق من قبل القوات العسكرية والجحوش، لكن وبالرغم من ذلك، فأنّ المفرزة تحركت وسط الحرائق والقنابل، واستطاعت ان تعبر الزاب باتجاه بارزان ثم شيرين حتى وصلت الى نقطة عبور (نهر الشين) التي وجدتها مطوقة من قبل القوات العسكرية لمنع عبور الانصار واهالي القرى الهاربة من جحيم الانفال، لكنّ النصير مام خدر روسي كان يصرخ بالرفاق بالكردية ((يا ابناء فهد يا ابناء الحزب الشيوعي العراقي هذا يومكم))، فصعدت مجاميع من الانصار لمقاومة الجحوش وقطعات الجيش الذين اصابهم الرعب من بسالة وشجاعة الانصار، فتركوا مواقعهم مخلفين وراءهم البنادق والعتاد واجهزة الاتصالات.
ألّف النصير مام خضر روسي كتابا باللغة الكردية يتحدث عن فترة الانفال وقسوتها وضحاياها بعنوان (قافلة وسط دخان).
...........................................................................................................................
النصيرة تغريد موسى حسين (نوروز)
النصيرة تغريد موسى حسين (نوروز)، شقيقة الشهيد ضرغام موسى حسين (أزاد)، الذي استشهد في 26 حزيران 1984 في معركة مع قوات الاتحاد الوطني الكردستاني، كانت النصيرة نوروز من اوائل النصيرات اللواتي التحقن بحركة الانصار الشيوعيين في ناوزنك ونوكان.
تنقلت من موقع الى اخر مع زوجها النصير سامان، ثم إلتحقا سوية بقاعدة بشتاشان، حيث شهدت المعركة الغادرة التي فقدنا فيها كوكبة لامعة من الانصار الابطال، كما شهدت عملية الانسحاب الصعبة عبر قمم جبل قنديل، وخاضت تلك التجربة بكل مافيها من متاعب وقسوة ومتاهات.
ثم عادت من الحدود الايرانية لتدخل الى جبال كردستان مرة اخرى وفي منطقة اخرى هي (لولان)، وشاركت رفاقها الانصار جميع الاعمال اليومية في فصائل (دراو وسبيكا وارموش)، وبعد ذلك استقرت في فصيل الاعلام المركزي وأدت اعمال كثيرة بما فيها طباعة جريدة طريق الشعب والصحف الاخرى في العام 1987، وبعد ذلك انتقلت مع الفصيل الى موقع (بيربنان) في وادي (خوا كورك) حتى خرجت من كردستان حيث المنطقة تعرضت الى الاجتياح من قبل قوات النظام والجحوش.
تميزت النصيرة تغريد موسى (نوروز) بطيبة قلبها وبراءة ابتسامتها وقوة تحملها وصبرها الكبير وكانت تحضى باحترام ومحبة رفاقها اينما ذهبت.
...........................................................................................................................
النصير خيري درمان حجى (توفيق الايزيدي)
اسمه خيري درمان حجى، ومعروف بين الانصار البيشمركه بـ(توفيق الايزيدي). من مواليد قرية عميري عام 1952، حيث عائلته عملت في فلاحة الارض بعد انتقالها من قرية ختارة التابعة الى ناحية القوش والتي لا تبعد كثيرا عن قرية عميري.
انتمى إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في عام 1970 في قرية ختارة، فالنصير توفيق (أبو زكي) من عائلة تحمل افكارا تقدمية بتأثير من عمه أبو ماجد الذي ارتبط بالحزب الشيوعي في وقت مبكر.
في عام 1979، وأثناء الهجمة الشرسة على الحزب، إلتحق أبو زكي بالحركة الانصارية في قاعدة (ناوزنك) على الحدود العراقية – الإيرانية بعد رحلة اختفاء مضنية في بغداد، كتب عن بعض تفاصيلها وقسوتها النصير ناظم ختاري.
وتنفيذا لتوجيهات الحزب، غادر النصير توفيق ومجموعة من الانصار في سنة 1980 قاعدة (ناوزنك) متوجهين الى مقر (كوماته في بهدينان) في رحلة كادت ان تؤدي بحياة الكثيرين. وفي تموز من نفس العام، كُلف من قبل قيادة قاطع (بهدينان) بتأسيس مقر (هيركي) في منطقة (نيروا وريكان) والعمل في منطقة العمادية وسرسنك حيث عمل في هذه المنطقة ((آمر السرية الخامسة المستقلة)) التي ذاع صيتها بعد ان نفذت اعمالا عسكرية مهمة وبطولية.
في عام 1983 استطاعت السرية الخامسة بقيادة النصير توفيق الدخول الى قلعة العمادية واعتقال مجموعة من عملاء السلطة و طرد عدد من أفراد الجيش الشعبي، هذه القلعة التي لم تستطع اية قوة الدخول إليها بسبب تحصينها وصعوبة الوصول إليها، دخلها انصار السرية الخامسة الابطال.
انتقل النصير توفيق الى الفوج الاول في سنة 1985 ليعمل معاونا لآمر الفوج، وبقي هناك حتى عمليات الانفال 1988 حيث لعب دورا كبيرا مع رفاقه الاخرين في كسر الحصار ونقل اكثر من 40 رفيقة ورفيق الى سوريا.
عرفه رفاقه الانصار بأنه قليل الكلام، كثير العمل، قدم وعائلته التضحيات التي لا يمكن تعويضها من اجل قضية شعبه.