12-03-2022

كانت مهمتي في الانتقال الى المقر الجديد (هرور) هي مساعدة الرفاق  ومرافقة البغال المحملة بالأعتدة والمواد الغذائية حيث كان هناك رفاق اصبحت لديهم خبرة بتحميل البغال وربطها.كان المقر عبارة عن وادي مفتوح من الجانبين في وسط الوادي نهر صغير (روبار) كانت الشمس  ساطعة تعطي للوادي منظرا جميلا, وبلمحة سريعة شاهدت عدة غرف واماكن سقوفها من اغصان الشجر تسمى (كبرات) لم اعرف هذه المنطقة من قبل . في اليوم التالي بلغت من أحد الرفاق ان اذهب الى منطقة (كيشان) ,خلال يومين وصلت الى هناك مع بعض الرفاق .المقر عبارة عن قاعة متوسطة الحجم تستوعب من عشرة الى خمسة عشر فردا بجانب القاعة مطبخ مفتوح ومسقف من الاعلى . هذا المقر مهم حسب ما سمعت من الرفاق لأنه يحصل على مبالغ مادية من خلال فرض ضريبة على المهربين الذين يدخلون الاراضي العراقية من جهة تركيا او العكس (نقطة كمرك) . خلال وجودي لفترة أكثر من شهرين والقيام بالواجبات اليومية التي اعتاد عليها الانصار , الحراسات الليلية ,الطبخ ,وتقطيع الحطب لم التقي بأحد من المهربين(القجقجية)للحصول على ضريبة لدخولهم الاراضي العراقية لجلبهم بضائع او اغنام مهربة. في هذا المقر التقيت بأمر الفصيل كفاح* نحيف البنية حنطي اللون مع لحية كثه ,قليلا ما يلف (الجمداني)* على راسه . شعرت ان بيننا تجاذب روحي ربما لأننا اتينا من بيئة ومنطقة فقيرة يمتلك طاقة وسرعة البديهية وجريء ودليل جيد بالرغم انه ليس من ابناء المنطقة حيث اسير معه وانا مطمئن  .جاء احدى المرات وقال لي رفيق لدينا مهمة خاصة وسرية يجب ان نوصل شخص الى مقر فوج الثالث  .كانت حوالي الساعة السابعة مساء قال هيئ نفسك  لنذهب الان !!لم اقل شيئا , لم يقل لي من هذا الشخص الذي سوف نوصله كانت رحلة متعبة جدا وخطيرة وفي عتمة الليل حيث سرنا بطريق ليست كما اعتاد الناس هنا في القرى السير عليه. متجنبين الدخول الى القرى. حيث كنا نتلمس الصخور ونتشبث بها مشابه لتشبث (البزن البري)*في الصخور، وفي ظلمة الليل المسكون بالخوف (تلمست جدار السرداب الرطبة في  الظلمة  ..شعرت بيد تسحبني بقوة حجي هذا ابن.......صار مرتين انوديه للمستشفى أسوي عملية لفتح (دنابل )*كبيرة ببطنه وبطن الخلفة ...حجي هذا  ابن ….!  اخاف رطوبة السراديب مأثره علية خلينة انفضه وياه! قال الحجي ولك …..بعد ما اريد انشوف جهرتك هنا .تعال  اخذه من اهنا طلعه بره من سراديب النجف) واصلنا السير لأكثر من ساعتين ونصف شعرنا بالتعب والجوع والعطش بدئنا نشعر  بالتيه في هذه الجبال الوعرة لكن كانت  لدية ثقة كبيرة  بصديقي كفاح سوف يوصلنا الى هناك , وإذا بمفاجأة لم نتوقعها  التقينا براعي غنم شاب تكلم مع كفاح الذي كان يجيد اللغة الكردية   استطعنا  الحصول على حليب وبعض الخبز .كان كفاح هو الدليل والشخص الذي سوف نوصله في الوسط وانا خلفة واصلنا بحذر شديد الى وصولنا صباحا الى المقر ( كلي هسبة)كان  عبارة عن وادي عميق يحيط احدى جهات جبل متين وقريب للعديد من القرى. كان المقر مكتظ بالرفاق هنا عرفت من حديث الرفاق ان الشخص الذي كان معنا هو مسؤول في حزب (بك ك ك) في اليوم الثالث لوجودي طلب مني ان اقوم بجولة مع الرفاق الاخرين في القرى القريبة الى المقر وهذه المرة الاولى التي اخوض تجربة اللقاء بالناس عن قرب بالرغم انني لا اجيد اللغة الكردية. كنا  نسير كل اثنين سوية متباعدين عن بعضنا البعض لمسافة عشرة الى خمسة عشر مترا وصلنا الى قرية قريبة الى شارع ترابي دخلنا القرية بحذر مسؤول المفرزة يلتقي مع المختار ليتم توزيعنا الى البيوت كل اثنين سوية مع مراعات الرفيق الذي لا يجيد اللغة الكردية يكون معه رفيق كردي وزع الجميع وبقيت انا قال مسؤول المفرزة اذهب الى البيت الذي مجاور للبيت الذي وزعه فيه اثنين اضاف إذا تحتاج مساعدة نادي عليهم لم أعلق بشيء ذهبت الى البيت الذي كان من غرفة واحدة مع (كبرة)* فوق السطح غير مرتبة بشكل جيد وجدت امرأة كبيرة تتجاوز الخمسين ترتدي ملابس زاهية متعددة الالوان قالت بالكردي (بي فرمو) تفضل...يتبع                   

____________________

الفقيد عبد الكريم ماهود من مدينة الثورة*

قتل خلال العبور من اليونان الى اوربا

غطاء يلف على الراس في المناطق الكردية*

البزن حيوان بري يعيش في الحبل *