في الشهر الثامن من عام ١٩٨١ توجهنا الى كردستان العراق راجلين، وبعد مسيرةٍ شاقة استغرقت أكثر من ثلاثة أسابيع دخلنا أرض الوطن، وكان الوقتُ قبل غروب الشمس بقليل، فاضت فيه مشاعر الرفاق وجرت مدامعُهم في لحظةٍ تاريخيةٍ فشرعوا يقبلونَ الأرضَ ويرددونَ ما حفظوهُ من أشعار. وهنا بدأتُ بنظم قصيدتي التي قلتُ فيها:

 

ياعراقَ الدنيا

ساعةً بعدها يُعاودكَ ا لعشقُ

فتبدو مضَمَّخاً بالطيوبِ

تستفيقُ الأًحلامُ فيكَ فتبدو

وطناً ضمَّ سِفرَ مجدٍ مَهيبِ

ساعةً بعدها تعودُ المواويلُ

لتشدو بكلِ لحنٍ طروبِ

وتعودُ الطيورُ ترقصُ شوقاً

للينابيعِ في سباقٍ عجيبِ

ياعراقَ الدنيا ويا موطنَ الخيرِ

ودارَ الهنا ومَهوى القلوبِ

سوفَ تبقى مدى الزمانِ عصياً

لم تَنلْ منكَ عاصفاتُ الخطوبِ

بشبابٍ قد عانقوا الموتَ حتّى

ظُنَّ أنَّ الحِمامَ خيرُ حبيبِ

إنّها قِصةُ الخلودِ تبَدَّتْ

في عراقٍ سيزدهي عن قريبِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النصير الشيوعي